قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

التعتيم الأموي.. بين كربلاء و عُراة المتوسط!
محمد الموسوي
ازدلف 6 ملايين زائر ـ بحسب ارقام حكومية رسمية ـ الى كربلاء الحسين(ع) على مدى 10 أيام منذ بداية شهر محرم، واحتضن مركز المدينة أكثر من 3 ملايين ـ وبحسب ارقام رسمية أيضا ـ في يوم واحد، هو يوم العاشر، حيث أحيوا الشعائر الحسينية، وابرزها عزاء" ركضة طويريج" المهيبة.. وفي هذا الوقت، أي على مشارف نهاية عام 2009 وبداية عام 2010، كانت وسائل الاعلام العالمية والعربية بشتى انواعها، الفضائي والمسموع والمقروء، مشغولة في حمى الارقام والاحداث التي جرت في العام المنصرم، ومنها تغطية الاحتفالات ومهرجانات غريبة وبعضها يبدو سخيفا لا معنى له بتاتا، أفردت لها مساحات واوقات تغطية واسعة، ومنها على ـ سبيل المثال لا الحصر ـ مشاركة نحو 300 شخص غالبيتهم عراة في "آخر استحمام في السنة"!؟ في المياه الباردة جدا، الذي يقام للمرة الحادية والعشرين في كاب داغد المنتجع السياحي على البحر المتوسط المعروف بانه يضم شاطئا للعراة.والتقى المشاركون، كما في كل سنة، على شاطئ العراة قبل ان يدخلوا مياه البحر. وينتمي المشاركون الى ثماني جنسيات مختلفة، على ما افادت هيئة السياحة التي تشرف على هذا الحدث. وبقي بعض المشاركين ثلاث دقائق فقط في البحر، فيما صمد المغامرون منهم لاكثر من عشر دقائق.
وهكذا العشرات من القضايا البسيطة والتافهة تستحوذ على اهتمام الاعلام العربي والاسلامي في الكثير من البلدان، مثل مهرجانات اللعب والرمي بالطماطم، ومصارعة الثيران، وموت المغني جاكسون، وحفلات المجون، و...، ولكنك تجد هذا الاعلام الموبوء الذي يسبح بحمد عروش الانظمة والسلاطين، او بالنفخ في رمم المجسمة والتكفريين من أتباع ابن تيمية، يقف أبكم أصم، تجاه أكبر واقدس وادوم تظاهرة ومهرجان وحشد بل سيل بشري، للانسانية، مفعم بالاخلاص وتجليات الكرامة والحرية و العطاء والفداء والحب والايمان في كربلاء..
ولا غرابة !.. أنها محاولة قديمة جديدة، "بائسة خائبة"، للتعتيم على نور مصباح الهدى، الحسين(ع)، وآفاق ملحمة كربلاء ودروسها وعبرها.. إنها ثقافة أموية توارثها البعض، و"القوم ابناء القوم"!؟..إنهم يحتفلون بيوم عاشوراء متخذين منه يوم فرحة وعيد !، جريا على خط يزيد وبني أمية(لع).. مقابل خط الحسين وأهل البيت(ع)