قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مع ضعف الخدمات والمشاريع.. وشكوى المعاناة التي تتوالى مع الشهور والسنين
مجلس المحافظة: كربلاء تستقبل اسبوعيا ضعف عدد سكانها والتخصيصات المالية "غير مشجعة"
تيسير الاسدي/ الهدى/ كربلاء المقدسة:
كربلاء المقدسة من المحافظات التي تشهد نموا كبيرا في اعداد سكانها فضلاً عن كونها تستقبل سنويا الملايين من الزوار الذين يفدون لزيارة مراقدها المقدسة، ما يتطلب توفير خدمات واقامة مشاريع عمرانية متعددة، بما يتلاءم مع الحاجة الماسة والفعلية لكربلاء، هذا فيما لايزال المسؤولون في المحافظة، الى جانب جهات دينية وأهلية، يرفعون صوتهم و يجددون بين فترة واخرى بإيلاء مزيد من الاهتمام والجدية في هذا الشأن من قبل الدولة، في وقت تؤكد الجهات الرسمية مرارا قلة التخصيصات المالية التي تحتاجها كربلاء لإقامة مشاريع كبيرة وخدمات كافية. وأن "التخصيصات المالية للمحافظة لازالت غير مشجعة" بحسب نائب رئيس مجلس المحافظة.
وفي هذا الشأن، وفي حديث مع "الهدى" يقول نصيف جاسم الخطابي ،عن السبب الذي دعا مجلس المحافظة الى مطالبته ولأكثر من مرة بزيادة تخصيصات ميزانية تنمية الأقاليم،:" تعلمون ان كربلاء تستقبل أسبوعيا زائرين من داخل البلاد وخارجها تصل أعدادهم بعض الأحيان الى ضعف عدد سكان المدينة فضلاً عن الزيارات المليونية كزيارة العاشر من محرم والشعبانية التي يصل فيها عدد الزائرين الى أكثر من عشرة ملايين وبالتالي فالمحافظة تحتاج الى تنمية ليس فقط على مستوى الخدمات، وإنما على مستوى الإعمار للبنى التحتية التي تركت لفترة طويلة وبشكل متعمد من قبل النظام السابق". وتابع:" كما أن محافظة كربلاء استقبلت أعدادا كبيرة من النازحين ومن شتى المحافظات والذين لم يتم تسجيلهم كمواطنين ضمن سكنة المدينة وهؤلاء يحتاجون الى الخدمات والسكن وما الى ذلك من الامور التي تتطلب الأموال، فالميزانية التي تخصص الآن لكربلاء تحسب على أساس السجل القديم لسكنة المحافظة والذي لايتجاوز سبعمائة الف نسمة في الوقت الذي وصل عدد نفوس كربلاء الى أكثر من مليون ونصف المليون وبالتالي أصبحت الفائدة الآن الى المحافظات التي نزحوا منها".
وحول المطالب بإعادة أموال يقول مجلس المحافظة انها تخص محافظة كربلاء من سنوات سابقة، قال الخطابي أن "تلك الاموال لم يتم صرفها من تنمية الاقاليم في السنوات السابقة على اعتبار ان الوضع الامني لم يكن مستقرا لفترة من الزمن ،هذه الاموال فيما لو صرفت لكربلاء مع الميزانية القادمة ربما ستنشط الى حد كبير عمليات الاعمار. ونحن صراحة متخوفون من الميزانية الجديدة لعام 2010 لانها بالتاكيد لن تكون افضل مما صرف لمحافظتنا في السنوات السابقة وسيكون هذا إجحافاً بحقنا".
وبشأن الاعلانات المتكررة عن عقود مشاريع الاستثمار في كربلاء، مع شركات عالمية، وعدم المباشرة بها حتى الآن،
قال " نعم هناك مشاريع كبيرة جدا، وتم التعاقد مع شركات عالمية معروفة على تنفيذها في كربلاء خاصة مع شركة بلوم العقارية الاماراتية لبناء مدينة ضفاف كربلاء، وقد إستكملت أغلب الحلقات الخاصة بها من هيئة الاستثمار كما حصلت موافقة مجلس الوزراء على هذا المشروع، الذي يعد من أكبر المشاريع التي حصلت عليها المحافظات العراقية حيث وصلت قيمته الى اكثر من عشرين مليار دولار، أضف الى ذلك مشروع مطار الفرات الاوسط الذي من المؤمل أن تباشر ببنائه شركة (ATPI) الفرنسية، وقد شكلت لجنة مشتركة من وزارة النقل الاتحادية ومجلس محافظة كربلاء لمناقشة التصاميم التي وضعت من قبل الشركة ونحن ماضون بهذا الاتجاه".
ولكن السؤال الذي يبقى يطرحه المواطن والمتابع هو: الى متى المضي بإعلانات عن عقود ضخمة، فيما لايشاهد على ارض الواقع إنجاز ملموس لذلك، او على الاقل مؤشرات وبدايات تدل على الجدية في التنفيذ؟، فيما الشهور والسنوات تمضي ولا تنتظر.. بينما تبقى الشكوى من المعاناة التي تلاقيها كربلاء المقدسة، تتوالى كأنها حلقة مفرغة، وحالها في ذلك طبعا كحال بقية المدن والمحافظات، لاسيما في الجنوب والوسط.