دعوات من الباعة و"البلدية" لإنشاء محلات وأسواق تستوعبهم وإيجاد فرص عمل متكافئة للجميع
الكسبة من أصحاب البسطات في مدينة كربلاء بين الفوضى و المنع .. وتحصيل لقمة العيش
|
الهدى /نزار علي / كربلاء المقدسة:
يقول الكثيرون من الكسبة، أصحاب "البسطات والعربات" الذين يبيعون الخضروات والفواكه والبضائع، في ساحات وشوارع وارصفة مركز محافظة كربلاء المقدسة، إنهم يعانون من عدم توفر مكان او بديل حقيقي ملموس، وملائم لعرض بضاعتهم وتحصيل لقمة عيشهم. وأنهم بالمقابل باتوا يعانون مما يصفونه بـ" مطاردتهم" من قبل الاجهزة الرسمية، ما يعرض بضائعهم من المواد الغذائية للتلف والفساد. ويؤكد بعضهم أن هناك عدداً كبيراً من العوائل الفقيرة وذات الاعداد الكبيرة اتجهت إلى بيع الخضروات والفواكه كمصدر رزق لها.. وبالمقابل يرى البعض، حتى من داخل هذه الشريحة من الكسبة، أنهم يتفهمون ويدركون أن منظر وطريقة ممارسة عمليات البيع هذه، وفي مركز المدينة، يشوه جمالية المدينة وتسبب ارباكا وفوضى،، لكنهم في ذات الوقت يؤكدون أنهم لم يجدوا البديل حتى الآن لتأمين قوت وحياة عيالهم بكرامة وكفاف.. وبالتالي فإن المعالجات لهذه الظاهرة بحاجة إلى تخطيط و إجراءات مثمرة وعادلة من قبل الحكومة المحلية لمد يد العون لهذه الشريحة من الكسبة والعمل على إيجاد أسواق كبيرة وملائمة لهم تحفظ كرامتهم وتيسر عليهم كسب رزقهم.
ويوضّح المواطن (عباس إبراهيم) صاحب عربة متجولة لبيع الفواكه في منطقة باب بغداد، "يضطر البائعون من أصحاب البسطات والعربات إلى عرض بضاعتهم في مكان واحد وخاصة في مركز المدينة وفي مواسم الزيارات والاستهلاك الكثير من أجل تصريف بضائعهم وخوفاً عليها من التلف في حالة تأخر بيعها، وفي هذه الحالة تتولد الفوضى والعشوائية في تزاحم البائعين ولو توفر لنا مكان ثابت قريباً من المواطن المستهلك وبهيئة محلات فيمكن أن لا نؤثر على جمالية المدينة ويبقى مصدر رزقنا مستمراً، ولو توفرت هذه الخدمة نكون قد قدمنا عوناً لهذه الشريحة المسكينة خاصة وأن أغلب أفرادها من ذوي الدخل البسيط، فضلاً عن تقليل المعاناة أمام المواطنين المستهلكين في حالة توفر جميع ما يحتاجون إليه من الخضروات والفواكه وغيرها من البضائع في تلك الأسواق".
فيما تؤكد الحاجة (أم خليل) بائعة خضروات، لجوء البائعين المتجولين إلى ترك الأسواق الموجودة في أحيائهم السكنية والتوجه نحو مركز المدينة بسبب كثرة المتسوقين فيها، وتقول، "أنا أم لثمانية أيتام وأعمل في هذه المهنة منذ عشر سنوات ولم أر إي التفات من المسؤولين إلينا من قبيل توفير الرواتب الشهرية والضمانات التي تغنينا عن العمل فهي بالعكس تقوم بمحاربتنا وقطع أرزاقنا".
من جهته يصف مدير إعلام بلدية كربلاء، انتشار البسطات والعربات الخاصة ببيع الخضروات وغيرها بأنه يعدّ خرقاً للقانون وتجاوزاً على الأرصفة العامة المعدة لمسير الناس، مبيناً أن "دور المديرية يقتصر على تهيئة الشوارع النظيفة والمنظمة للمواطنين والحفاظ على جمالية وقدسية المدينة"
ويقول السيد ماجد ناجي، لـ (الهدى)، "أضمّ صوتي إلى أصوات الأخوة البائعين وأطالب الحكومة المحلية الالتفات إلى شريحة البائعين لوضع الحلول الناجعة للخروج من المشكلات التي يعانونها من عدم وجود أسواق كافية وبتكاليف بسيطة".
ويضيف، "نحتاج في الفترة الحالية إلى تفعيل قانون الاستثمار من أجل بناء أسواق عصرية تلائم المواطنين والبائعين بصورة عامة، ونتمنى أيضاً من الحكومة المحلية بناء أسواق مشابهة للأسواق الجديدة في حي التحدّي في كربلاء من أجل استيعاب الباعة المتجولين وإيجاد فرص عمل متكافئة للجميع".
كاسب آخر هو المواطن (كريم عبد الأمير) بائع أسماك في مركز المحافظة أيضاً، قال إن "معاناة البائعين من أصحاب البسطات والعربات يتحدد بالظروف الأمنية للمحافظة" بحسب رأيه، ويضيف" قد قامت قوات الشرطة بإبعادنا عن مكان بيعنا عند كراج الأحياء عندما وقعت مؤخرا ثلاثة تفجيرات، وبذلك قطعت أرزاقنا ولم تكن الجهات الحكومية مساندة لنا وإنما فوق كل ما أصابنا منعتنا من العودة إلى البيع وأحاطت مكاننا بالأسلاك الشائكة". ويتابع حديثه، "بالرغم مما نعانيه كمواطنين من قلة الخدمات والرعاية الحكومية لشريحة الفقراء وذوي الدخل البسيط إلا إن إبعادنا عن أماكن بيعنا ومصدر أرزاقنا أوقعنا في معاناة جديدة، فإلى متى نبقى على هذه الحال لا نعرف؟ " ويختم "المهم أن الشرطة تصبّ جام غضبها علينا بعد كل خرق أمني يصيب المحافظة"، على حدّ قوله.
ويقول المواطن (حيدر خضير) صاحب بسطة لبيع الخضروات في مركز المحافظة، في حديثه لـ (الهدى)، بأن "معاناة البائعين تتمثل بعدم توفير مكان ملائم للبيع، وقرار الجهات الحكومة المعنية هو دخولنا إلى السوق القريب من كراج الأحياء وعدم السماح لنا بممارسة المهنة خارجه، ولكن صغر مساحة السوق تمنع من تحقيق ذلك" ويضيف " ونضطر إلى الخروج مع الحذر الكامل من المواجهة مع قوات الشرطة الذين يصادرون أغراضنا ويبعثرون بضائعنا في الشارع" حسب تعبيره، و "بذلك تبدأ معاناة أخرى وهي توفير مكان جديد للبيع بعيداً عن أعين الاجهزة الحكومية".
|
|