قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
شموع
المجاهد الشهيد سمير نور علي
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة حينما تتصاعد المؤامرة على الشعب وحينما تضعف قوة الشعب في مقاومتها، فلا يجد سلاحا يقاوم به ولا ناصرا يلوذ اليه، ويغدو عدوه اكثر شراسة وعنفا.. عندئذ لا يبقى امام الشعب إلاّ سلاح واحد وهو سلاح الشهادة.
كيف يصبح القتل والدم سلاحاً؟ وكيف ينتصر الدم على السيف ويبقى الشهيد حياً يرزق عند الله؟ وكيف يزداد المجتمع المؤمن العارف بقيمة الشهادة تحدياً كلما ازداد اعداءه شراسة وعنفا؟
حينما يتعلم الشعب درس (الشهادة) من الشهيد، وذلك حينما يخرّ الشهيد صريعا، فإنه يعطي لشعبه درسا بليغا في المقاومة، وكأنه يقول لمن بعده: تعلموا مني نصرة الحق على الباطل.
فالشعب يتتلمذ على يد الشهيد ويستقي منه الدروس العظام، فيتحول ابناؤه الى كتلة من الشجاعة ويسري درس الشهادة مع دمائهم وفي ارواحهم وعروقهم، فيزدادون همّة وصلابة وتحدياً، ومن هؤلاء الشهداء الذين علّمونا درس الشهادة الشهيد المجاهد سمير نور علي.
ولد الشهيد في بغداد عام 1958م، أكمل دراسته الابتدائية والاعدادية بتفوق، دخل الجامعة المستنصرية عام 1976ـ1977م، كلية العلوم قسم الفيزياء، إنضم الى صفوف منظمة العمل الاسلامي في العراق عام 1979م، وكان من الافراد النشطين حركيا، حيث كان ينظّم إخوانه المؤمنين في منطقة سكنه شارع فلسطين التابع إداريا لمدينة الثورة، وكذلك في الجامعة المستنصرية، ولكونه يعشق الكفاح المسلح نقل إلى الجناح العسكري التابع لمنظمة العمل الاسلامي، وعلى الرغم من كونه متكتما جدا ومنضبطا حركيا، إلا ان اجهزة الامن والاتحاد (اللاوطني) في الجامعة المستنصرية وضعت عليه أكثر من علامة إستفهام.
ومن التكتيكات التي كان يقوم بها على صعيد توزيع المنشورات الاسلامية المعادية للنظام البعثي، ربط هذه المنشورات الثورية ببالونات يستعمل فيها غازا خفيفا لتطييرها في الجو كي توزع المنشورات تلك على الشوارع واسطح البيوت، عرف بتوجهه الروحي والعرفاني، حيث كان يواظب على صلاة الليل وقراءة القرآن والادعية المأثورة، الأمر الذي انعكس بوضوح على اخلاقه الحسنة، قاد عملية المستنصرية بالهجوم بالقنابل اليدوية على قادة وجلاوزة النظام البعثي وعلى رأسهم المجرم طارق حنا عزيز والذين حضروا معه الى الجامعة المستنصرية بتاريخ 1/4/1980م ليحتفلوا بذكرى تأسيس حزبهم المشؤوم، وقد اسفرت العملية البطولية عن قتل وجرح عدد كبير من مرتزقة النظام البعثي وهم المجرم طارق حنا عزيز عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الوزراء، العميل محمد دبدب عضو قيادة فرع بغداد للحزب ورئيس المكتب التنفيذي للاتحاد اللاوطني، العميل علك عبد عضو قيادة فرع بغداد للحزب، العميل طاهر البكاء عضو قيادة شعبة في الحزب، العميلة خولة لفته عضوة قيادة شعبة في الحزب،العميل حسن حسين رئيس اتحاد طلبة منطقة الحكم الذاتي، العميل عواد صالح محمد عضو المكتب التنفيذي للاتحاد في محافظة الموصل، العميل هشام محمد ثامر.
وقد سمي المجاهد سمير نور علي شهيداً أثناء المواجهة الساخنة التي جرت بينه وبين جلاوزة الأمن البعثي في الجامعة المستنصرية، بعد أن احال احتفال السلطة المجرمة إلى مأتم حقيقي.
ولعمق تأثير عملية المستنصرية البطولية على نفوس أبناء الشعب العراقي، حضر المجرم صدام نفسه الى الجامعة بعد فترة، وأقسم على اخذ الثأر لدماء مرتزقته الجبناء الذين قتلوا كالحشرات وفرّوا كالجرذان أثناء عملية المستنصرية الجريئة.
فرحم الله شهيدنا البطل واسكنه فسيح جناته.