تعدد الناطقين وتعدد المشاكل
|
أياد الشحماني
سوق التصريحات الإعلامية حول المفاوضات والمباحثات التي تعنى بتشكيل الحكومة أصبح رائجا هذه الأيام وهذا الرواج وللأسف ليس دائما ايجابيا فانه في كثير من الأحيان سلبيا ويلاحظ إن اغلب القوائم الفائزة بالانتخابات ابتعدت عن تسمية ناطق باسمها أو أنها سمت أكثر من عشرين شخصا بالتصريح وكل منهم يحمل صفة الناطق باسم القائمة وهو الأمر الذي يصعب معه على المواطن العراقي المعني الأول بمسألة تشكيل الحكومة إن يحدد بدقة موقف القوائم الانتخابية.
وربما كان أمر تعدد الناطقين أو السماح للجميع بالتصريح هو أمر مقصود من القوائم والكتل الحزبية لكي تمرر رسائل معنية للآخرين ويمكنها في نفس الوقت تبني أو نفي أي من التصريحات حسب المرحلة وحسب مصالحها حتى أصبح من الملاحظ غياب قادة القوائم والأحزاب عن التصريحات واندفاع الشخصيات الهامشية في القوائم نحو التصريحات النارية وهذه الشخصيات في الغالب لم تفز في الانتخابات بل أنها رشحت فقط وبعد فشلها أصبحت متواجدة في الفضائيات تطلق التهديد والوعيد وتقسيم المناصب بمشيتها دون ادني احترام لمسؤولية التصريح والموقف ودون احترام للناخب العراقي الذي ينتظر منذ أربعة أشهر دون إن يرى اي بصيص أمل في نجاح وجدوى مشاركته الانتخابية الواسعة.
وأصبح يقينا اليوم لدى المتابعين للشأن العراقي خطورة فوضى التصريحات وأثرها السلبي وعلى القوائم اليوم مسؤولية حصر التصريحات بشخص معين أو مكتب إعلامي لكي تتضح الصورة للمواطن العراقي أولا ولكي تتحلى عملينا السياسية بالشفافية و المصداقية لكي نتمكن إن نتفق بوضوح أو نتقاطع بوضوح فالمهم أن يعرف كل منا ما له وما عليه ولا تكون القوائم السياسية أو الانتخابية بلا موقف واضح وإنما متلونين ومتبدلين حسب المصلحة الفئوية وربما الشخصية.
ــــــــ
|
|