الموقف الأميركي من المفاعلين الإسرائيلي والإيراني
|
د.عبدالله الغريب (*)
الولايات المتحدة الأميركية تحاول يوميا وبشكل علني أو سري منع إيران وبشتى الطرق من انهاء مفاعلها النووي،بحجة ان إيران سوف تنتج القنابل النووية مع علمها يقينا ان البرنامج الايراني الحالي هو للاغراض السلمية،لذا تحاول سواء بالضغط عليها مرة على شكل مبطن ومرة عن طريق الأمم المتحدة، وهكذا حتى لا تظن إيران نفسها فوق القانون الدولي،بينما وليس سرا على المجتمع الدولي وعلى رأسها أميركا ان إسرائيل تتكتم كثيرا على برنامجها النووي على الجميع،وانها ترفض إخضاع منشآتها النووية للتفتيش الدولي على عكس ما يحدث لإيران حاليا، حيث إن إسرائيل كما هو معروف للجميع أنها تمتلك مفاعل ديمونة النووي،بالإضافة إلى ذلك تمتلك مركزا للأبحاث العلمية والتي تنتج الأسلحة الجرثومية والكيميائية،بالإضافة إلى ذلك لديها وحسب آخر التقارير العلمية أكثر من 200 إلى 400 رأس نووي، وكل هذا ومازالت ترفض الاتفاق للتوقيع على معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية في العالم،في المقابل المجتمع الدولي ساكت عن ذلك، على الرغم ان اغلب الدول العربية وافقت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية،ولكن إسرائيل ما زالت ترفض ذلك،في حين ان إيران فتحت الأبواب لمفتشي المجتمع الدولي للتأكد من ان المفاعل النووي سلمي.
وإذا ما ربطنا ما بين قيام إسرائيل بدفن نفاياتها النووية والمشعة الخطرة في الأرض، بالإضافة إلى إطلاقها لقمر للتجسس على الدول العربية وعلى المنشآت الصناعية في إيران،بالإضافة إلى حدوث أكثر من مرة تسرب اشعاعي في مفاعل ديمونة النووي، دون سماعنا أية ردة فعل من المجتمع الدولي وأمريكا، ولا ننسى ان إسرائيل ومن عام 2008م تقوم باستخدام القنابل الفسفورية والعنقودية وغاز الأعصاب وحتى الآن في قتل وتشريد الأبرياء من المدنيين من سكان فلسطين ولبنان وبشكل سافر،من هذا يتبين لنا بوضوح مدى حجم الخطر الاسرائيلي على دول منطقة الخليج أو إيران،في رأيي إن الكيل بمكيالين من المجتمع الدولي بالسماح لإسرائيل ان تمتلك القوة والعتاد وعنادها، مع الاحتفاظ بترسانتها النووية،مع علم أميركا، فإنه من الطبيعي ان يدفع دول الشرق الأوسط او إيران الخوف على نفسها لأن تتسلح دفاعا عن نفسها،لأنه من غير المعقول ان الإنسان يرى عدوه يتسلح ويبقى هو واقفا يسمع ويشاهد دون ردة فعل، ومن غير المعقول ان دول العالم تخطو خطوات نحو الصناعة وتبقى إسرائيل البعبع في المنطقة وتعربد،وتبقى بقية دون المنطقة ساكتة وتسلم بالأمر الواقع، لذا من هذا المنطلق المطلوب من المجتمع الدولي التعامل مع جميع الدول بنفس الأسلوب، فلا توجد دولة فوق القانون والا أصبحنا في ليلة وضحاها تحت سيطرة ومرمى الصورايخ الإسرائيلية دون ان يكون لنا قوة الرد حتى بالكلام.
في هذا الِشأن حدثني أحد الأكاديميين المختصين في الِشأن الاسرائيلي، ان إسرائيل كانت في السابق تدخل الجنوب اللبناني كيفما تشاء وتأخذ وتضرب من تشاء أو اعتبار لأي مواطن لبناني جنوبي، ولكن بعد ان تسلح اللبنانيون و بقيادة (حزب الله) لم تتجرأ إسرائيل ان تخطو خطوة واحدة في الجنوب اللبناني ليس بسبب احترامها للعهود والمواثيق بل بسبب خوفها من الرد العنيف من قوة أسلحة حزب الله، لأن إسرائيل لا تعرف إلا القوة فلا مجال لديها للحديث عن السلام،وما هو يحدث من اجتماعات مع العرب إلا ضياع للوقت،والعرب إذا أرادوا النجاح في مسعاهم عليهم التعاون مع إيران أو أي قوة أخرى للوقوف يدا واحدا في وجه الولايات المتحدة بعد ذلك تحسب لها قيمة.
(*) كاتب كويتي
ــــــــــــ
|
|