قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
الجزء الاول العلوي من الصفحة:
منتقداً صراعهم على الكرسي: إلى متى ينتظر هذا الشعب حتى يتفق الساسة فيما بينهم؟!
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة أية الله السيد هادي المُدرّسي: على الساسة أن يتداركوا الأمور ويكفوا عن تبرير فشلهم
الهدى/ علي التميمي:
قال سماحة اية الله السيد هادي المُدرّسي أن على الساسة والمسؤولين في البلاد أن يتداركوا انفسهم والبلاد بتغليب مصلحة الشعب وحقوقه على المصالح الفئوية الضيقة، وأن يكفوا عن تضييع الوقت والفرص، ويخرجوا من شرنقة المماطلة والتسويف، والتبرير لخلافاتهم وتكالبهم على السلطة والكراسي، وفشلهم في توفير الخدمات للشعب وعدم تحقيق وعودهم التي كانوا ولايزالوا يكررون إطلاقها على مدى عدة سنوات، والتي خبرها وملّها الناس.
جاء ذلك في جوانب من كلمات لسماحته القاها مؤخرا في عدد من المحافل التي اقيمت بمناسبة الزيارة المليونية لكربلاء الحسين (ع)، واحياء ذكرى ولادة الامام المهدي (عج)، في حسينيتي الزينية، و الزهراء (ع)، في منطقة السيدة زينب (ع)، وفي احاديث متلفزة بثت خلال الايام القليلة الماضية. مشددا على أن كل من يقول ـ ولاسيما من السياسيين والمسؤولين ـ انه يتبع الامام الحسين (ع) ويحبه، وينتظر الامام المهدي (عج) واقامة العدل، أن يتمثل في شخصيته ولو قدرا من اخلاق الامام واخلاصه ووضوحه وصدقه وإيثاره، لا أن يجعل المنصب وعرش السلطة كل همه ومبتغاه بأي طريقة ووسيلة كانت على حساب أمن وحياة وتطلعات العباد والبلاد.
وتابع سماحته " اقول هذا الكلام ونحن في العراق نواجه اليوم مشكلة، وهي ان كل شخص يريد السلطة والكرسي والمنصب..". وأضاف أن " الحسين (ع) في العراق، وعلى آل العراق والمسؤولين في العراق ان يتبعوا الحسين (ع) لا ان يتبعوا يزيد وابن زياد، فأنهما كانا يريدان السلطة للسلطة والتأمّرّ وبأي ثمن، اما الحسين(ع) فلم يكن يريد السلطة الا ان تكون لله ولقيم السماء والعدل والامر بالمعروف واقامة الدين. .".
وفي اشارة الى ماوصلت اليه الامور من افق مسدود بين الساسة والكتل بشأن تشكيل الحكومة قال سماحته أن : " الصراع على اشده على الكراسي، فإلى متى ينتظر هذا الشعب حتى يتفق المسؤولون فيما بينهم ؟ ! وعلى ماذا يتفقون..؟ "، واضاف مخاطبا اولئك الساسة : " بكل صراحه، وانتم تدعون اتباع الحسين(ع) هذه ليست سياسة الحسين (ع) وانما سياسة يزيد، ان اردتم سياسة الامام الحسين(ع) اتفقوا فيما بينكم في سبيل الله وانصاف هذا الشعب الذي عانى الويلات في الحقبة الماضية، فلا تجعلوه أنتم يعاني الويلات وقلة الخدمات الى اليوم على ايديكم أيضا للاسف الشديد.. فلا تربطوا القضية بالماضي، سبع سنوات و الامور بيدكم، فإلى متى ستستمرون بربط الاخفاقات بالعهد السابق. . ان العهد السابق ظلم ودمر، لكن بالنسبة اليكم لماذا لاتعمرون. . تقولون ان هذا يحتاج الى وقت، وأن الهدم سهل لكن البناء يحتاج الى وقت، نعم هذا صحيح، و لكن البدء في البناء لا يحتاج الى وقت، فابدأوا، انزلوا الى الناس، شمروا عن سواعدكم و أروا للناس ولربكم وربهم، صدقكم و اخلاصكم..ان الحسين (ع) لديه ايثار حتى لاعدائه، فيما الكثير منكم ليس له احسان حتى لشعبه ولمن انتخبه..".
واشار سماحته الى أنه وعلى الرغم من صعوبة وتعقيدات الوضع، إلاّ أن التعنت و الجدل العقيم في العملية السياسية وتشكيل الحكومة منذ عدة اشهر، " اصبح يشكل معضلة اخرى وعامل احباط ويأس لابناء الشعب الذي يرى مسؤوليه وساسته عاجزون عن القيام بادارة سليمة للبلاد ومؤسسات الدولة، بل باتو يشكلون سببا لهذا العجز والجمود، فيما هم يتمتعون بإمتيازات فاضحة لاتتناسب ابدا مع مايقومون به ويدمونه من خدمة للشعب". وعن الخلافات وسوق التبريرات لها، قال سماحته أن اكثر المسؤولين والسياسيين يبدون و " كأنهم انبياء حينما يتحدثون، وكل واحد منهم يقول لا اريد السلطة، لكن وإذن: على ماذا اختلافكم وصراعكم؟! رجاءً قولو لنا.. هل على توفير وكثرة الخدمات!؟، بمعنى هل لديكم اختلاف على انه اي شخص منكم يسبق الآخر في تقديم الخدمات للناس؟!.. أم على المناصب؟ الى متى تستمرون بهذا النهج؟. إن الناس والتاريخ ورب الناس لن يرحموكم غدا ان لم تثبتوا، وتنزلوا الى الشارع وتثبتوا انكم مخلصون الى الله من خلال خدمة شعبكم، اقول هذا الكلام وهو كلام من قلب كل عراقي مشفق وناصح ومؤمن وكل من يريد الخير للعراق والعراقيين".
ــــــــــــــــــ