الاعمار والتنمية بحاجة لإستراتيجية مبدعة
|
حسن الأنصاري
العلامات المميزة التي تدل على أننا نتجه نحو التنمية والاعمار الحقيقي لم تظهر حتى الآن واضحة جلية وبعضها ما زال مضمورا. ولا شك أن مشاريع الاعمار و التنمية أيضا بحاجة لمراكز للبحوث والدراسات لوضع سياسات استراتيجية متكاملة لجميع مشاريع التنمية المستقبلية للدولة،. وحين نذكر كلمتي البحوث والدراسات يعني إمكانية انخراط وتشكيل ورش عمل من خلال الاستعانة بذوي الكفاءات العلمية سواء في الجامعات والمعاهد العلمية أو المؤسسات الأخرى في الدولة والمجتمع وبالتعاون مع الوزارات المختصة وعلى رأسها التخطيط .
قضايا التنمية والاعمار مجالاتها واسعة وتحتاج لشبكات من البحوث ذات الصلة وأيضا تحتاج لمنهج في التفكير النقدي الموضوعي حتى لا تخرج الاستراتيجيات المزاجية غير البناءة والتي قد تضع سياسة الدولة في تقاطع الطرق.
تعبئة الخبرات الوطنية ضرورة ملحة لوضع سياسة اقتصادية وبدائلها لمواجهة التحديات محليا واقليما ودوليا وصراع التنمية دعما ومساندة للقرارات السياسية الحاسمة حتى نخرج من هذه المرحلة الكئيبة ونتجنب المخاطر المستقبلية مع تقديم معلومات مفيدة لجميع أعضاء ومؤسسات الحكومة والدولة وكل في مجاله.ولا شك أن الوزراء والوكلاء والوكلاء المساعدين والمدراء والمستشارين ، وبسبب الفساد وروتين العمل وتضارب الصلاحيات والمهام والخللافات السياسية قد لا يجدون الفرصة و الوقت المناسب للتفكير في وضع خطط استراتيجية، خصوصا لمواجهة التضخم الشبابي وحاجة الحكومة للأعمال المنتجة وكيفية تعزيز التنمية البشرية مع استيعاب الطاقات حتى يتم تقليص البطالة المقنعة مع ما تصرفه الدولة من رواتب وأجور وضمانات والتي أصبحت مغرية حيث نجد أن الاتجاه للعمل في القطاع الخاص لم يعد مغريا لكثيرين من الشباب.
قضايا التنمية عبارة عن سلسلة متصلة قد تصعب تجزئتها، وأيضا لربما تضع الدولة في تحديات مستقبلية قد يصعب الخروج منها ، ولكن حين نعتمد على العلم والحساب الذي لا يعرف منطق المزاج والمحسوبيات لا شك فإننا سنكون أمام الطريق الصحيح لمستقبل أفضل في ظل الاقتصاد العالمي المضطرب الحرج وحين تكون استراتيجيات التنمية مبدعة وجريئة وشاملة فانها تستجيب لتطلعات الشباب في المستقبل.
|
|