سُكّان كربلاء المقدسة يؤكدون على اشاعة المظاهر الحضارية في محافظتهم
|
كربلاء المقدسة /علي الجبوري:
وأنا أسير في مركز مدينة كربلاء المقدسة برفقة أحد الزملاء الصحفيين عارضنا موقف محرج وغير حضاري أقدم عليه أحد المارين في الشارع، تمثل في التجاوز على نظافة المدينة وعدم احترام اصول اللياقة في الشارع امام الناس، فيما جاءت امرأة في الثلاثين من عمرها لترمي مخلفات طعامها وسط الشارع وهي لا تبعد عن حاوية النفايات إلا بمترين فقط، وهذه الظواهر وغيرها تثير اشمئزاز الكثيرين في هذه المدينة المقدسة.وبالرغم مما تبذله لجان التنظيف التابعة لبلدية كربلاء والعتبتين الحسينية والعباسية بالحرص على نظافة المدينة؛ إلا إنّ الكثير من سكان المدينة، وحتى السائحون يمارسون أفعالاً غير لائقة تشوّه من صورتها. ويشير الصحفي علي المحمّد، إلى إنّ "هذه الظواهر الاجتماعية خاطئة وغير مرغوبة في مدينتنا المقدسة، ونحتاج إلى توعية المجتمع ليظهر بالصورة اللائقة، خصوصاً وإن الأماكن العامة هي للجميع وليست ملكاً لأحد ويجب على الجميع احترام وتطبيق الآداب العامة". ويتابع، "يجب إرشاد الناس وإصدار العقوبات التي تحرّم مثل هذه الظواهر، ومنها رمي الطعام والنفايات في الشوارع والتدخين الذي يتسبب بالأذى للمواطنين والمدينة".
وتحدّث مواطن من سكنة مركز المدينة وأسمه محمد زيني قائلاً انّ "عدم احترام الآداب العامة وتطبيقها في حياتنا اليومية أصبحت أمراً عادياً"، موضّحاً انّ "هنالك تصرّفات غير حضارية تصدر من البعض بقصد أو بغيره تثير اشمئزاز الناس وتعكّر صفوهم، ناهيك عن المظهر غير الجميل الذي تصبح عليه المدينة بسببها". ويضيف زيني وهو شاب في الثلاثين من عمره، "كربلاء مدينة الجميع ويزورها الملايين من كل أنحاء العالم، ومع ذلك نجد البعض من ساكنيها لا يهتمون لقدسيتها أو لتصرّفاتهم غير اللائقة" ، لافتاً إلى إنّ "الأمر يزداد تعقيداً في الزيارات المليونية، حيث لا يهتم الكثير من الزائرين بنظافة المدينة والمحافظة على قدسيتها " .فيما تشير المواطنة ساهرة المنصوري وهي معلّمة، إلى إنّ "هنالك الكثير من التصرّفات والعادات غير اللائقة التي تصدر من بعض ساكني المدينة وحتى زائريها". وتضيف، "أصبح أمراً عادياً أن تسمع البعض وهو يتحدّث بألفاظ غير أخلاقية وخادشة للحياء أمام الناس، أو من يدّخن سيجارته بشراهة في المستشفى أو السيارة والأماكن العامة"، مبينةً انّ "التربية في البيت وداخل المدرسة هي ما تحدد تصرّفات الناس في الشارع، فهم يعكسونَ ما تعلّموه وتربوا عليه خلال حياتهم".وتشدّد المنصوري على "ضرورة التزام المواطنين بالآداب العامة الذي يعد تطبيقها أسلوباً حضارياً ينم عن تقدّم الشعوب وتطوّرها".
أما عن مسألة الضوضاء والأصوات العالية التي تصدر هنا وهناك فحدّث ولا حرج، فأنت منذ خروجك من المنزل وحتى ركوبك السيارة مروراً بعملكَ وأنت تُضجّ بالضوضاء والأصوات المزعجة التي تخلق جواً غير منسجم قد يعكّر يومَك بأكمله. ويوضّح الباحث الاجتماعي حيدر الموسوي ان "احترام الآداب العامة وعدم إيذاء الآخرين ثقافة عالية وتربية جميلة لا أكثر، إلا إننا في مجتمعنا العراقي اليوم نفتقر حقيقة لها"، بحسب قوله. ويضيف الموسوي : "يجب على الفرد أن يضع أمامه التقاليد والأعراف والأخلاق الحميدة التي أوصى بها الإسلام الحنيف في ممارسة حياته اليومية، لكي لا تتحول هذه الحياة لعبث وعشوائية تؤثر على حياة الآخرين وتحيلها إلى دمار".ويعرّف الموسوي الآداب العامة انها "أساليب حضارية وطرق تحكم سلوك الناس؛ وعدم تطبيقها يعني الإخلال بالأنظمة وإفساد المجتمع وهلاكه"، لافتاً إلى إنّ "المجتمع العراقي بحاجة ماسة إلى احترام وتطبيق الآداب العامة سواء في البيت أو الشارع والأماكن العامة التي تعد ملكاً للناس". ويؤكّد رجل الدين حسين الطالقاني على إنّ " بعض ابناء المجتمع يفتقر لتطبيق مفاهيم الآداب العامة ولا يراعي حرمة المكان وسلبه لحقوق الناس، فحتى تناول الطعام في الشارع أمر مكروه في الإسلام فكيف بمن يخل بنظام المجتمع ولا يحترم الآخرين ويتسبب لهم بالأذى من خلال ممارساته وتصرّفاته الشاذة".ويبيّن انّ "شيوع الآداب العامة وتطبيقها يضمن نجاح المجتمع ويعكس الصورة الإيجابية له، وعندما نحترم الآخرين ولا نخّل بأخلاقنا وتصرّفاتنا تجاههم فهذا هو جوهر الإسلام الحقيقي الذي يحاول بعضهم تشويهه ورسم الصورة غير اللائقة عن مجتمعهم".
|
|