مابين إتهام "القاعدة" و"الموساد".. الارهاب يشعل فتيل الفتنة بمصر
|
الهدى/ متابعات:
لم تكد مصر تستفيق من دوي الانفجار الذي استهدف كنيسة القديسين في الإسكندرية بعد منتصف ليل السبت الماضي، بعد دقائق من مطلع العام الميلادي الجديد، والذي أودى بحياة 22 وجرح العشرات، حتى تبعه توتر أمني نتيجة تظاهرات قبطية واسعة ومصادمات في اكثر من منطقة خلال اليومين الماضيين، منها العاصمة القاهرة ومدن أخرى بينها الإسكندرية والمنيا، وسط انتشار أمني كثيف لقوات الأمن. وشهدت التظاهرات، اشتباكات مع قوات الشرطة التي كانت تحاول فض المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة العشرات من عناصرها. من جانبه زار شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب ووزير الأوقاف محمود حمدي زقزوق ومفتي الجمهورية الدكتورعلي جمعة، البابا شنودة في المقر البابوي وسط القاهرة الاحد، لتقديم التعازي في ضحايا الاعتداء، وفي مؤتمر صحافي مشترك قال شيخ الأزهر، إن "الإرهاب أسود لا يعرف لوناً ولا ديناً". وأضاف أن "تلك الحادثة تم التخطيط لها خارج مصر ونفذت في الداخل"، مشدداً على أن "هناك جهات خارجية تريد تحويل مصر إلى عراق آخر'" حسب تعبيره. كما رفض شيخ الأزهر بيان بابا الفاتيكان بنيديكت السادس عشر الذي طالب بحماية المسيحيين في مصر، معتبراً أنه "تدخل غير مقبول". من جانبه قال مفتي مصر الدكتور علي جمعة، أن "إراقة دماء الأبرياء يتبرأ منها الله ورسوله"، وقال جمعة، في تصريح للتليفزيون المصري" إن هذا الهجوم يعتبره الإسلام نوعًا من أنواع الطغيان، و أن من يقومون بمثل هذه الأعمال الإجرامية سينتهي بهم الأمر إلى سوء العاقبة في الدنيا والآخرة".
وعلى صعيد التحرك الأمني، تشير الدلائل الى أن التفجير الارهابي الى حمل بصمات تنظيم القاعدة نفذه انتحاري في تمام الساعة الثانية عشرة والنصف بعد منتصف الليل. كما نقل التلفزيون المصري اتهام محافظ الإسكندرية عادل لبيب لتنظيم القاعدة بتدبير التفجير. وفرضت سلطات الأمن أطواقاً أمنية كثيفة على المؤسسات الحيوية، واعتقلت نحو 112 من المنتمين للتيار السلفي المتشدد للاشتباه في صلات خارجية لهم مع تنظيم القاعدة. واستبعد وزير الشؤون القانونية المصري د. مفيد شهاب فرضية ارتكاب الجريمة بسيارة مفخخة، مؤكداً أن التحقيقات تشير إلى أن العبوة التي انفجرت كانت محمولة من شخص انتحاري لقي مصرعه في الحادث، وأن المعمل الجنائي كشف أن هذه العبوة المستخدمة في التفجير محلية الصنع. وقالت مصادر أمنية مصرية أنها تعمل على محورين، مستندة إلى المعلومات الأولية التي جمعها رجال المعمل الجنائي من مسرح الجريمة، وهي هوية الشخص الانتحاري وتحليل الحمض النووي لأشلائه، وتعمل على تتبع أثر جماعات التيارات السلفية المتطرفة في الإسكندرية على وجه الخصوص وفي مصر بشكل عام، وتتطرق اتجاهات البحث إلى فرضية وجود خلية "نائمة" مرتبطة بالقاعدة يُعتقد انها مسؤولة عن الحادث. و المحور الثاني يسير وراء خيط منشؤه الشك حول ضلوع جهاز الموسادالصهيوني في تمويل هذه الحادثة ووقوفه وراء دفع عناصر تابعين لها لارتكاب العمل الإرهابي بهدف خلق فتنة طائفية بين المصريين. كما يتجه البحث أيضاً إلى إعادة استجواب عدد من المتعاونين مع الكيان الصهيوني خلال العام الماضي سواء بالسمسرة لشراء أراض بسيناء أو المتعاونين في أعمال تجارية، وأيضاً شبكات التي ألقى القبض عليها أخيراً. في غضون ذلك، تضاربت أقوال 70 مصاباً استمعت إليهم النيابة العامة، ففيما أكد بعضهم أن التفجير تم من سيارة كانت متوقفة أمام الكنيسة، وأن شاباً ترجل منها قبيل الانفجار وقام بالضغط على جهاز يشبه الريموت وقد تحطمت 13 سيارة، من بينها السيارة التي يعتقد أنها استخدمت في الحادث من قبل منفذ العملية
|
|