توتر شديد بين القاهرة والخرطوم و88 مراقباً من (العربية) الى جوبا
في الذكرى 55 لاستقلاله.. السودان يعيش "حزن" إنفصال جنوبه
|
الهدى/ احمد حسين:
تَحوّل احتفال السودان بذكرى الاستقلال الخامسة والخمسين (عن الاستعمار البريطاني الذي امتدّ منذ عام 1898، وحتى عام 1956)، و التي صادفت السبت، أول يناير من العام الحالي 2011، إلى سرادق عزاء، وذلك بتنكِيس علم الاستقلال في أحد الاحتفالات، للمرة الأولى منذ 55 عامًا تعبيرًا عن الحزن على أوضاع البلاد وانفصال الجنوب الذي أصبح وشيكًا، قبل إعلانه دولة (مستقلة) هو الأخر!. عبر استفتاء تقرير المصير الذي سيجري يوم الاحد المقبل. ووسط حضور لتيارات مختلفة للحزب الاتحادي الديمقراطي، جرى تنكيس العلم بمنزل الزعيم إسماعيل الأزهري (الذي رفع علم الاستقلال في الأول من يناير 1956) وكان الأزهري هو أول رئيس سودانِي حكم البلاد بعد الاستقلال وينتمِي للتيار الاتحادي الديمقراطي العريض، قد رفع العلم في السارية يومها. وقالت القيادية بالحزب و ابنة الزعيم الراحل جلاء الأزهري بأنهم درجوا على إقامة احتفال سنوي بالمناسبة وإن "احتفال العام الحالِي اكتَسى بالحزن على انفصال الجنوب الذي أصبح متوقعًا وتَمّ التعبير عنه بتنكيس العلم الذي رفع في استقلال السودان".
هذا وغادرت، بعثة الجامعة العربية الخاصة بمراقبة استفتاء تقرير المصير لجنوب السودان، القاهرة أمس الاثنين، متوجهة إلى الخرطوم ومنها إلى عاصمة الجنوب جوبا، تمهيدا لانتشارها فى مختلف المراكز الانتخابية المخصصة للاستفتاء، ويرأس بعثة الجامعة التى تتكون من 88 مراقباً، السفير محمد الخمليشي، الأمين العام المساعد للجامعة العربية، فيما صرح هشام يوسف، رئيس مكتب عمر موسى إن " الجامعة على أتم الاستعداد لمساعدة الشعب السوداني والقيام بالدور المنوط بها للحفاظ على استقرار السودان". على حدّ قوله. في هذه الاثناء وقبل أيام قليلة من الاستفتاء، انفجر التوتر بشدة في العلاقات المصرية - السودانية، وبلغ ذروته بالاتهامات والإدانات المباشرة والصريحة التي وجهها رئيس لجنة الشؤون العربية والأمن القومي بالبرلمان، عضو الحزب الحاكم، مصطفى الفقي للرئيس السوداني عمر البشير. وطالب فيها بعزل وسجن ومحاكمة الرئيس البشير ونسب إليه مسؤولية حدوث "نكبة وكارثة لكل من السودان ومصر بسبب سياساته الخرقاء والسماح بانفصال الجنوب". ويأتي هذا الموقف بعد نحو اسبوع على قمة جمعت زعماء(مصر- ليبيا- السودان- موريتانيا ـ وسلفا كير ممثل الجنوب السوداني) في الخرطوم. وقال الفقي خلال ندوة موسعة في النادي الدبلوماسي المصري حول السودان، إن الانفصال "سيكون وبالا على مصر، وسيأتي بالجيش والموساد الإسرائيلي إلى حدود مصر الجنوبية، بعد تعاونه مع دولة جنوب السودان القادمة، وتدريب تل أبيب جيش الجنوب، ومده بالأسلحة والذخيرة، وضمان تمركز إسرائيل بشكل كبير في الجنوب". واعتبر الفقي الذي فتح النار بشكل غير متوقع على البشير والنظام السوداني، أن البشير "باع أرضه ووطنه" وأن مصر والدول العربية "مقبلة على كارثة ومرحلة شديدة الخطورة، وسيتم تطويقنا بكافة أنواع الخطر الإسرائيلي من الحدود الشرقية الآن، والجنوبية لمصر وشيكا، والكارثة أننا كمصريين وعرب مازلنا نتعامل ببساطة مع هذا الأمر، حيث ستنشب حرب بين الجنوب والشمال لا محالة وستهدد مصالح مصر بشأن مياه النيل بالكامل. . وهنا ستقع الكارثة". وسارعت السلطات السودانية الى استدعاء السفير المصري في الخرطوم، وتقدمت له باحتجاج وطلب تفسير عاجل، وعما إذا كانت هذه التصريحات موقفا مصريا جديدا ضد السودان أم لا. كما نظمت وسائل الإعلام السودانية حملة إعلامية ضد القاهرة ومسؤوليها، ووجهت لمصر اتهامات بأنها تركت السودان وحده هي والجامعة العربية، وأنها تسعى لعلاقات متميزة مع دولة الجنوب القادمة، لضمان سريان مياه النيل بدلا عن علاقات أفضل مع الخرطوم.
|
|