راية فاطمة "ع" .. راية الكرامة لتحرير جميع الشعوب الاسلامية
|
*إعداد / بشير عباس
جملة القيم الإليهة التي على اساسها بنيت الحضارات الربانية فوق هذا الكوكب تختصر في كلمة واحدة وهي (الكرامة) والتي اسبغها الله على من يشاء على عباده، وتحديداً من يتبع اماما عدلا ويوم القيامة يؤتى كتابه بيمينه.
ربما تتأطّر الكرامة بتوفّر الخبز والمسكن للانسان، حتى بات يقال: (من لا خبز له لا كرامة له) أو من لا مسكن له لا كرامة له)، ولكن هل الكرامة تختصر في الطعام والشراب والسكنى؟
الانسان والبحث عن الكرامة
ان الكرامة بالرغم من انها تتسع لمثل هذه الحاجات المادية إلا انها تشمل ايضا كرامة الروح ايضاً. ففي العهد الجاهلي حيث كان نظام العبودية سائداً، كان العبد فاقداً للكرامة حتى وان عاش في القصور المنيفة او في الابراج العالية و رفل في النعم، لذا نجده يفضل العيش في الصحراء وحده كريماً على ان يعيش مع من يذلّونه في المناطق المأهولة، و كثير من العرب كانوا عبر التاريخ حينما يجدون مظلمة في القرى والواحات الخضراء التي كانوا يقطنونها، يفضلون الذهاب الى الصحراء ليجد كرامته وحريته، ولعل بعض اشعارهم تدل على ذلك حينما يقول أحدهم مثلاً:
ومن تكن الحضارة اعجبته فأي رجال بادية ترانا
ويقول الآخر:
لبيت تدخل الارياح فيه أحب إليّ من قصر منيف
للبس عباءة مترقعة أحب إليّ من لبس الشفوف
وحسب دراستي للادب العربي، رأيت أن هؤلاء الاعراب البدو اندفع قسم منهم الى الصحراء ليعيشوا هناك كرماء، بل فعل ذلك كثيرٌ من البشر حينما هاجروا من بلادهم واوطانهم بالرغم من حبهم وتعلقهم الشديد بالوطن، وذلك من اجل ان يعشيوا مكرمين في بلاد اخرى، يقول امير المؤمنين سلام الله عليه: (خير البلاد ما حملك). واساس الهجرة الى الصحراء كان عبرالتاريخ من اجل الخلاص من الدكتاتورية والقمع والظلم، والانطلاق في رحاب الحياة وطلبا للكرامة وللحرية وللانسانية. هذا ان دل على شيء، فانما يدل على ان كرامة الانسان ليست فقط في الطعام والشراب والسكنى، بل هي في شخصيته المعنوية وان يعيش بما يريد وبما تمليه عليه آراؤه وافكاره، وليس بما يشاء الآخرون .
وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة الانسانية عندما نزل من اجل اعادة الانسان الى انسانيته، فيخاطبه بانه انسان قبل ان يكون ابناً او أباً او من هذا البلد او من ذاك، ربنا في (سورة الاسراء) يقول: "ولقد كرمنا بني آدم". (الآية 70)، وفي بداية هذه السورة يشير تعالى الى نقطة معينة لعلنا نستفيد من الآية الآنفة الذكر، يقول ربنا وهو يخاطب البشر: "وَآتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلاَّ تَتَّخِذُواْ مِن دُونِي وَكِيلاً * ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً" في تصوري ان معنى كلمة (ذرية) هم المسلمون.
ان الله كرم بني آدم مرتين مرة حينما خلقه من آدم، ومرة حينما حملهم في الفلك وجعلهم يأمنون الغرق، ويدرك الانسان معنى التكريم عندما ينظر الى ما يجري حوله؛ و كيف ان الله سخر الانعام له؟ وكيف سخر الطبيعة وجعلها مطواعة له، حتى بدأ بصنع السفن الشراعية في يوم والسفن الحديثة في الوقت الحاضر والتي نراها تمخر عباب البحار، ثم تطور هذا الانسان ليصنع طائرة عملاقة قادرة على حمل دبابات كبيرة في جوفها وتطير في الجو آلاف الكيلو مترات.
وامامنا حكمة الخالق الذي خلق الحيوانات المختلفة بعضها تأكل ما طاب وما لم يطب من الطعام، لكن الانسان ارتبط جسمه بالطيب من الطعام وحسب، وهذا التناغم بينه وبين الطيبات مصدره التكريم والتفضيل الإلهي، لذا يقول تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" (الإسراء /70)، وهذه اشارة الى ان الانسان يعيش على الانعام او على الريح او سطح البحار، ولكن هنا يقول تعالى: "فضلناهم على كثير ممن خلقنا" و (من) للدلالة على ذوي العقول، وقد يكون هؤلاء من الملائكة أو الجن. لكن كيف فضلهم الله على بعض؟
فاطمة .. ثمرة الكرامة
في مثل هذه الايام نحتفي بذكرى ميلاد الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء في العشرين من شهر جمادى الآخرة، وهل استطعنا ان نعرف فاطمة...؟ ان الناس فطموا عن معرفتها كما فطموا شيعتها من النار. فاطمة... وما ادراك ما فاطمة...! فاطمة التي خلقها ربنا من نور وجعل النور في الجنة، وكانت تنتظر ميعادا هاما وهو دخول النبي في ليلة المعراج فلما دخلها واخذ تلك التفاحة واذا بنور فاطمة دخل في صلب النبي الأكرم صلى الله عليه وآله.
وربما هنالك من يتسائل عن سبب تفضيل الله سبحانه وتعالى فاطمة على نساء العالمين؟ وكيف جعلها حتى في مستوى أسمى من كثير من النبيين والصديقين، واذا صحت هذه الرواية المنقولة عن إمامنا الحجة بن الحسن المنتظر عجل الله فرجه، حيث يقول الامام: - ان صحت- (نحن حجج الله على خلقه وأمنا فاطمة حجة علينا)، انه لكلام عظيم حقاً. و رواية اخرى عنه عجل الله فرجه: (ولي بامي فاطمة اسوةٌ حسنة). فما هذه الكلمات وهي صادقة مئة بالمئة؟ وما هي كلمات النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما قال عنها: (رضا الله من رضا فاطمة، يرضا الله برضاها ويغضب لغضبها). وهو كلام عظيم ايضاً.
ان الانسان بحاجة الى سنين من التدبر والتفكر ليحصل على شيء من بصائر هذه الكلمات. ان فاطمة بالحقيقة ذابت في توحيد الله و عملت ما اراده تعالى حتى اصبح رضاها دليلاً على رضا الله ومن يكون كذلك غير فاطمة...؟! لكن هذا لايمنعنا من ان نقتطف ثمرة من الشجرة المباركة، وربما نحوز كل ثمارها، ومن تلك الثمار (ثمرة الكرامة)، فقد فاطمة الزهراء الكرامة، بل اتحفتنا واتحفت البشرية بهذه الكرامة، لكن كيف؟
انها سلام الله عليها انها امرأة ومن شأن المرأة ان تكون ضعيفة ومستضعة في بلاد كتلك البلاد مثل البلاد العربية حيث كانت البنت توأد وربنا يقول: (واذا المودة سُألت باي ذنب قتلت).
مع ذلك مثل هذا الجو فاطمة هي امرأة حملت جراحها وحملت مصيبتها واستوعبت وضعها وقامت تمشي الى المسجد بحفدة من نسائها وتجلببت من جلبابها وضربت بينها وبين أولئك القوم ستاراً وقامت بتلك الخطبة التي ألهمت تاريخ البشرية ألهمتهم الكرامة والعزة والمجد هذه فاطمة حينما امرأة هي في الظاهر مغلوبة على امرها
الحق يعلو ولا يعلى عليه
كانت الزهراء سلام الله عليها، امرأة مصابة بفقد أبيها رسول الله صلى الله عليه وآله، لكن هذا لم يمنعها من ان تخاطب رأس النظام وتدافع عن حقها و عن كرامتها و عن صدقها يقيناً. ان فاطمة الزهراء سلام الله عليها التي جعلت (فدك) في سبيل الله ولم تكن في تلك اللحظة تدافع عن حفنة من تراب إنما تدافع عن الحق وتقول للتاريخ: ان على الانسان ان يدافع عن الحق أنّى كان مستضعفاً، (ان الحق يلعو ولا يعلى عليه)، لان الله مع الحق، واذا رأينا في التاريخ الحركات الرسالية التي تفتخر بانتسابها الى فاطمة الزهراء و تقول: (نحن فاطميون)، فهو بمعنى انهم كانوا ينتسبون الى ينبوع الكرامة و رافد العزة و محور المجد، وتحت هذا الشعار والاسم حققوا الانتصار، وحتى اليوم نشهد الثورات الجماهيرية تندلع في نفس المناطق التي كان يحكمها الفاطميون سواءً في تونس او المغرب او مصر وفي عموم شمال افريقيا، ونشهد الناس يدافعون عن كرامتهم ويقتحمون ميادين التغيير ويفرضون ارادتهم على الحكام ويغيرون ويصلحون، إذن؛ لا بد ان نعرف ان نفحة من نفحات فاطمة الزهراء سلام الله عليها،وهي نفحة الكرامة ما تزال تسكن تلك الديار فهي تحتضن روحا وقبساً من روح فاطمة.
ومن معالم الدولة الفاطمية اليوم في مصر هي جامع الازهر الذي يعد من الناحية العلمية اكبر جامعة اسلامية في التاريخ منذ تأسيسه على يد (جوهر)، وحتى الآن نجد الازهر يشع في العالم الاسلامي . لكن لماذا سُمي (الازهر) بالازهر؟
يقولون ان الفاطميين كانوا ينتسبون الى الزهراء فارادوا ان يسموه (جامع الزهراء)، ولكن اذا تقرأ التاريخ ترى ان (الازهر) كان يستوعب كل المذاهب، أي ان اساس الفكرة انه يكون مكاناً يسع كل الناس، فكان (جامع الأزهر)، وبات يخرّج العلماء والخطباء منهم الشيخ (محمود شلتوت) الذي يفتي بصحة مذهب اهل البيت عليهم السلام، وبين فترة واخرى نجد رجالا من هذه الحاضرة الدينية يدافعون عن مذهب اهل البيت وآخر موقف مشرّف وبطولي منهم تصدّيهم للمد الوهابي الذي كان يريد هدم الاضرحة في مصر، وهو موقف شجاع نبارك لهم هذا العمل ونرجو من أمنا فاطمة سلام الله عليها ان تبارك لهم في هذا العمل لان هذه الاضرحة اكثرها مرتبط باولاد وبنات فاطمة الزهراء عليها السلام .
وببركة (جامع الأزهر) خمدت أمواج الصليبيين على مصر وكانت مصر (كنانة الاسلام)، كما توقفت الافكار الغربية وتكسرت على صخرة مصر وشعبها، وكذلك يحصل عند الشعوب المؤمنة التي لا تزال تحمل في داخلها ولاء اهل البيت والنبي الأكرم، ويكذب من يدعي انه يوالي اهل البيت ويوالي النبي صلى الله عليه وآله ثم يتخذ منهجاً غير منهجهم، فالذي يحب اهل البيت يجب ان يكون في منهجهم، ومن يدعي حب الله والنبي واهل البيت ولا يسير على خط اهل البيت فهو كاذبٌ في حبه لله. وأؤكد قناعتي من خلال لقائي بالشعوب الاسلامية كلها بان جميع المسلمين إلا ما شذ وندر، يكنّون الحب لاهل البيت عليهم السلام، حتى ولو لم يعرفوا بكامل تفاصيل منهجهم، فان عزّة الشعوب وكرامتهم والدفاع عن الحق والتضحية في سبيل الله إنما هو بفضل حبهم للنبي واهل البيت عليهم الصلاة والسلام .
راية الصحوة الاسلامية
في الوقت الحاضر تعيش الامة الاسلامية صحوة واسعة وكبيرة نجدها من اقصى الشرق في اندونيسيا وحتى نيجيريا وما بينهما تجدها في مصر و تركيا و إيران و افغانستان وتجدها في غرب آسيا، هذه الدول التي كانت في يوم ما من اقطار الاتحاد السوفيتي السابق مثل طاجكستان وكازخستان وبقية الدول العشرة المستقلة من الاتحاد السوفيتي، بل ان الصحوة تسود كل مكان، ولكن هذه الصحوة التي هي بنت الرسالة الالهية وبنت اهل البيت عليهم الصلاة والسلام وميراث اهل البيت وميراث الصديقة الزهراء، بحاجة الى رايات تخوضها رجال "لاتلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله"، "رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر".
ان رسالة الحوزات العلمية اليوم كبيرة ومسؤوليتها عظيمة. لأن اليوم لا يكون الحديث في الغرف المغلقة ولا يكون في المساجد الضيقة، إنما الحديث عبر الفضائيات، وانا اقول وعلى ثقة مما أقول: ان ما جرى في تونس وفي مصر وفي اليمن والبحرين من احتجاجات جماهيرية بعضها انتصرت وبعضها ينتصر باذن الله قريبا، هو بفضل ملحمة زيارة الاربعين في كربلاء المقدسة، ولنسمها (حماسة) او (مهرجان الحب) أو (مسيرة الايمان)، حيث يزحف (15) مليون انسان صوب مرقد أبي عبد الله الحسين، نرى البعض منهم يزحف على قدميه بظروف قاسية وهو ما نقلته الفضائيات التي تعد بعضها من نعم الله فحملت الى الآفاق صوت هذه المسيرة، فهي ان جلجلت في العراق لكن صوتها وصداها بلغ عبر الفضائيات وعبر الشبكة العنكبوتية (الانترنت) الى ملايين الناس في العالم، هذه المشاهد تحولت الى مصدر إلهام لسائر الشعوب الاسلامية، فخرجت التظاهرات الاحتجاجية والثورات العارمة التي جرفت الانظمة الظالمة، وإلا اذا قارنا الشعب العراقي بالشعوب في مصر وفي اندونيسيا وفي تركيا وغيرها يكون رقماً محدوداً، لكن عندما يرى المسلمون كيف ان الشعب العراقي يأتي بنسائه واطفاله وبالمرأة الحامل والشيخ الكبير وحتى المعوّق الذي يسير على كرسيه المتحرك، وبكل شرائحه وفئاته، وهم يهتفون بصرخة واحدة (لبيك ياحسين). فانهم يأخذون الدرس والعبرة.
ان هؤلاء بالحقيقة هم الذين علموا الجماهير المنتفضة دروس الثورة على الظلم والطغيان، فهم سمعوا هتافات الجماهير الزائرة والزاحفة سيراً على الاقدام، كما بلغهم ايضاص كلام العلماء والخطباء والدعاة الى الله، وهم اليوم بحاجة لأن يكملوا المسيرة، لذا فان مسؤولية الحوزات العلمية اصبحت مضاعفة لانها وجدت أناساً تسمع الكلام ورددوا النداء، و ادعو الله تعالى ان يوفق الجميع لحج بيت الله الحرام وهناك بامكان الواحد منّا ان يقول: (اني من كربلاء) ثم يرى كيف يستقبلونه ويتفاعلون معه ان شاء الله؟ فهم سيقولون لك: انت من كربلاء... أي انت عند الحسين والمكان الذي يزوه 15 مليون زائر، فهنيئاً لك. ثم يذرفون الدموع ويتمسحون بك تبركاً.
مسؤولية العراقيين
ان على حوزاتنا العلمية ان تدافع عن الكرامة التي تأسس لمسيرة الأمم، فالامة التي لا تمتلك كرامة تصبح متخلفة وممزقة ومهانة، بل تتوارد عليها المشاكل كلها، بينما الامة التي تستشعر الكرامة، ويدافع ابنائها عن كرامتهم وعزتهم ومجدهم، فانها تصبح امة قوية قادرة متحدية اعدائها، وسوف يعترفون بها شاؤوا أم أبوا، وهذه الأمة نريدها ان تتمثل في العراق.
ان أمام المؤمنين في العراق مسؤولية النزول الى الساحة، وبالنسبة الى هذه الحكومة او أي حكومة اخرى عليهم ان يكونوا أمينين ومُسددين، فاذا رأوا خطأ أشاروا عليه وسددوا المسؤول، واذا رأوا صواباً أيدوه، وعليهم العمل الى إعمار وبناء هذا البلد قبل ان تعود الدكتاتورية بطريقة او بأخرى وقبل ان تعود شبكات الضغط من هنا او هناك، والخطاب موجه للمؤمنين لان المؤمن مستعد للتضحية بنفسه قبل غيره، و يعتز بكرامته قبل ان يهتم بأمر بلده ويعتقد بهذه الكلمة الرائعة التي نطقها رسول الله صلى الله عليه وآله: (من اصبح ولم يهتم بامور المسلمين فليس منهم).
ان كلمة (المؤمن) ذات دلالة و مدعومة معنوياً، فعلى المؤمن ان يدخل الساحة ويعطي رأيه، فاذا رأى الناس في هذا الانسان الطيبة والاخلاص وعدم إضمار المصالح الشخصية والانانية، وهو يخوض الساحة دفاعاً عن الدين وعن الحق، فانهم سوف يجدون انفسهم مضطرين ان يدافعوا معه، إذن؛ القيادة تكون لكم، فانتم تعملون باسم الله، فهذه هي راية فاطمة الزهراء عليها السلام، وهذه هي رسالتها، ولله الحمد لقد عرف شعبنا هذه الحقيقة ودخل الميدان ولكنه بحاجة الى المزيد من العمل في ساحات الجهاد والتضحية حتى تكون لهم كلمة الفصل ان شاء الله وفي نفس الوقت نحن بصدد قيادة الامم الاخرى بان نبيّن لهم الحقائق ونكون في مقدمة المتحركين في هذه الساحة وآنئذٍ تصدق كلمة القرآن الكريم علينا، يقول ربنا: "يوم ندعو كل أُناس بإمامهم". ان كرامتنا من الله سبحانه وتعالى باننا نتبع امام حق.
لماذا قال الامام الحسين عندما خُير بين السلة والذلة (هيهات منّا الذلة)؟ الجواب: هو ان الله أبى له ذلك ولان هنالك حجوراً طابت وطهرت أبت عليه ذلك، أي ان الامام الحسين في كربلاء قال للقوم (لا ابايع الدعي ابن الدعي) وهذه الكلمة كررها الامام زين العابدين في الشام: (انا ابن نقيات الجوب انا ابن عديمات العيوب)
ونحن أولاد فاطمة سلام الله عليها، علينا مواصلة المسيرة وحمل رايتها ان شاء الله ونقول: (هيهات منّا الذلة)، بل ندافع عن حقها وحق كل مظلوم وحق كل مستضعف، وهذه آخر وصية للإمام امير المؤمنين سلام الله عليه لنا، وليس فقط لابنائه، وان كان المخاطب هما ريحانتي رسول الله الحسن والحسين عليهما السلام، قال لهما امير المؤمنين في آخر وصية له: (كونا للظالم خصما وللمظلوم عونا).
هذه الكلمة تمثل برنامجاً وخارطة طريق، فاذا عملنا بهذا الحديث فان حوزاتنا العلمية اليوم ستقود هذه المرحلة ليس في العراق وحسب، انما تقود الصحوة الاسلامية في العالم تحت راية فاطمة الزهراء فسلام الله عليها وعلى ابيها وبعلها وبنيها وعلى السر المستودع فيها وجعلنا الله من شيعتها ومن تابعيها ومن محبيها من مواليها، جعلنا الله ممن تنالهم شفاعتها ان شاء الله. نسأل الله سبحانه وتعالى ان يبارك لامتنا ولشعبنا في العراق هذه المناسبة العظيمة الكريمة، مناسبة الكرامة والعزة والإباء، و يبارك لنا وان يجعل من حبنا لفاطمة الزهراء سلام الله عليها ولاءنا لها واتباعنا لها ان شاء الله وان يجعل من كل ذلك وسيلة للتقرب اليه سبحانه وتعالى ولتحقيق اهدافنا في الدنيا والآخرة.
|
|