الى أين تأخذون البلاد بـ (لعبة التأزيم) ؟!/ تتمة
|
إن على الساسة وكبار القوم حتى يعيدوا ثقة الناس بهم ويكسبوا تفاعل الشعب معهم بعيدا عن مظاهر الصخب والضجة والمزايدات، عليهم إعادة الثقة في الأداء السياسي، الحكومي والبرلماني، بما يضمن المصلحة العامة في إطار الأمن والاستقرار ولممارسة الحياة الديمقراطية بكامل مقوماتها الأساسية ومظاهرها الايجابية المنتجة حتى يجد المواطن تزاحم ممثليه وهم يرفعون شأنه لا أن تتزاحم أكتاف الناس لكي ترفعهم اولئك فوق الرؤوس. اننا نشاهد الأحداث المتوالية في العالم، والعاقل من يتخذ منها دروساً وعبراً حتى لا يقع في مثل ما وقعوا، فتكون ردة الفعل مساوية له بالمقدار، بل قد تفوق، ومغايرة ومخالفة للاتجاه، فلا بد حتى تستقر الأوضاع أن تكون مبادرات الاصلاح سريعة يلمسها الناس حتى ترجع الهيبة وتعود الثقة المفقودة وتطمئن النفوس، بل ويُغلق الباب أمام من يريد الفتنة. وهذا المنهج هو علامة على القوة، فالاعتراف بالخطأ والرجوع الى الحق علامتا القوة، والعناد والاصرار على الباطل او الخطأ والتعنت دليلان على الضعف وفقدان الحجة، ولا بد من الاسراع في معالجة الخطأ بدل تركه يتبلور ويكبر ويستخدمه كل شخص حسب ما يريد ويهوى.
لذا فإن المطلوب من السياسيين والبرلمانيين عقلنة الصراعات حتى لا تنتقل بصورة اخرى وتلقي بظلالها على الشارع ، والعقلنة تأتي بتعاضد جميع الأطراف وإن كانوا مختلفين بالرأي والفكر، بل إن نشوء الدولة بحاجة الى الاختلاف في الرأي والفكر وفي ظل الاحترام المتبادل وهكذا تقدمت الدول الديمقراطية الحديثة، أما الدول التي تفتقر الى ذلك فقد لا تجد ـ كما نرى في المنطقة المحيطة بنا ـ إلا الشارع للنشوء والارتقاء بأنظمتها !.
إن المصلحة العليا فوق الجميع ويكفينا النظر لقصص الماضي البعيد والقريب، وعلينا أن نكثر من النظر نحو المستقبل كما النظر للاعتبار بالماضي، لأن عقارب الساعة لا تتأخر ولا تقف مثلما انها لن تعود الوراء !. كلمات قليلة نسأل الله أن تصل الى من بيدهم الأمر لعلهم يقوموا بتدارك الامور وبالاصلاح الفعلي والبعد عن سياسة التراشق وهدم الهيكل (علييَّ وعلى اعدائي) او سياسة الترضية على حساب الحق والعدل ، او سياسة البحث عن الاعذار والطرق لتجاوز الموقف من دون الحرص على الوقوف على الخلل والاعتراف به واصلاحه. ونصيحة لمن اعطي شيئاً من المسؤولية في البلد أن يحرص كل الحرص على عدم الاستخفاف بعقول الناس بتكذيب حق أو التقليل من مهم أو السخرية به وكأنه أمر تافه، والامثلة التي وقعت على هذا كثيرة لا مجال لذكرها، فنحن في زمان وعي الناس للأمور لم يكن كالسابق، فوسائل الاتصال بلغت مكانة لا يمكن أن يقول أحد عنها الا أن الاعتراف بالحق خير من أن تـُكشف الحقائق بأسرع وقت وتكون مع مجموعة الكذابين.. والله المستعان.
|
|