تجهيز المولدات الأهلية بـ(الكاز) مجاناً مقابل (12) ساعة تشغيل
مواطنون: القرار(ايجابي) ولكنه يبقى .. حلا جزئيا لمشكلة "بلا حل"
|
بغداد/ الهدى:
رأى مواطنون أن قرار الحكومة بتجهيز المولدات الأهلية والحكومية بالوقود مجانا مقابل توفير 12 ساعة تشغيل يوميا، يعد خطوة جيدة، لكنها تمثل حلا جزئيا لمشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمرة منذ سنوات، فيما قال مواطن ان على العراقيين ان يستعدوا لمواجهة حرارة صيف لاهب آخر وبطرقهم الخاصة. وفيما اعلنت بعض المحافظات كالنجف الاشرف عن بدأ العمل بالقرار ابتداءا من اليوم الثلاثاء ، اشار مسؤولون في محافظات اخرى الى أن الجهات المعنية لم تبلغ بعد بالقرار، وفي هذا السياق قال مدير شؤون المواطنين في محافظة كربلاء المقدسة " لم يصلنا لغاية الان اي كتاب رسمي بشان هذا القرار ونحن على اتم الاستعداد لتشديد الاجراءات والضوابط على اصحاب المولدات لضمان الاستفادة القصوى وتطبيق هذا القرار لخدمة المواطن الكربلائي" واضاف محمد نشمي "ان ابوابنا مفتوحة لكافة المواطنين بالاضافة الى الاتصال في ارقام هواتف اللجان المتخصصة المنتشرة عبر لوحات في عموم المحافظة لغرض الشكوى على اي صاحب مولدة لا يزود المواطن بالقدر المطلوب من ساعات التشغيل المتفق عليها سواء كان (9) ساعات يوميا كما هو حاليا او بعد تطبيق هذا القرار ليكون (12) ساعة يوميا".
وكان وزير الدولة والناطق الرسمي بأسم الحكومة علي الدباغ، اعلن في وقت سابق إن قرار الموافقة على تجهيز المولدات الأهلية والحكومية والمزودة للدور السكنية بوقود زيت الغاز (الكاز) مجاناً ، يأتي حرصاً على تخفيف معاناة المواطنين لموسم الصيف. وأوضح الدباغ في بيان تلقت (الهدى) نسخة منه، أن القرار سيوفر " ساعات تجهيز إضافية وبسعر محدد الى ساعات تجهيز الكهرباء الوطنية ورفع عبئاً يثقل كاهل المواطن العراقي". واشار الى " تخصيص 400 مليون دولار لشراء وقود إضافي وتجهيزه مجاناً بواقع 30 لتر لكل KVA لأصحاب المولدات الأهلية على أن يلتزم أصحاب هذه المولدات بتجهيز المواطنين بـ 12 ساعة يومياً إضافة الى الكهرباء الوطنية، ويقوم مجلس المحافظة بمتابعة ومراقبة هذا الأمر ووضع التسعيرة المناسبة لضمان عدم الإستغلال وسوء الإستفادة من الوقود ووضع الآلية المناسبة لأن يقوم المواطن بدوره لمراقبة أي تجاوزات أو سوء للخدمة والتنسيق بين القطع المبرمج وساعات التجهيز من قبل المولدات".
وحول هذا القرار قال المواطن وليد عباس (32 عاما) لـ (الهدى) ان "الخطوة تبدو جيدة اذا طبقت فعلا، على الأقل خلال فصل الصيف اللاهب، وهي تمثل حلا مؤقتا وجزئيا لمشكلة معقدة ومستمرة منذ سنوات".لكنه استدرك قائلا: "هل سيلتزم اصحاب المولدات بالقرار؟ وهل ستكون هناك رقابة حقيقية من قبل المحافظة او مجلسها على اصحاب المولدات لأن لا سلطة للمواطن عليهم بل هو تحت رحمتهم دائما". حسب قوله. وأضاف بينما كان يمسح جبهته من العرق المتصبب نتيجة الحر: "نحن لا نعول كثيرا على الكهرباء الوطنية، بل على المولدات الاهلية، وفيما لو طبق القرار سيكون ذلك جيدا، على ان يكون هناك التزام لاصحاب المولدات ازاء ذلك، ويقومون بتشغيل 12 ساعة يوميا".
وبدأت درجات الحرارة ترتفع بشكل كبير في الأيام الثلاث الأخيرة لتقارب الأربعين درجة مئوية في بعض المحافظات ، بعد اسابيع اتسم فيها الجو بشيء من الاعتدال، في صيف تأخر هذا العام مقارنة بالاعوام السابقة، وتثير تلك الارتفاعات انزعاج العراقيين بسبب معاناتهم من الحر نتيجة انقطاعات التيار الكهربائية والتي تمتد لساعات في ازمة مستمرة منذ سنوات، وهو ما يثير قلق الحكومة نفسها بسبب الاحتجاجات التي تثيرها مشكلة صار يراها الكثير من العراقيين انها "بلا حل".
ويرى علي عبد الهادي (41 عاما) أن "التجربة ستكون ناجحة في حال لم يتعذر اصحاب المولدات الكهربائية والحكومية باعذار ومبررات واهية، يقومون بواسطتها بتشغيل المولدة لفترة زمنية اقل من المقرر".وأضاف لـ (الهدى) ان "على الحكومة ان تلتزم ايضا بتوزيع مادة زيت الغاز بشكل مجاني وبعدالة وفي التواريخ المحددة لمنع اي حجج، حينها ستنجح التجربة فعلا".
بدورها تتخوف سولاف عماد (23 عاما) من امكانية عدم تطبيق القرار بالشكل المطلوب، قائلة أن "القرار جيد ويصب في مصلحة المواطن، لكن بشرط ان يطبق فعليا لما تبقى من فصل الصيف، ونحن مع الحكومة في حال سعيها لخدمة المواطن".وأضافت "نأمل من أصحاب المولدات الالتزام بالقرار، خصوصا ان اصحاب المولدات هم من اهالي المنطقة ويجب عليهم مراعاة حقوق جيرانهم، ولا يبرروا كعادتهم وقف التشغيل بارتفاع اسعار مادة الكاز". وقال ابو علاء، وهو صاحب مولدة أهلية ، ان "القرار سيكون ملزما لنا على ان نتسلم الحصة المجانية كاملة غير منقوصة، وبالتالي سنلتزم ايضا بسعر الامبير الواحد الذي تحدده المحافظة". لكن عباس خضير (48 عاما) من اعتبر ان كل الحلول المقترحة جزئية ومحدودة التأثير، مبينا ان "الحل النهائي يكمن في الاسراع بانجاز مشاريع الكهرباء الوطنية"، لافتا الى ان "توفر الكهرباء لـ 24 ساعة صار حلما".
واضاف ان على العراقيين ان "يتحملوا صيفا لاهبا آخر وان يتدبروا بطرقهم الخاصة حلولا لمواجهة أزمة مستمرة منذ سنوات وتتعقد في كل صيف، بسبب الفساد وفشل السياسات الادارية للحكومات المتعاقبة العاجزة عن توفير الكهرباء رغم توفر الاموال لديها"، مستدركا "كما ان على الحكومة ان تستعد ربما لموجة تظاهرات شعبية غاضبة بسبب الكهرباء ". واضاف "نأمل ان تكون الوعود هذه المرة صادقة وان تنجز المشاريع الكهربائية الرئيسية قبل الصيف القادم، ليكون لدى الحكومة شيء تقول انها تمكنت من توفيره، واقصد الكهرباء وهو أهم وابسط خدمة يمكن ان توفرها حكومة لأبناء شعبها".ولا تستطيع منظومة الكهرباء الوطنية تأمين أكثر من 8 ساعات تعذية كهربائية يوميا مقابل 16 ساعة انقطاع يتم تعويض جزء منها عن طريق تشغيل المولدات الأهلية في مواجهة درجات حرارة تصل في شهري تموز وآب الى اكثر من 45 درجة مئوية، لكن كلفة كهرباء المولدات الأهلية بدورها تثقل ميزانية العوائل العراقية متوسطة الدخل التي صارت تخصص اكثر من 60 الف دينار لأجور الكهرباء وهو مبلغ كبير للعائلة العراقية.
|
|