ظاهرة
|
الاحتلال.. ظاهرة مقيتة
* حسن الحسيني
- قال زميلي: مارأيك بمواقف واحاديث السياسيين بشأن نهاية بقاء القوات الامريكية المحتلة في العراق؟
- قلت: الذين وقعّوا على الاتفاقية الامنية الاستيراتيجية مع الجانب الامريكي لابد ان يجيبوا اولاً.
- قال: الجميع لم يتكلّموا بوضوح..!!
- قلت: في اعتقادك، لماذا هذا الغموض في المواقف؟ وهل هناك من ابناء الشعب العراقي من يحب المحتل او يرغب ببقائه في ارضه؟!
- قال: المحتلون يريدون الانفراد بالنخب العراقية ليملوا عليهم، كما انفردوا بصدام وحزبه الذي جاء الى الحكم في العراق بقطار (انكلوـ اميركي) وحصل ما حصل في العراق!
- قلت: انا اتساءل؛ من في العالم يحب ظاهرة الاحتلال، حتى نحن العراقيين الذ ين ندعي بانتمائنا الى عراق الحضارات – فضلاً عن ارتباطنا ببيت الوحي الالهي (ع)- نأتي في القرن الواحد والعشرين، ونطالب او نرضى ببقاء قوات اجنبية ووصاية خارجية علينا؟
- قال: مع الاسف ... هل هذه سمات "كنتم خير امة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر" بان نعيش "السعادة" مع وجود المحتل الدخيل –ثم متى اصبح المحتل معروفاً ولم يكن منكراً في امة الاسلام؟!
- قلت: لو سألنا الشعب الامريكي: هل الاحتلال عمل منكر ام معروف، بالتأكيد الاجابة بانه منكر ومثيت... فاين نحن ياترى؟
- قال: بصراحة الذي يفكر باحتلال الغير مهما كانت دوافعه، فهو ينظر للأخرين بانهم دون البشر، والذي ينظر للآخرين هكذا فلا يستحق ان يحمل راية الحرية والديمقراطية للعالم.
- قلت: ان اول بلد في العالم العربي والذي اصبح مثالاً للتحرير من عبودية الاستعمار كان الشعب العراقي ابان ثورة العشرين، وهل هكذا يحتل من قبل بلدان هي تورطت في دعم قاتل هذا الشعب صدام حسين!؟
- قال: ارى ان المخطط الاميريكي في العراق هو اللعب على وتر الكانتونات العراقية، فأي مكون عراقي يرفع راية المقاومة وانهاء بقاء القوات الاميركية في العراق –سوف تعمل اميركا على التقارب بين المكونّين- الآخرين لتهميشه سياسياً.
- قلت: تقصد..
- قال (مقاطعاً)؛ اقصد اذا أحسَّ الامريكان ان الشيعة العرب وهو مكون مهم في العراق اذا اتخذوا طرق المقاومة فسوف تتجه اميركا بايجاد تقارب بين مكون الاكراد والعرب السنة –الذين طالما تحدثوا باسم المقاومة- لتهميش الشيعة مقابل اطماع سياسية ودعم مشهود في البلاد، وبهذا تسقط راية المقاومة في العراق.
- قلت: المحتل مقيت، ونتوقع منه كل شيء، لكن تبقى الاسرة العراقية الواحدة هي الفيصل. وعلى رأس هذه الاسرة مراجع وعلماء الدين من المكونات الثلاثة من اصحاب الحكمة هم الذين سوف يتخذون الموقف الحاكم الذي يفاجئ المحتل، كما يفاجئ المتخاذلين... وهذا ما نأمله.
|
|