أكثر ثقافة أقل توترا.. ولاتأثير للغنى ومستوى التعليم في الأمر
|
المثقفون وبصرف النظر عن مستوى تعليمهم أو غناهم، أكثر رضا بحياتهم من غيرهم.هذا ما خلصت اليه دراسة نشرتها المجلة العلمية ضاحبة العنوان الاكبر (بريتيش ميديكال اسوسييشن جورنال اوف ابيديميولوجي اند كوميونيتي هيلث) . وتقول الدراسة أيضا أن الرابط بين الثقافة والرضا عن النفس ليس مماثلا عند الجنسين. فأنشطة مثل حضور حفل أو معرض أو ارتياد المتحف، تحسن مزاج الرجال وتعزز صحتهم، في حين أن النساء يفضلن الحركة، ويصبحن أقل ميلا للشعور بالقلق أو الاكتئاب إذا مارسن هواية ما أو قمن بابتكار فني.
وقام باحثون بقيادة كوينراد كيوبرز، من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا، بتحليل معلومات استقوها من 50797 بالغا يعيشون في منطقة بلدة نورد ترونديلاغ النرويجية.وطرحت على المشاركين اسئلة مفصلة عن عادات الترفيه التي يتمتعون بها، وعن طريقة تقييمهم لحالتهم الصحية ورضاهم عن الحياة ومدى اصابتهم بالقلق والاكتئاب.وجاءت النتائج واضحة، والى حد ما غير متوقعة، إذ لم تظهر الدراسة أن الرابط بين الأنشطة الثقافية والسعادة كان قويا فحسب، وإنما أن الذكور يشعرون بأنهم أفضل حالا عندما يكونون متفرجين، في حين أن النساء يفضلن أن يفعلن عوضا عن الاكتفاء بالمشاهدة. وكان لافتا أيضا أن الدراسة أظهرت أن الثراء ومستوى التعليم لا يؤثران على مدى السعادة أو الرضا.فبعد ضبط العوامل ذات الصلة، بما في ذلك الوضع الاجتماعي والاقتصادي،بدا أن المشاركة في الأنشطة الثقافية مرتبطة على نحو مستقل بالصحة الجيدة وبانخفاض مستوى الاكتئاب، في حين أن الرضا عن الحياة يعتمد على جنس الفرد.وتدل نتائج الدراسة على أن استخدام الأنشطة الثقافية في الترويج للصحة والرعاية الصحية قد يكون مبررا. ولكن يبقى السؤال عن السبب والأثر: هل يصبح الناس أكثر سعادة وأكثر صحة لأنهم مثقفون؟ أم أنهم يبحثون عن الأنشطة الثقافية لأنها تحملهم على الشعور بالراحة؟.
|
|