رحيلُ ضمير
|
*صلاح حسن السيلاوي
من
غرس
نايك في التواريخ البعيدة؟
حتى تسربت عبرة روحك
من ألواح معتقة في عيون القرى
حيث تحفل الاماكن
بوجوه الامهات
ويبصم على القلوب
بأرغفة المعاني الحارة
حيث تنطق تنانير الطين
اول هواجس الدخان
والقرويات
يبكين حنيناً الى الغائبين
بأدعية تسرب غروبها الدامع
الى عظامهن
هناك
حيث تصاب الانهار
بقشعريرة الامل
كلما تبلل اسمك
تتسع ذاكرة الحياة
و اجراس الذكريات
المعلقات على الامكنة
تقوم أزمان جديدة
من الطين، من كلماتك
هناك
على بعد شاة عن الذئب
كانت كلماتك تتسلق أعلى الشجرة
وكان البئر عثرتك الدائمة
تعرف قمصان اخوتك الملطخة بأسمائهم
وكم غرست اصابعك في شغاف النخيل
فكانت حياتك وجدا
صرت فلاحاً للمعنى
تطأ بمعول فجرك ادغاله
تجس جذور اريافه المنقبة في العوالم السفلى
تمسح تعرق حنجرته بالسحاب
بينما اصابعه تزدحم بعيون الامهات
حينها لا ندري لماذا؟
غصّ قلبك بغصن بنفسجة؟
وغاصت قدماك في طين الخليقة؟
ثم نودي من على جسر ضلوعنا
مات..
مات..
فاندهشت اجواف الحدائق ووجوهها
واعلنت السماء الجميلة حدادها
اطرقت لنواح المراعي
ثمة اناشيد تخرق قامات النخيل
تلك المحتشدة بعنفوان دموعها
على عجل اعلنت الشمس ظهيرتها
لانها تحمل بقاياك
وفي القرى البعيدة
تظاهرت السواقي
على الصمت المهيب للنهر
رجمت الحروف بأمواجها
وكانت حبات الحنطة تتساقط من تابوتك
والشمس تصعد بك الى المئذنة
ثم غرسك الغروب في رئة القمر
ناياً سومرياً
هذا ماشهدته من رحيلك
وليس عليك ان تصدق ذلك
|
|