تركيا واللعب بنار الطائفية!!
|
مهدي منصوري
عندما وجدت تركيا نفسها قد افلست في ان تتمدد نحو الغرب من خلال الرفض القاطع لدخولها في الاتحاد الاوربي مما دعاها ان ترجع الى الوراء وتندفع ومن دون حسابات دقيقة في التمدد نحو الشرق الاسلامي قد يمكن من خلال ذلك ان تجد لها موطئ قدم في هذه المنطقة وذلك من خلال التسلق على الاحداث ومن خلال بعض الفصول المسرحية التي مارسها اردوغان عندما وقف غاضبا في مؤتمر دافوس حول الدفاع عن الفلسطينيين وقد كانت هذه هي الخطوة الاولى التي اراد منها وضع قدمه في الشرق واستمرت تظهر فصول المسرحية التي اعدت في الدوائر الاستعمارية والاستكبارية والتي ارادت لتركيا ان تاخذ زمام المبادرة لتحقيق اهدافهم بعد ان فشلوا وخاصة واشنطن في المنطقة والحالة الثورية المتفاعلة التي اشعلت حالة الغضب منها فلذلك وجدوا ان البديل الذي قد يرى مقبولية لدى دول المنطقة ولعدة اعتبارات بررت ظواهرها اخيرا قد يستطيع ان يحقق اهدافهم وسيطرتهم على المنطقة. فلذلك نجد ان تركيا اخذت تتمدد مستفيدة من المستجدات التي في الشارع من خلال نار الثورات العربية التي بادرت بركوب ظهور الظالمين والمستبدين ولذلك اخذت ركوب الموجة ولكن بطريقة سلبية جدا بحيث انها وفي الاونة الاخيرة وجدنا ان اردوغان قد رفع راية اشعال الحرب الطائفية والمذهبية في المنطقة وذلك من خلال التحذيرات الواهية التي يصدرها من هنا وهناك.
ففي الوقت الذي يهدد فيه العراقيين بحرب طائفية على خلفية اتهام الهاشمي بضلوعه في بعض العمليات الارهابية مما اعتبرته الاوساط السياسية العراقية تدخلا مباشرا في الشأن الداخلي العراقي بل ان بعض الاوساط قد اكدت ان هذه التحذيرات تخبئ تحتها الكثير او ان هناك خطة قد تكون قد اعدتها الدوائر الاستعمارية ..ان تطلق العنان لفلول النظام والقاعدة وبعض التنظيمات التكفيرية المدعومة من السعودية وقطر وغيرها لاشعال نار الفتنة المذهبية في هذا البلد وان التفجيرات الاخيرة التي طالت زوار الامام الحسين(ع) قد تكون الشرارة الاولى التي ستشعل فتيل ما كانوا يرمون اليه.
الا ان الشعب العراقي الذي حدد الاعداء واهدافهم الاجرامية لايمكن وبما يملكه من وعي ان ينجر وراء ما يخطط له بل انه سيقضي على هذه الفتنة في مهدها كما فعل ذلك من قيل وافشل كل المخططات السابقة.
ولم يقف موقف تركيا عند العراق بل نجد ان اردوغان قد شمخ بانفه كثيرا واخذ يحذر كذلك من حرب طائفية في لبنان وسوريا وهكذا دواليك مما يعكس ان وراء الاكمه ما ورائها. ولكن ليعلم اردوغان ان الذي بيته من زجاج لايرمي الناس بحجر وان كان يعتقد انه يمكن ان يتمدد في دول المنطقة من خلال اثارة النعرات الطائفية والمذهبية فانه موهوم لانه يمكن للذين يطالهم هذا الامر ان يستخدموا جميع الاوراق الموجودة في تركيا لاثارة الاوضاع فيها وان اردوغان يعلم جيدا ان وضعه ليس احسن حالا من هذه الدول ولذلك فالمطلوب من ساسة تركيا العقلاء ان ياخذوا على يد اردوغان وان يوقفوه عند حده لان نار الفتنة المذهبية ان اشتعلت وفي أي مكان في هذه المنطقة فان شرارة اللهب سوف لن تقف عند مكانها وانها ستحرق اولا من اشعلها وستنطلق لتحرق البقية وعندها فان المنطقة ستكون امام كارثة كبيرة لايعلم خطورتها الا الله. لذا فعلى اردوغان ان يتخلى عن هذا الدور السلبي ويطور علاقاته مع الدول وان ينظر للاوضاع بجدية تامة وان لا تؤدي تركيا دورا في اذكاء الحرب الطائفية والاهلية والتي وكما اسلفنا لن تعود عليه وعلى المنطقة الا بالدمار وستكون تركيا هي الضحية الاكبر في هذا المجال.
|
|
