متفائلون ولكن بحذر
|
بدر صالح
هكذا أصبحنا مع طالع كل شمس، وحتى بعد غروبها، ومع كل انعقاد لبرمان وحكومة بوزرائها، وللأسف الشديد حتى بعد كل خطاب ودعوة بالتي هي احسن للحكمة والتعقل، فقد انطبق علينا جميعا قول (عمك أصمخ) ، هكذا ما إن يطل علينا أمر يدعو إلى شيء من التفاؤل، إلا ونرفقه بكلمة بحذر. لا أحد يلام اليوم بذلك القول، منها أسباب تراكم عدم الثقة والمصداقية والفشل، فإما تفاؤل بحذر وإما تشاؤم، لا يابسة نرسو عليها، ومن يتفاءل من دون أي تشاؤم يعتبر خارجاً عن القاعدة أو يحلق خارج السرب، حتى أصبح عندنا الضحك بحذر وخوف شديد من انعكاس آت، وساد بيننا قول (شر البلية ما يضحك)، فتعالوا لنتعرف على بعض أسباب حالة دمج الحالتين ( التفاؤل / التشاؤم) لتكوين حالة تسمى ( التشاؤل ).
أولاً: قدراتنا الكلامية من حكومة ومجلس نواب وومجالس محافظات، ومسؤولين وسياسيين ، فاقت كل الأوصاف، لم يبق شيء من قدراتنا على العمل، وها نحن كثيرون جدا نردد يومياً (ماكو فايدة)، لالف سبب وسبب..
ثانيا :هناك من يدعون إلى الإصلاح والوقوف ضد الفساد وهم من المفسدين الحقيقيين. ثالثاً: نتفق فقط عندما تكون لجيوبنا مصلحة، وبغير المصلحة نختلف.
ثالثا:: قدرات بعض وزراء الحكومة على الكلام، والخيالات الوردية، والأحلام غير الطبيعية لا تتلاءم مع الواقع، حتى أصاب بعضهم مرض التردد والهلوسة الكلامية لتغطية أخطائهم.
رابعا: ظهور إعلامي، وجمل منمقة، ، وإشارات باليد، وابتسامة، وعند الجلوس على كراسي المسؤولية كل يغني على ليلاه، ليبقى ليل الوطن سرمداً.
خامساً : حكمة عظيمة لم نتعظ منها عند غواص ومرتادي البحر، تقول "لا تغوص قبل لا تقيس، ما ينفع القيس بعد الغوص". أما اليوم "اطمر وغوص.. " لذلك تفشل أي خطة تنمية أو إصلاح.
سادساً: كثر إعطاء خبزنا إلى الجزار والسباك وليس إلى الخباز، وكل "يجر النار الى قرصه " أما "قرص" الشعب والوطن، فمتروك خارج التنور.
سابعاً: أصبحت المحسوبيات والفئويات وانواع واشكال الفساد و الرشوة وسوء استغلال السلطة والنفوذ، هي أم الحلول والهروب حتى من تطبيق القانون والأحكام.
مع ذلك ما زلنا نتسمك بالامل ، وتدعو ونستغيث برب العباد كي ينزل رحمته. ومع ذلك سنظل متفائلين بحذر ، فالواقع لا يسمح بتفاؤل مجرد من الحذر.
|
|