الخطاط الاسلامي نبيل الشريفي.. بهر العالم الغربي بنتاجاته الخطية
|
خاص/ الهدى :
قيل إن النبي إدريس عليه السلام أول من خط بالقلم بعد آدم عليه السلام وقيل إن إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام أول من وضع الكتابة. والاحاديث وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "عليكم بحسن الخط فانه من مفاتيح الرزق". و: "الخط الحسن يزيد الحق وضوحا" رواه الدليمي في مسند الفردوس. وكذلك قوله(ص): "أذا كتب أحدكم بسم الله الرحمن الرحيم فليمدّ السين" رواه الدليمي في مسند الفردوس، والخطيب في كتابه الجامع؟ وفي رواية " فبيّن السّين فيه" رواه ابن عساكر في تاريخه، وابن الخطيب في ترجمانة ذي الرياستين. ومما ينسب لأمير المؤمنين(عليه السلام):
تعلم قوام الخط ياذا التأدب * فما الخط إلا زينة المتأدب
فإن كنت ذا مال فخطك زينة * وأن كنت ذا فقر فأفضل مكسب
وما أجمل قول أمير المؤمنين علي عليه السلام: (أكرموا أولادكم بالكتابة ). من هنا استمد الفنانون - خاصة الإسلاميون منهم- رؤاهم وأفكارهم ليحوّلوها الى لوحات فنية تحمل رسالة معينة الى الناظر والمتفحص في تلك اللوحات.
الفنان الخطاط الأستاذ (نبيل الشريفي) بهر العالم الغربي قبل الشرقي بنتاجاته، وقد تألقت المفردات العظيمة للقرآن الكريم بخطه الجميل من أجل الوصول بها عبر قوالب فنية لطيفة الى خلق لوحة فنية بديعة تلج القلوب بلا استئذان، لذلك كان لفنّ الخط العربي خصوصيته وتفرده في سحر العيون والقلوب، وقديما قالوا: (إنّ الخط أينما ظهر بهر). وكانت لـ" الهدى" وقفة مع الاستاذ الخطاط (نبيل الشريفي) في هذا اللقاء:
* ماهي بداياتك مع الخط وبمن تأثرت؟.
ـ حقيقة كانت بداياتي مع الحرف العربي وخطه منذ الابتدائية، ولقد أورثني أبي هذا الفنّ، لانه كان خطاطا فتأثرت بتلك الأجواء والصور الجمالية التي كانت تحيط بنا من كلّ مكان فزاد حبّي للخط، ولقد كان الوالد يوفر لنا كراسات لقواعد الخط العربي ويكتب لنا كلمات ويطلب منّا تكرارها مراراً وبأسلوبه هذا زرع عندي حب الخط العربي، وفي أيام الابتدائية أقيمت دورة سنة 1977 لمدة شهر للخط العربي والتقيت بالخطاط الشهير (عباس البغدادي)، ومن ذلك الوقت صرت أتردد إليه وألازمه.
* ماهي المعارض التي شاركت فيها وماهو أثر نتاجاتك على المشاهدين لتلك الاعمال ؟.
ـ أحسست أن خطي متميز وأعمالي لاقت رواجاً وأنا في السادس العلمي، إذ كان عمري 18 سنة، وهي مرحلة توظيف قدراتي الخطية تجارياً، وهكذا دخلت الجامعة، وكلما تقدّم بي العمر ازداد تعلّقي بالخط، وكان هذا ينعكس في إقامة بعض المعارض الصغيرة بين الحين والآخر.إنّ الحالة المادية المزرية التي كان والدي يعيشها كانت تحول بيني وبين إقامة المعارض الكبرى، وكنت أقضي أوقاتي بالتمرين المتواصل الذي كان يشحذ قلمي ويزيد من تمكني، حتى جاءت سنة 1968م فأقمت المعرض الأول وهي السنة الأخيرة لي في الجامعة، وجلّ أعمالي كانت متمثلة بآيات من القرآن الكريم وكتبت سورة يوسف بالخط الديواني، وقد وصفت أعمالي بأنها جيدة، لكني لم ادخل الاحتراف بعد.
* متى أنجزت اول خط لك للمصحف الشريف؟.
ـ لقد كانت تجربة مريرة وقاسية فإعدام والدي (رحمه الله) في 1985م أضاف لي عبئاً ثقيلاً، فرُفضت من قبل المجتمع، ولم تلق نتاجاتي الصدى المقبول لعدم تعاطف المجتمع مع ذوي المعدومين من قبل النظام الجائر لخوفهم منه ولبطشه الذي لا مثيل له، فأنجزت الأجزاء الأولى من القرآن الكريم في سنة 1986م، وانشغلت بتكملته عن المشاركة في العروض التي كانت تُقام آنذاك.
* مشاركاتك العالمية الأولى، متى كانت وما التقييم الذي حصلت عليه ؟.
ـ مشاركتي الأولى كانت في سنة 1992م في اسطنبول في تركيا، إذ أرسلت لهم آية من القرآن الكريم وحصلت على جائزة تقديرية في ذلك الوقت، وبعدها انشغلت بإنجاز خط المصحف الثاني، وفي سنة 1998م شاركت في مهرجان اسطنبول العالمي أيضاً وحصلت على الجائزة الأولى.
* ما مدى صحة الزعم القائل بأنّ تركيا هي مهد الخطّ العربي؟.
ـ هذا ليس صحيحا فالخطّ العربي عربيّ وعراقيّ وأقدم الخطوط هو الخطّ الكوفي وبهذا يشهد الجميع، لكن الإعلام في تركيا يروّج لمبدعيه بصورة حضارية راقية تستحوذ على الجميع، مما أدى الى ظهور أفكار خاطئة من قبيل هذه وغيرها.
|
|