فلول البعث والدعم العربي.. جرائم لا تنتهي
|
داود نادر نوشي
منذ اليوم الأول لسقوط الصنم وخلاص العراق من براثن الزمرة البعثية الجبانة، عادت فلول البعث من جديد لتمارس أعمالها الإجرامية القبيحة والدنيئة والمنحطة وهي ماتعودت عليه، وبنفس الأيادي، وتحت نفس الشعارات والأهداف، ومع الدعم العربي اللا متناهي، لقتل العراقيين وبدم بارد، وتمادت في القتل والإجرام مستنفذة بذلك كل الأحقاد والضغائن التي تملأ صدورها لاسيما بعد أن تنفس العراقيون بعض نسيم الحرية وعبروا عن سرورهم بزوال الحكم العفلقي البغيض الذي جثم على رؤوسهم لأكثر من 35 سنة.، وكانت تفجيرات الأحد الدامي الذي ذهب ضحيتها المئات من الأبرياء، تستوجب منا وقفة تأمل وإدراك لما يجري، وان لا نكون دائما في موقف دفاعي وننتظر هجوم الآخرين .
إن عصابات البعث المدعومة سرطان نهش في جسد العراق ومازال وسيستمر وبمباركة الدعم العربي الذي كان سخيا ومازال، والهدف من الدعم العربي لإرهاب البعث وعصابات القاعدة واضح وجلي لنا كعراقيين وهو القضاء على العملية السياسية في العراق ولأسباب طائفية أولا، وثانيا خوفهم من انتقال هذه التجربة إلى شعوبهم التي تعيش تحت سياط الديكتاتورية والحكم الوراثي، ولذا فان البعث المهزوم لا يستطيع أن يفعل ما فعله في العراق لولا الأموال والدعم اللوجستي والإعلامي والمخابراتي للبعض من حكام الأنظمة العربية والبضاعة الفاسدة التي تصدرها لنا هذه الأنظمة والمتمثلة بالأجساد النتنة والمدعومة بفتاوى علماء التكفير في السعودية والتي حصدت أرواح الآلاف من الأبرياء على مدار السنوات الست الماضية .وكانت مشاهد القتل والخراب للبعض من السياسيين المفلسين والحالمين بعودة البعث المقبور سيمفونية يتغنون بها ويحتفلون على وقع أنغامها، وهم كانوا ومازالوا الحاضنات الرئيسة لعصابات البعث والقاعدة وعلى مسمع ومرأى من الحكومة والبرلمان، وكأن أرواح العراقيين لا تساوي شيئا أمام هؤلاء المفلسين الذين تحميهم الحصانة من العقاب. ولا ننسى الهيئات والتنظيمات الإرهابية في الداخل والخارج التي تقدم الغالي والنفيس في سبيل إحراق البلاد والعباد من اجل مصالح فئوية وطائفية مقيتة، وهيئة (...) وغيرها خير مثال ودليل على ذلك.
ولعبت بعض الانظمة العربية متمثلة بأجهزتها القمعية والمخابرات دورا قذرا في ما يحصل بالعراق وهي التي لا تستطيع تحمل ما جرى لبعث العراق والهزيمة التي تعرض لها، فكانت لاعبا أساسيا في مسلسل الجرائم البشعة التي تطال العراقيين، وهذه الانظمة ككل الأنظمة الطاغوتية الوراثية في الحكم تعيش وتستمر بخلق الأزمات والفتن وتصدير الشعارات، فبدونها لا يمكن لها البقاء وهي على استعداد لتقديم كل شي في سبيل البقاء في السلطة .
إن جرح الأحد الدامي وقبله الأربعاء الأسود لا يمكن أن يمر مرور السحاب ولابد لنا من البحث والتقصي، واعني بذلك إعادة التقييم للأجهزة الأمنية ومعرفة نقاط الخلل وكشف المتساهلين والعابثين وكذلك الذين دخلوا إلى تلك الأجهزة من خلال المحاصصة من بقايا فلول البعث وعناصر الإرهاب وعصابات القتل، وتطهير أجهزتنا الأمنية من هذه العناصر أصبح واجبا أخلاقيا ووطنيا وحرصا على الدم العراقي، وحتى لا نسمح للاختراقات الأمنية أن تحصل من جديد ولكي لا نعمل على تحقيق الأهداف والأجندة التي يسعى إليها المحيط العربي والإقليمي من خلال جعل العراق واحة للفوضى والدمار. وقد تم تجنيد الآلاف الإرهابيين من فلول البعث وأصحاب الأفكار المنحرفة لتنفيذ هذا المخطط القذر.وكل المشاركين فيه من داخل العراق وخارجه هم إمام مسؤولية كبيرة في تحمل نتائج هدر الدم العراقي، مثلما يتحمل بعض الساسة في العراق مسؤولية تأخير تنفيذ الاحكام الصادرة بحق الكثير من الارهابيين تحت عنوان مايسمى بالمصالحة الوطنية، وتحقيق مكاسب سياسية، وهؤلاء لا يستثنيهم الشعب العراقي من الإسهام في قتل العراقيين والمتاجرة بدمهم، وعلى جميع السلطات والمسؤولين المخلصين في الدولة وحسب ما خوله لكم الدستور أن تأخذوا على عاتقكم كل السبل الكفيلة بحماية العراقيين وعدم التساهل وتحت أي عنوان أو مسمى فالدم العراقي لا تقف إمامه كل المسميات والمصطلحات السياسية ..
|
|