قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

دوافع المرشحين.. خدمة الذات او تقديم الخدمات ؟
ميثم المبرقع
اثار انتباهي العدد المتزايد للتقديم للترشيح في الانتخابات التمهيدية التي اطلقها التياران الجماهيريان التيار الصدري وتيار شهيد المحراب.
واذا كان هذا العدد المتصاعد من المرشحين يجري في سياق العملية الديمقراطية التي وفرها الدستور العراقي والمفوضية العليا للانتخابات فان السؤال الذي يطرح نفسه في هذا السياق هو: هل العدد الكبير من المرشحين يعني حرقة قلب المرشحين على تقديم الخدمات للناخبين وهمتهم العالية بتقديم كل ما يمتلكون من امكانات وقدرات لتوظيفها من اجل الناخبين؟. وهل سيستمر هؤلاء المرشحين بنفس الروح والاسلوب الناعم والسلوك الاخلاقي الاستيعابي في حال فوزهم في البرلمان؟. وهل سيتفانى المرشحون ويضحون من اجل ناخبيهم أو سيتراجعون فور فوزهم ويغلقون قلوبهم وابوابهم امام ابناء شعبهم ويضللون ابصارهم وسياراتهم عن مشاهدة ومتابعة الناس؟.
وطالما تساءلت، لو كانت رواتب اعضاء مجلس النواب كراتب أي موظف في الدولة فهل سيزداد العدد للمرشحين بنفس الطريقة الحالية أو سيحجم المرشحون عن الترشيح ويبحثون عن الفرصة الاوفر التي توفر لهم الراتب الاكبر؟؟؟.
لا نريد ان نذكر المرشحين الكرام ونعرضهم الى افتراضات ومخاضات عسيرة تعرضهم للسقوط والتراجع ولا نريد الخوض في خفايا صدورهم ونواياهم فانه لا يعلم بذلك الا الله سبحانه وتعالى فانه يعلم السر و اخفى.
لا نريد التذكير بقول الامام الحسين (ع) الذي قال "الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحوطونه ما درت معائشهم فاذا محصوا بالبلاء قلّ الديانون" ولكن نريد التذكير بان الذي يستعد للترشيح عليه ان يستعد للتضحية من اجل ابناء شعبه وناخبيه، ان يكون لهم جندي يقاتل من اجل حقوقهم ومصالحهم وليس من اجل مصالحه وحقوقه.
لا يمكن خداع الرأي العام المحلي بصخب الشعارات والمزايدات .. ان شعبنا ينبغي ان يعي مسؤوليته الشرعية والوطنية والاخلاقية في انتخاب من تتوفر فيه صفات ومزايا حقيقية وليس تصنعية او تكلفية فان التمثيل الزائف والتظاهر الكاذب بخدمة الناس بالشعارات البراقة الفاقدة لكل شعور حقيقي سوف تؤدي الى صدمة واحباط ويأس لدى المواطنين الذين يبحثون عمن يكون معه مخلصاً لا يبحث عن مصالحه وامتيازاته على حساب ابناء شعبه.