ظاهرة
|
بعد خروج المحتل الاميركي..
حكومة اسلامية معتدلة
* حسن الحسني
- قال زميلي: ما ذا بعد خروج القوات الاميركية من العراق؟
- قلت: بداية العراق الجديد!
- قال (متسائلاً): ألم يبدأ العراق الجديد منذ نيسان 2003؟
- قلت: هذا التاريخ كان بداية سقوط الطاغية، ولكن للطغاة ازلام واقزام وعملاء في الداخل وفي الاقليم، فما جرى خلال هذه الفترة كانت مخاضات عسيرة وصعبة، كان للمحتل الاميركي دور فيها.
- قال: اما الآن ... ماذا؟
- قلت: لو راجعت بيان سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله) في يوم الاربعين لرأيت فيه اشارات واضحة لضرورة تعديل الدستور وكذلك رفض اي تشريع يخالف احكام الشريعة الالهية.
- قال: يعني نحن مطالبون باجراء تعديلات على الدستور العراقي؟ وما هو رأي الآخرين؟
- قلت: من هم الآخرون؟ ألم يعد ابناء الشعب العراقي من الاكثرية المسلمة شيعية وسنية واكراد؟ ام نحن نخاف من شخص من وحي الخيال لعدم التصريح بضرورة ان تكون تشريعاتنا كلها موافقة للاسلام؟!
- قال: انا معك، فأعرف بلدانا كالعربية السعودية تقر بتشريعة الاسلام فقط في قوانينها. وهي بلدان لها تحالفات استراتيجية مع الغرب.
- قلت: اذاً، اين هو المشكلة؟ وهل عُدنا ننحرج من الآخرين ولا نُحرج من الله خالقنا وخالق الكون؟
- قال: سماحة السيد المدرسي، ماذا دعا في بيانه؟
- قلت: يقول سماحة: وبلى، ونحن مشينا الى كربلاء لنقول: اننا لا نستسلم لكل حاكم فاجر او ظالم، لكل حاكم يقتل الناس بغير حق ويريد أن يطبَّق قوانين باطلة ما أنزل الله بها من سلطان).. فهذا خطاب لكل شعوب الربيع العربي ان تحترم ارادة الشعوب. لأن هذا هو منهج الحسين (ع)، كما انه لا يجوز اتباع اي قانون لايوافق الشريعة اذا كنّا نعتقد ان (الدنيا مزرعة الآخرة).
- قال: ولكن الدستور العراقي يقرّ بأن لايجوز تشريع قانون يخالف الشريعة وكذلك يخالف الديمقراطية؟
- قلت: هذا يعني (ارجوحة)، ثم ان الديمقراطية ليس ديناً جديداً وله نبيّ جديد يقف مقابل الشريعة الاسلامية (لا سامح الله) بل هو آليّة ووسيلة يمكن ان يستفيد منه الجميع، لا ان يتّحول الى عقيدة مقابل عقيدة الاسلام فهذا خلاف ارادة الشعب العراقي، فيقول سماحتة في بيانه: (علينا ان نعيد النظر في الدستور الذي قرَّر في ظروف استثنائية، لكي نزفّ في الانتخابات القادمة الى شعبنا بُشرى اصلاح الدستور واعادة كتابته وإقراره بما ينسجم مع ظروف بلدنا وقيم ديننا ووحدة وطننا وحماية مصالحنا).
- قال: هذا يعني لا بد ان نعيد النظر ايضاً في موضوع الفدرالية والاقاليم؟
- قلت: باعتقادي على الشعب العراقي ان لا ينتخب في مجالس المحافظات والنواب القادمة الا من يعتقد باقامة حكومة اسلامية معتدلة وحكيمة توحد العراق من شماله الى جنوبه وتحترم عقيدة ورأي كافة الاقليات والقوميات.
|
|