الأربعون والميزانية الحسينية
|
حامد الحمراني
انها الميزانية العمومية الحسينية ايها السادة .. فلا تستغربوا من امكانياتها في تأمين متطلبات هذا العدد الهائل من زوار ابي الاحرار في اربعينيته حتى وان بلغوا عشرين مليونا بل حتى اذا صاروا مليار زائر فيما بعد ان شاء الله .
لا تستغربوا فانها تكفيهم وزيادة .. لان تلك الميزانية مباركة وغير مخترقة ، ولا تشكو من الفساد الاداري ، وليس فيها (غش) ؛ فان عقودها مطابقة للمواصفات الحسينية والموردون والمجهّزون والقائمون على المواكب يستمدون نقاءهم من جود إمامهم وعطائه ، فزاد ( ابو علي) ياكلهُ الناس بغض النظر ان كان التمن( عنبر) او غيره ؛ فانهم متيقنون ان فيه الشفاء لانه خالص لوجه الله الذي ذاب في حبه إمامهم الحسين عليه افضل الصلاة والسلام . وشاي( ابو عبد الله) وصفة ربانية وأمر الهي للمعدة بان تهدأ وتصبح صاغرة لذهن زوار سيد الشهداء وهم يرددون في كل خطوة ( انت لو دربك جمر نمشي على جمرك ياحسين).
اما من ينفق على هذه الميزانية؟ فانها الحصة الحسينية ايها السادة.. فلا تستغربوا اذ يتم سنويا تخصيص مئات الملايين من الدولارات لاحياء شعائر الحسين وهي تتحدى اكبر ميزانيات العالم ..وان تلك الميزانية لا تتأثر باسعار النفط ولا بالعرض والطلب ولا بكمية الانفاق؛ بل العكس كلما زاد الانفاق زاد رأس المال .ولها ميزة اخرى ايها السادة .. فانه يشترك في جمعها الاغنياء والفقراء وهم يتسابقون على خدمة زوار امامهم ، وهم يعرفون ان من يشارك في بورصة شعائر الله فان الدينار الخارج من القلب والضمير يتضاعف اضعافا مضاعفة ثم تتصاعد تلك الاموال في بنك سيد الشهداء وتكبر معها النفوس حتى تصبح قمة الغنى عندما تكتسب صفة ( الأنفة من مهادنة الفراعنة وانصاف الطغاة وكره الحياة في ظل الظلم والظلمة والظالمين).
ولا تستغربوا ايها السادة.. عندما ترون موكبا للطائفة المندائية هنا او موكبا للاخوة المسيحيين هناك ، وموكبا صينيا في الناصرية، وهنديا في السماوة ليشاركوا مصاب (شيعة وسنة العراق) بمقتل ابن بنت نبيهم الخاتم ، لا تستغربوا فأن الحسين عليه السلام ما هو بطائفة معينة وانما هو امة للاصلاح والنهوض والاباء والفداء. ولا تستغربوا ايها السادة امام هذه الحشود الهائلة واين تجلس واين تقيم واين تنام وكيف تصحو؟، صحيح ان هذه الاعداد من الزوار يصعب على اية عاصمة في العالم استيعابها؛ ولكن إمام الشهداء فتح صدره للاحرار وضريحهُ المقدس يتمدد سنويا لاحتواء زائريه ومناصريه من جميع انحاء العالم .. فلا تستغربوا ايها السادة
|
|