ملايين الاربعين تواصل زحفها نحو كربلاء المقدسة: ( لبيك داعي الله) ..( لو قطعوا أرجُلنا واليدين ..)
|
العراقيون، ومعهم الموالون من شتى بقاع الارض ، يزيدون في هذا العام والاعوام الاخرى من تظاهراتهم السلمية الولائية المتمثلة بمسيرات الزحف المليونية (مشيا) نحو كربلاء الحسين(ع)، و بنصب الاعلام السوداء والسرادقات الحسينية في الشوارع والساحات، في البيوت والمحال، لاحياء زيارة الاربعين، لتجديد عهد الولاء واستذكار واستحضار قيم ودروس واقعة عاشوراء الدامي يوم ذُبح فيه ابن بنت نبيهم وطفلهُ الرضيع واولاده واخوته وابناء عمومته واصحابه وسبي في مابعد من بقي من اهل بيته ومعظمهم من النساء والاطفال لا لشيء الا لانهم في نظر السلطة الحاكمة انذاك خرجوا على الاجماع عندما اعلنوا صراحة مطالبتهم بالاصلاح والتحرير وكشف الفساد وتشخيص المجرمين وعزل الطغاة عن مركز القرار وبطريقة ليست شجبا واستنكارا عبر الفضائيات وانما عبر الدم والفداء والتحدي المتمثل باسرة ال بيت الرسول الاعظم (ص). وحسنا ما يفعله العراقيون سنويا وهم يستذكرون ويلبسون السواد ويقيمون المأتم في كافة انحاء العالم تعبيرا عن تضامنهم مع الفجيعة ومطالبة منهم باكتشاف القتلة وادانتهم ومحاكمتهم امام المليء، فالقاتل ليس مجهولا عند العراقيين بالذات، لسبب بسيط فان سيناريو الارهاب ومنظومته تقتلهم يوميا .وهم فيما يفعلون في الاربعين وعاشوراء يطلقون رسائلهم التي مفادها بان الامة المخترقة ، لا تعرف قاتليها ، والامة التي تقر بان واقعة الطف قضية خلافية ؛ فانها لا يمكن ان تحافظ على دينها ومقدساتها وشعبها ونظامها السياسي ولا يمكن ان تنتج منظومة فكرية تحترم انسانية الانسان.والامة التي تنسى مصلحيها وقادتها وتسخر من استذكار موقفهم الذي اسس بالدم مدرسة الحرية ؛ ستبتلى بالارهاب والفساد والمجرمين والقتلة وابطال الفضائيات .والعراقيون فيما يمارسون اليوم يعلنون بأن عاشوراء الدامي بقدر ماهو تمثيل واختصار لإرث الانبياء والرسالات وقيم الحق والعدل والحرية وملحمة للبطولة ، فأنها نقطة سوداء في سجل التاريخ السياسي والاخلاقي للامة التي سمحت للخارجين عن القانون والدين ان يتسلطوا على رقاب الشعوب ويؤسسوا مؤسسة الايثار بالسلطة وغنائم الاموال ضاربين الشعوب عرض الحائط. وهم يعرفون عن قرب بان الجريمة والارهاب والقتل والسيارات المفخخة منظومة مركبة وسلسلة من الحلقات التي يكمل احدها الاخرى ، فالصمت على الجريمة جريمة ، والتحريض على الجريمة جريمة.
والعراقيون لا يحتاجون الأن الى محكمة دولية محايدة للكشف عن الجناة ، فهم يعرفون تماما من قرر اغتيال( إمام الثوار) الذي خرج على الحاكم الجائر، وكيف مُرر القانون بجلسات علنية وبمرأى من الاعلام الاموي الرسمي ومنظمات المجتمع الدموي وبمباركة اللجنة القضائية القريبة من موائد السلطان ، ويعرفون كيف اجازت قتل عائلة نبيهم حفاظا على العملية السياسية التي بنيت على الاساس الجاهلي والرجوع الى وأد الانسان حيث رفعت شعارها الانتخابي: ( لا خبر جاء ولا وحي نزل ). والعراقيون يعرفون بل متيقنون بانهم كلما زادوا من التصاقهم مع وقفة امام الاحرار والثوار والفداء ستزداد عليهم المفخخات والعبوات اللاصقة. وهم بدأوا يستذكرون ايام الانظمة الدكتاتورية ولماذا كان الامن الموهوم 100% لان شعائرهم كانت على استحياء وراية ابن بنت نبيهم ترفع بشكل خجول خوفا من اعوان المركز الثقافي لأل زياد وفضائيات (ابن سعد وابن مرجانه..!). اجزم بان العراقيين جميعهم بدأوا يعرفون ان شعائر امام الثوار والاصلاح تخيف الظلمة والجبابرة والفاسدين وانصاف الطغاة لانها مناسبة لوحدتهم التي مزقها الاحتلال والارهاب والفساد. وما رسائل الاخوة المسيحيين العراقيين بتوقف افراحهم واعيادهم في عيد ميلاد سيدنا المسيح الا تضامنا مع مظلمة الحسين (ع) واحتراما للدماء التي سفكت من اجل الحرية وليس مناصرة لاحد شهداء الواقعة ( وهب النصراني).
|
|