ايها السياسيون: ما احوجكم الى (كيزونا) فقد ملَ الناس من ((وازاوي) !
|
مفردات وقيم وتعاليم التعاون والتضامن والاخاء في الاسلام كثيرة وعظيمة، وقد وردت فيها وفي ماتتركه من نتائج، وثواب، ايات واحاديث شريفة مما لامجال لبحثه في هذه الاسطر، ونحن في العراق وبحمد الله نجد صورا رائعة من التضامن والمحبة والتعاون (في صفوف ابناء الشعب) ولن يجد احدنا صعوبة وعناءً في رصد العديد من المظاهر الرائعة لهذه القيم النبيلة في مجتمعنا ، وكمنوذج عظيم ورائد نقول : ما زيارة اربعين الامام الحسين عليه السلام عنّا ببعيد. ولكن نقولها ـ وبأسف شديد ـ ترى أين الاخوة المشتغلون بالسياسة من كبار المسؤولين في هذا البلد، وزراء ونواب، وكتل، واحزاب، من تحكيم مبادىء التعاون والتضامن في عملهم ؟ولماذا لا يلمس الشعب منهم ولو بدرجة معينة، التعاون والاخاء فيما بينهم، من إجل الصالح العام لهذا البلد وهذا الشعب الأبي الصابر.
ايها الاخوة.. من المؤكد أن غالبية كبيرة منكم تفتخر بما يظهره الشعب ( وهو جمهوركم الذي انتخبكم) من صور التعاون والعطاء والتضحية والصبر والإيثار الذي قل نظيره.. ومن المؤكد ايضا أن كثيرا منكم قد يشارك الناس في ذلك خلال مناسبة كالاربعين، او غيرها، او يتمنى أن يشاركهم في ذلك بالتواجد فيما بينهم ميدانيا.. ولكن ترى لماذا يفتقد الناس منكم هذا التضامن والتعاون وهذه المواقف النبيلة فيما بينكم وانتم تديرون شؤون البلاد ومؤتمنون عليه وعلى حقوق ومصالح الشعب؟، لماذا انتم دائما واقعون في وادي الصراعات والخلافات والتأزيم والتلاوم والاتهام المتبادل؟ ولايعطي بعضكم فرصة ودورا للحكمة والتعقل والبصيرة وبعد النظر في تناول ومقاربة القضايا والملفات؟. ليس من المعيب ( بل من التواضع والحكمة) أن يتعلم الساسة الكثير من الدروس من الجمهور، لاسيما من هذا السيل البشري الجارف المتدفق بالملايين مشيا نحو كربلاء كربلاء الحسين عليه السلام، وهم بالطبع دروس وقيم مستلهمة الامام الحسين عليه السلام، من قائد مسيرهم وكعبة حبهم وولائهم، ونهضته العظيمة.. ولا حاجة لكم ولنا في هذا المجال بأن نأخذ دروسا من مدرسة اخرى وشعب آخر.. ولكن مع ذلك فأن الاطلاع على تجارب وممارسات ونتاجات الآخر والاستفادة منها أمر حسن ومندوب، ومن هذا المنطلق نسأل: هل يمكنكم مثلا أن تجعلوا من كلمة (كيزونا) اليبابانية ،كلمتكم مع بداية انطلاق العام الجديد 2012؟!. وهذه ايها السادة ليست ماركة لـ (صوبة نفطية) تجتمعون حولها لتدفئوا انفسكم في شتائنا هذا الذي بدأت درجات بردوته بالتصاعد مؤخرا، كلا، فلكم بتدفئة (السبالت) كفاية، ولاحاجة لكم اصلا ب(صوبات( و(نفط) لأن كثيرا منكم (مو قصّر) في اشعال فتائل الازمات والصراعات ..!، الى درجة اصبحنا معها بحاجة الى سياسيين يعملون (اطفائية) في مديرية الدفاع المدني .
لقد اختار اليابانيون كلمة (كيزونا)، وتعني التضامن أو روابط الصداقة، لتكون كلمة عام 2011. حيث شهدت اليابان عاما سيئا بعد أن ضرب زلزال قوي أتبعه موجة تسونامي البلاد في مارس ما تسبب في خسائر بشرية ومادية فادحة وأضرار في البنية التحتية. وأدت الكارثة التي لحقت بالبلاد إلى أن يساعد اليابانيون بعضهم البعض وإطلاق حملة للتماسك والتضامن بين أبناء الشعب الواحد حازت إشادة العالم بأكمله. وفي أبريل الماضي ناشد رئيس الوزراء الياباني آنذاك ناوتو كان العالم لتقديم مساعدات إلى بلاده في رسالة كان عنوانها (كيزونا). وعندما فازت فرق يابانية رياضية ببطولات كان شعار اللاعبين (كيزونا).هذا فيما جاءت كلمة (وازاوي)، وتعني الكارثة، في المركز الثاني، دلالة على حالة التشاؤم التي سيطرت على بعض اليابانيين عام 2011.
فيا اخواننا في فرق السياسية ونواديها، اسمحوا لـ (كيزونا) أن تفوز وتحتل المرتبة الاولى، فقد مل الناس من ((وازاوي) !.
|
|