قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

سماحة المرجع المُدرّسي يستقبل وفودا من بابل وواسط وكربلاء المقدسة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * البلد يسير نحو الاتجاه الصحيح.. بالحكمة و التفاؤل
* الاصلاح والبناء مسؤولية الجميع وليس الحكومة فقط
* لتفعيل ثقافة الوحدة والمحبة ونبذ الضغينة والكراهية
* الثقافة السلبية لاتبني والتغيير بتفعيل الوعي والارادة
كربلاء المقدسة/ الهدى:
هذه المقدمة تطبع بفونت مختلف وسايز اكبر من المتن او وضع خطوط تحتها/
استقبل سماحة المرجع المُدرّسي (دام ظله) ، بمكتبه في كربلاء المقدسة، خلال الايام القليلةالماضية، عددا من الوفود التعليمية والاهلية والسياسية من محافظات بابل وواسط وكربلاء المقدسة، ووفدا من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، فرع كربلاء المقدسة.
فقد استقبل سماحته وفدا من اساتذة المعهد الفني في كربلاء برئاسة السيد أكرم الياسري. وأوضح سماحته خلال حديثه مع الوفد الزائر انه لابد أن يكون هناك "دور ريادي واسهام فعال في بناء وقيادة العراق الجديد من قبل المؤسسة التعليمية الاكاديمية متمثلة بالجامعات والمعاهد ، والمؤسسة الدينية متمثلة بالعلماء والحوزات العلمية.." مشيرا الى أن " صلاح هاتين المؤسستين يعني صلاح المجتمع .. فعلى على كل فرد في هذه المؤسسات القيام بدوره في سبيل الاصلاح" مشيرا الى ان "دور الاصلاح والبناء ليس فقط مسؤولية الحكومة، بل يجب على ذوي البصائر والمثقفين دعوة الشعب العراقي الى القيام بدوره المحوري في هذا المجال".
لتفعيل ثقافة الوحدة والمحبة ونبذ الضغينة والكراهية
كما استقبل سماحته وفدا من اساتذة وطلاب الكلية التقنية في المسيب، واكد سماحته في جانب من حديثه الى الوفد على ان الاسلام " هو دين المحبة والالفة والوحدة، فيجب ترسيخ هذه الثقافة في مجتمعنا"،" داعيا ابناء الشعب العراقي الى ترشيح هذه الثقافة والتعامل بها و "نبذ ومحاربة ثقافة الكراهية والضغينة والفرقة" التي اشاعها النظام المقبور، فـ" ثقافتنا الاسلامية الصحيحة هي التي تصنع مستقبل العراق". كما حث سماحته طلبة العراق الى "ضرورة تجاوز الاطر الضيقة والعمل على تطوير انفسهم كلٌ في مجال تخصصه، فكل طالب لديه طاقات هائلة يجب استغلالها لما فيه مصلحة البلاد" .
واستقبل سماحته كذلك وفدا من محافطة واسط، وقال في جانب من حديثه مع الوفد ان على الشعب العراقي اليوم اخذ زمام المبادرة و القيام بدوره الفاعل في بناء البلاد وأن لا يعتمد في ذلك على الحكومة فقط، مشيرا الى ان أي حكومة تكون طاقاتها محدودة ، على العكس من الشعب الذي لديه طاقات هائلة عليه ان يستثمرها في طريق بناء واعمار العراق. واوضح أن ذلك يتم عبر التوجيه السليم لهذه الطاقات وتظافر الجهود الخيرة وجعلها تصب بما فيه الخير للبلاد والعباد للنهوض بواقعنا ، مؤكدا في هذا السياق ان الشعب العراقي لديه الكثير من الحماس والشجاعة و والتضحية والصبر، مستلهما ذلك من نهضة ومدرسة الامام الحسين عليه السلام، وأن خير مثال على هذه الحماسة والشجاعة والصبر توجه الناس بمسيرات مليوينة راجلة نحو مرقد الامام الحسين عليه السلام ، لزيارته غير مكترثين بكل المصاعب والاخطار التي تواجههم. وبين سماحته ان رسالة سيد الشهداء (ع) للامة هي الاصلاح والامر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومناهضة الفساد والظلم.
الثقافة السلبية لاتبني وتفعيل الوعي والارادة يصنع التغيير للأفضل
واستقبل سماحته وفدا من الحراك الاسلامي بمحافظة بابل، واشار في جانب من حديثه معهم الى حاجة البلاد الى تظافر الجهود الخيرة من كل التنظيمات و الحركات في المجتمع من اجل النهوض ببناء مستقبل العراق المنشود. مشيرا الى أن من المشاكل التي تواجهنا " شيوع الحالة والثقافة السلبية تجاه الاحداث والاوضاع، بما يؤدي الى عدم اهتمام المجتمع بالسعي نحو تحقيق اهدافه، فيعيش في حالة سلبية وانطوائية وكأنه لازال يعيش عهد النظام الماضي.. فلابد من العمل على التوجيه الثقافي والتربوي الصحيح في هذا المجال ، لتغيير هذه الثقافة السلبية لأنها لاتؤدي الى بناء وتقدم البلاد بل تكرس الجمود وتهدر الطاقات والفرص". مضيفا " وعليه يجب أن يعرف كل فرد مسؤوليته ودوره وأن نعي جميعا كشعب ان تغيير حالنا نحو الافضل هو رهن ايدينا وارادتنا، وحسن تدبيرنا وهكذا حسن انتخابنا لمن يمثلونا.. ومثلما أن على السياسيين ان ينتبهوا جيدا الى الشعب وحقوقه ويهتموا بتحقيق ماينتظره الناس منهم ، فأن الشعب عليه ان يعي دوره جيدا ويمتلك القناعة الراسخة بقدرته في الدفاع عن حقوقه وتطلعاته عبر كل الاساليب الحضارية ولا يركن الى ثقافة التبرير والتقاعس..".
البلد نحو الاتجاه الصحيح..بالحكمة و التفاؤل
واستقبل سماحته وفدا من حركة الوفاق الوطني، فرع كربلاء المقدسة. وشدد سماحته خلال حديثه الى ضرورة التوجه الجدي نحو اعادة بناء واعمار العراق لاسيما بعد خروج الاحتلال، لتعويض ما مني به البلد والشعب طوال فترات الدمار والخراب التي مرّت، منوهاً الى أن ذلك بحاجة منا الى التمسك بالامل و عدم اليأس . واوضح سماحته بالقول : "من الملاحظ ان المحتل لم يجد صديقا حميما في العراق لكي يبقى.. ونحن لدينا شعب يمتلك صفات قل نظيرها في باقي الشعوب، ولديه دستور وبرلمان، وتنظيمات ومؤسسات مجتمعية مهمة، كالعشائر والحوزات والمرجعيات الدينية التي كانت ولاتزال تؤدي دورا محوريا وايجابيا في البلاد.. ولكن مشكلتنا هي عدم التدبر، لأننا مع كل هذا الذي لدينا نبدوا للاسف وكأننا لا نستطيع ان نرتب حالنا ونلملم جراحنا، فيما الكثير منا لا يفهم مسؤوليتنا الحقيقية تجاه بناء البلاد وحفظ وحدتها واستقرارها ومستقبلها.." . واردف سماحته بالقول انه ومع كل هذه الملاحظات "نرى ان العراق بإذن الله ووعي وارادة شعبه ورموزه وقياداته، يسير نحو الاتجاه الصحيح، ولكن يجب ان نعالج كل تلك الامور.. فلماذا كل هذه الخلافات بين الفرقاء السياسيين، حيث البلد للجميع، وفيه من الخيرات والطاقات ما يمكننا جميعا من العيش بوئام وتفاهم، فالعراق يبقى بلد متعدد ولا يحكمه غير العقل والحكمة بين كل ابنائه، فنحن نحتاج الى كل اطياف الشعب وكل فرد منه .. فعلينا أن نكون متفائلين ونتمسك بالامل ولا نصل الى مرحلة اليأس فنترك الساحة بل يكون لدينا من الشجاعة والارادة و الامل ما يدفعنا بقوة نحو الاصلاح وبناء العراق الجديد".
وفد من اللجنة الدولية للصليب الاحمر
واستقبل سماحته وفداً من اللجنة الدولية للصليب الاحمر، فرع كربلاء، برئاسة الاستاذ وسام سرياني، الذي قدم شرحا عن عمل وجهود اللجنة في كربلاء المقدسة، لاسيما خلال الزيارات المليونية. هذا واشار سماحته في حديثه مع الوفد الى ضرورة التفكير في ايجاد مشاريع واليات وطرق وقنوات متجددة و اكثر فاعلية وسعة في تقديم وتوفير بعض الخدمات للسكان على الصعيد الصحي والبيئي، وغير ذلك، لاسيما في محافظة مثل كربلاء المقدسة وماتشهده من كثافة بشرية هائلة على مدار ايام السنة.. وأن علينا جميعا المساهمة في القيام بهذا الدور كل حسب طاقاته وقدراته وعدم القاء المسؤولية بالكامل على طرف حكومي فقط او جهة بعينها. كما اكد سماحته في هذا السياق على اعطاء الحكومة والجهات الخيرية والانسانية ، الاولية في كل شيء للطبقات المحرومة والمستضعفة والاهتمام الكامل بها ، لا ان تُترك احتياجاتهم في نهاية القائمة..". مشيرا الى أن الله تعالى ومن خلال "كل الاديان السماوية، وعلى رأسها الاسلام الحنيف، اولى قضية الحقوق وفي مقدمتها الكرامة الانسانية، اهتماما بالغا ومحوريا، فكرامة الانسان هبة ومنحة آلهية ، وهي قضية لها مدلولات عميقة وواسعة بل وتعني كل شيء بالنسبة للانسان ، ومن هنا فأن حقوق الانسان هي فطرة الهية مترسخة في عقل ووجدان البشر، وقوانينها واطرها ومعانيها التي حاول الفلاسفة والعلماء والمشرعون اكتشافها وتقنينها لم تأت من فراغ ابدا.."