قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
العراق ما يزال أمام أزمة المياه
ووعود تركية حبر على ورق
الهدى / بغداد
بالرغم من التصريحات المتفائلة والاجواء الايجابية التي رافقت الاجتماعات التي عقدها الوفد العراقي في تركيا على هامش الاجتماع الثلاثي (سوريا – تركيا – العراق) مؤخراً، الا ان أزمة المياه التي ما برح العراق يعاني منها، ماتزال على حالها، حيث تؤكد المصادر ان الجانب التركي لم يحرك ساكناً عما قيل بتوصل الى اتفاق بشأن حصة العراق من مياه نهري دجلة والفرات.
فقد أكد وزير الموارد المائية عبد اللطيف جمال رشيد أن الإيرادات المائية لنهر الفرات ما زالت متدنية جدا ولا تزيد في أفضل حالاتها عن 245م3 في الثانية في حين أن حاجة العراق من المياه في عمود نهر الفرات كحد أدنى 500 م3 في الثانية لتلبية متطلبات زراعة 50 % من المساحات المخصصة لمحصول الشلب وتامين المياه لأغراض الزراعة والشرب .
وبالرغم من الاتصالات المستمرة وعلى المستويات كافة مع الجانب التركي ألا أن الوعود المتكررة التي قطعها المسؤولون الأتراك بشان أطلاق كميات كافية من المياه لم تتحقق لحد ألان ولا تزال الإيرادات المائية الواردة إلى العراق متدنية وغير كافية مما سيجعل العراق في موقف صعب ولن نتمكن من توفير المياه للاستخدامات المختلفة لذا ندعو تركيا إلى أطلاق الحصة المائية المطلوبة لمعالجة شحه المياه الشديدة التي يمر بها البلاد.
في مقابل هذه الحقيقة التي يؤكدها مسؤول في الحكومة العراقية، ذكرت المصادر عن مطالبة تركيا بتطبيق الاتفاقية المشتركة التي توصلت اليها مع العراق، وهو ما أفصح عنه السفير التركي في بغداد خلال لقائه رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب همام حمودي.
وفيما دعا الشيخ همام حمودي الى ضرورة ان تكون أجواء التوقيع على الاتفاقية بين البلدين مكللة بموقف واضح من تركيا تجاه المأساة التي يمر بها العراق جراء النقص الحاد في المياه. دعا السفير دريا قنباي لجنة العلاقات الخارجية الى حثّ مجلس النواب على المصادقة على الاتفاقية التي وقع عليها البلدان وتتضمن أكثر من 40 مادة! وكشف عن وجود اتفاقيات اخرى مهمة تصب في مصلحة البلدين سوف يوقع عليها رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان خلال زيارته المرتقبة للعراق منتصف الشهر المقبل.
وفي الوقت ذاته أكد السفير التركي على تشكيل لجنة في تركيا لايجاد حل سريع لمشكلة المياه ومساعدة العراق على تجاوز شحة المياه، من دون أن يحدد الخطوات العملية التي ستتخذها حكومته في هذا الاتجاه.