ترتيل القرآن الكريم
|
قال الله تبارك وتعالى في محكم كتابه الكريم: "وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً" صدق الله العلي العظيم.
الترتيل هي القراءة الحسنة والمتأنية المصحوبة بالتفكر والتدبر، فعن عبد الله بن سليمان قال: سألت أبا عبد الله الإمام الصادق (ع) عن قول الله عز وجل قال: أمير المؤمنين (ع) بينه بياناً، ولا تهدّه هدّ الشعر، ولكن افزعوا قلوبكم القاسية، ولا يكن همّ احدكم آخر السورة.
وقال الإمام الصادق (ع): إن القرآن لا يقرأ هذرمة (بسرعة) ولكن يرتل ترتيلا فإذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها واسأل الله عز جل الجنة وإذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها وتعوذ بالله من النار، وعن أم سلمة (رض): ان رسول الله (ص) يقطّع قراءته آية آية.
ويصف الإمام علي (ع) المتقين كيف يتعاملون مع القرآن عند قيام الليل فيقول: (أما الليل فصافون اقدامهم، تالين لأجزاء القرآن، يرتلونها ترتيلا، يحزنون به انفسهم، ويستثيرون به دواء داءهم، فإذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعاً وتتطلع نفوسهم إليها شوقاً، وظنوا أنها نصب أعينهم، وإذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم، فهم حانون على أوساطهم، مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم.. يطلبون إلى ا لله تعالى في فكاك رقابهم).
وهذا ينعكس بالنهار على شخصياتهم مادياً ومعنوياً حيث يضيف الإمام علي (ع) قائلاً: وأما النهار فحلماء علماء ابرار أتقياء.
والمعنى اللغوي للترتيل يلتقي مع ما تقدم، يقال: (رتل الشيء) تناسق وانتظم انتظاماً حسناً فهو مرتل، و (رتل الكلام) أحسن تأليفه إلى بعضه، والقرآن تأنق في تلاوته، و(الرتل) داخل في المصطلحات العسكرية ويعني صف الجنود أو الآليات، وقيل خفض الصوت عند القراءة.
|
|