قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الشباب و التحدي الثقافي والاعلامي
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة * سعد مغيمش الشمري
عندما نتحدث عن الشباب إنما نتحدث عن أمل الأمة ومستقبلها، وذلك لان فترة الشباب هي أكثر فترات العمر خصوبةً وان الواجب الديني علينا رعايته وحمايته من الانحرافات كافة، وبخاصة في وقتنا الحاضر حيث مع التطورات والتقنيات التي هي للفائدة اكيداً ولكنها لا تخلو من السلبيات والتي ان لم يتقن الشباب فن التعامل معها وتجنبها لقادته الى الانحراف السلوكي، فالهاتف والفضائيات والانترنت كلها تقنيات حديثة لها اهميتها ولكن الخطورة فيها ليس بقليلة، ومن هنا اتجهنا في هذا المقال الى طرح اسباب الانحراف لكي يتسنى للقارئ أخذ الحيطة منها والحذر، حيث ان انحراف الشباب لا يرجع الى نقص في طبيعهتم ولا نزعة في نفوسهم انما يعود لسوء التوجيه وقلة الرعاية وتفكيك الاسرة وانحلال الرابطة العائلية وكذلك بما تخلفه من تأثيرات نفسية واجتماعية على شخصية الشباب وما تتركه من آثار سلبية وخطيرة على باقي افراد الاسرة حيث يقوم المنحرف بتصرفات مخالفة للقيم الدينية وللقوانين الاجتماعية والاعراف والقيم السائدة في المجتمع واسرته لكن قبل هذا يجب ان نعرف إن الشاب او الفتاة لم يولدوا منحرفين بل لم يجدوا من يعلمهم او يقوم سلوكهم سواء من الاسرة أم المجتمع مما قادهم الى الانحراف، وهناك عدة عوامل لها الدور في حفظ الفرد من الانحراف او اهماله والذي يؤدي الى نتائج لا تحمد عقباها وأهم هذه العوامل:
أولاً: الاسرة..
تعد الاسرة اول واهم عامل في تنشئة الشاب من خلال بيئته الاجتماعية والنفسية وما تقدمه لابنائها من فرص النمو ودورها في الضبط الاجتماعي والتربية السليمة؛ فغياب الاب –مثلاً- بصفة دائمة او عدم قيامه بدوره المتوقع منه كرب اسرة وسوء معاملته مع افراد اسرته كلها عوامل تسهم في انحراف الاولاد، كما أن كثيراً من الآباء يقضون ساعات الليل والنهار بمعزل عن ابنائهم دون ان يشعروا بالمسؤولية ولا يقدروا المسؤولية الا بعد إنخراط الابناء في صفوف المنحرفين؛ ولا يقل دور الأم في الاسرة؛ فالأم هي الركن الآخر في الاسرة وبخاصة فترة غياب الأب، فهي الأكثر تواجداً ينبغي عليها أن تجد الأعذار لأبنائها في اخطائهم، او التستر على افعالهم، ظناً منها حمايتهم من العقوبة، بل عليها، ان تكون واضحة وصريحة مع الأب في نقل سلوك الافراد ومراقبتهم دون ان يشعروا بذلك، وبخاصة من الاستخدام غير الصحيح للهاتف وجعلها بحرية من دون رقابة والفضائيات الماجنة والانترنت، والتأكيد على الحجاب الاسلامي وعدم التشجيع على التبرج وغيرها من الامور التي تكون هي المسؤولة الاولى عليها قال تعالى "يا ايها الذين آمنو قوا انفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون".
ثانياً: المدرسة..
إن انحراف اغلب الأشخاص نابع من عدم صياغة شخصيتهم بصورة سليمة وبخاصة في الفترات الاولى من نضج الافراد، وعليه فلا تقل المدرسة عن البيت في عملية التربية وصياغة شخصية الافراد، فمتابعة الطالب لا تقتصر على مستواه الدراسي فحسب بل متابعة سلوكه أيضاً، وفي حالة وجود سلوك منحرف ينبغي إبلاغ الأهل بهذا السلوك لكي يكونوا على بينة من ذلك ويتعاونوا على رفع هذا السلوك، ومن هنا كانت المدارس بأمس الحاجة الى باحث اجتماعي في كل مدرسة مهمته متابعة سلوك الأفراد وتشخيص الانحرافات في شخصيتهم ومن ثم دراسة الأسباب التي دعته الى سلوك كهذا وبعدها تقديم دراسة لقلع هذا السلوك وإبلاغ المدرسة به التي بدورها تبلغ الأهل فيتعاون الكل لرفع السلوكيات الخاطئة وإبدالها بالصحيح، لكي لا يكون هذا الشخص المنحرف سلوكاً مدعاة لانتشاره.
ثالثاً: اصحاب السوء..
ان انتماء الشباب الى جماعة منحرفة عادة ما تعطي فرصة له فيما يقومون به من افعال تؤدي الى التأثير المباشر عليه؛ فالأب عندما يكون مشغولاً بتجارته او عمله عن اعز ما يملك وهو الولد فلا بارك الله بتجارة او عمل او غنى ورائه عار وخدش للحياة فالمنحرفون متواجدون في كل مكان، ووسائل الإتصال سهلة واصحاب السوء يصطادون الابناء المهملين من قبل آبائهم.
رابعاً: وسائل الاعلام..
ان وسائل الإعلام احدى عوامل الإنحراف لدى الشباب التي تدفعهم الى انتهاج العنف وارتكاب الجريمة بسبب ما يشاهدونه من افلام عبر الشاشة الصغيرة وما يقرأونه من القصص المثيرة، ونحن امام هذا المد الاعلامي والثقافي الاجنبي، ينبغي تحصين الابناء ومنعهم من متابعة مثل هذه الاعمال المشبوهة وكذلك مراقبة الافلام التي تثير الغرائز والشهوات التي لا تنتمي الى الذوق العام والنسيج الاجتماعي، وعلينا تعليمهم شرائع الله والاعمال الحسنة وتشجيعهم على المطالعة في دروسهم وتطوير هواياتهم، وتكريس مفاهيم الحب والتسامح وليس الانحراف ولا يكون هذا الدافع يقتصر على الام فقط بل على الاب كذلك يجب ان يراقب أبناءه وينظم وقته بين اعماله واطفاله.
كل هذه عوامل تسهم في انحراف الشباب اذا لم تستخدمها استخداماً صحيحاً، كما أن التثقيف الأسري له الدور في صياغة شخصية الافراد، ومن ثم المجتمع الذي ينبغي ان يخلو من المظاهر الاجتماعية المنحرفة فضلاً عن دور الدولة في رفع التجاهر بالفسق كالملاهي و دور الرذيلة لكي ينتج لنا جيلاً حاملاً لقيم الانسانية مدافعاً عن قيمه يعمل على ازدهار اسرته ومجتمعه وبلده.
* مانشيت
ينبغي تحصين الابناء ومنعهم من متابعة الاعمال المشبوهة والافلام التي تثير الغرائز والشهوات التي لا تنتمي الى الذوق العام والنسيج الاجتماعي، وعلينا تعليمهم شرائع الله والاعمال الحسنة وتشجيعهم على المطالعة في دروسهم وتطوير هواياتهم