من كربلاء الى البحرين.. الى متى يُغطي الغرب جرائم حلفائه آل سعود
|
عبدالحسين الكربلائي
على المجتمع الدولي، مؤسساته و دوله، لاسيما تلك التي تسمي نفسها بالعظمى وتتشدق بحقوق الانسان والديقراطية، والبخصوص، الادارة الاميركية وشخص الرئيس باراك اوباما، ان تتحمل مسؤوليتها الاخلاقية ازاء المجازر التي ترتكبها الاسر الفاسدة التي تحكم في دول الخليج ضد الشعوب الامنة والمسالمة، خاصة اسرتي آل خليفة وآل سعود ضد شعب البحرين الابي الذي يتعرض اليوم لمجازر وحشية على يد قوات هاتين الاسرتين الفاسدتين، والتي تذكرنا ببعض المجازر التي كان يتعرض لها العراقيون على يد نظام الطاغية الذليل صدام حسين على مدى نيف وثلاثين عاما.ان على الادارة الاميركية والاسرة الدولية ان تحذر من ان تتعامل بازدواجية مع ما يجري في دول مثل البحرين والجزيرة العربية، كما ان عليها ان تقرر فورا الوقوف الى جانب الشعوب المطالبة بالديمقراطية وعدم الاستمرار في سياسة تبني الانظمة الشمولية والديكتاتوريات التي تحكم بالحديد والنار وبالتمييز الطائفي والعنصري في البحرين والجزيرة العربية وفي غيرها من دول المنطقة.
ان عليها ان لا تقايض قيمها الحضارية وشعاراتها وخطابها السياسي الداعي الى نشر ودعم الديمقراطية في منطقة الشرق الاوسط بالبترول، كما ان عليها ان لا تخاطر بسمعتها، لان ذلك سيعرض مصداقيتها الى الخطر مرة اخرى.. وعلى الادارة الاميركية ان تقف بحزم ضد الجرائم التي يرتكبها حلفاؤها التقليديون في المنطقة كأسرتي آل خليفة وآل سعود الفاسدتين، اللتين اثبتتا مرة اخرى مدى دمويتهما ووحشيتهما وهمجيتهما في التعامل مع الشعب المسالم في البحرين، والذي لا يطالب باكثر من حريته وكرامته في تظاهرات ومسيرات سلمية.أن المجتمع الدولي مُطالب ان لا يكتفي باطلاق التصريحات الاعلامية الخجولة وهو ينظر الى الدماء الطاهرة التي تراق في البحرين على يد حلفاء امريكا والغرب من اسرتي آل خليفة وآل سعود؟ فالى متى يظل التفرج على هذه المجازر من دون ان تدخل لردع هذه الانظمة الفاسدة والحيلولة دون استمرار منظر الدم؟.
اين هي، اذن، شعارات الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية التي تتحدث فيها وعنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، وغيرها من دول المجتمع الدولي؟ ام انه الكيل بمكيالين فيحق لشعب ان ينعم بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ولا يحق لاخر؟ انه النفاق السياسي بعينه اذا ظل المجتمع الدولي يتصرف بهذه الطريقة ازاء قضايا الشعوب المطالبة بالديمقراطية.
اذا استمر المجتمع الدولي يتعامل بمثل هذه الازدواجية ازاء قضايا الشعوب، وهي واحدة لا تختلف ابدا، فان ذلك سيعرض مصالحها الحيوية في المنطقة والعالم الى الخطر، لان هذا النوع من السياسات سيغذي الكراهية عند الشعوب ضد الغرب.. ولا نعتقد ان كل ذلك يصب في مصلحة السلم والامن الدوليين، فبعد ان عانت البشرية ما عانت من الارهاب الذي غذته ورعته المدارس التكفيرية تحت سلطة آل سعود، ففقس فيها وفرخ، لا ينبغي ان تستمر تلك الدول تحديدا في انتهاج نفس السياسة القديمة التي كانت تعتمد الدعم اللامحدود للديكتاتوريات في العالم العربي والمنطقة والتي انتجت كل هذا الارهاب الاعمى، ان بشكل مباشر او غير مباشر. لقد آن الاوان لهذه القوى العظمى في العالم ان تغير سياساتها القديمة فتنفض يدها عن الديكتاتوريات الحاكمة في المنطقة، خاصة اسرة آل سعود الفاسدة، اذ لم يعد بامكان احد ان يسند هذه الانظمة المهترئة والمتخلفة، فينقذها من السقوط الحتمي، كما لم يعد بامكان احد، كائنا من كان، ان يقف بوجه رياح التغيير التي هبت في المنطقة والتي ستأتي على ما تبقى من هذه الانظمة الفاسدة والمتخلفة، ولذلك فان على هذه القوى ان تترك هذه الانظمة تلاقي مصيرها المحتوم لوحدها، وان عليها ان تراهن على العلاقة الايجابية مع الشعوب بدلا من الرهان على الحمار الاسود الخاسر بكل تاكيد. اما شعب البحرين الشقيق، فان عليه ان يطمئن بان النصر آت لا محالة، وان الشعوب الحرة والمنصفة، بل وشعوب العالم الحر اجمع تقف معه، وليس خلفه، تنصره وتتبنى قضيته العادلة، وما هذه التظاهرات الحاشدة التي انطلقت في مدن وعواصم العالم، الا دليل على مدى عمق التعاطف الذي يبديه الاحرار مع قضايا الشعب البحريني الشقيق والمسالم والطيب.
لقد حفر آل سعود قبرهم بايديهم عندما بعثوا بقواتهم الهمجية المدججة بالسلاح الفتاك الى البحرين لقتل وذبح الشعب البحريني، واذا كانوا يتصورون بان ذلك سيساعدهم على تصدير ازمتهم الداخلية الى خارج الحدود، فانهم مخطئون جملة وتفصيلا، وستشهد الايام صحة ما نذهب اليه، فان مثل هذا القرار الاحمق الذي لوث يد آل سعود بدم الشعب البحريني سوف يظل على مر التاريخ دليل ادانة لهذه الاسرة الدموية الفاسدة التي ما فتئت تقتل وتدمر وتذبح الابرياء في شرق الارض وغربها منذ اكثر من (300) عام وهو عمر العلاقة السفاح الذي ابرمه آل سعود مع مؤسس الحزب الوهابي، واذا كانت جريمتهم في مدينة كربلاء المقدسة في يوم عيد الغدير الاغر قبل اكثر من قرن من الزمن قد مرت وقتها من دون حساب وعقاب، فان جرائمهم هذه المرة سوف لن تمر بلا عقاب ابدا، فشعب الجزيرة العربية وبقية شعوب المنطقة والعالم سيقتصون هذه المرة من هذه الاسرة الفاسدة التي اثبتت سياساتها الرعناء انها تتصرف بطريقة سفيهة ولذلك يجب ازاحتهم عن السلطة، ولا ينبغي ان تأمن جانبهم شعوب المنطقة والعالم بعد الان، فمثلهم كمثل السفيه الذي نهانا الله تعالى عن ان نعطيه مالا فما بالك بالسلطة والمال والفتوى وكل شئ، كما هو اليوم حال آل سعود في الجزيرة العربية؟.
ان على شعوب دول الخليج العربية ان تهب هبة رجل واحد لنصرة شعب البحرين، فبعد ان تدخل آل سعود بالشأن البحراني وباسوأ طريقة دموية، لم يعد يحق لاحد ان يعتبر نصرة الشعوب بعضها للبعض الاخر تدخلا في الشأن الداخلي ابدا، اذ هل يعقل ان يحق لسلطة آل سعود، مثلا، ان تتدخل بدباباتها وقواتها المسلحة في الشأن البحراني لتقتل الشعب لصالح اسرة آل خليفة الفاسدة، ولا يحق لشعوب المنطقة ان تتدخل لنجدة شعب البحرين من المجازر الدموية؟. يجب ان ننتبه الى حقيقة في غاية الاهمية الا وهي ان شعب البحرين الابي يضحي اليوم ليس من اجل تغيير السلطة الفاسدة في بلاده، فحسب، وانما يضحي بالنيابة عن بقية شعوب دول الخليج العربية، لان نظام آل خليفة هو جزء من منظومة سياسية حاكمة في هذه المجموعة من الدول، فاذا تغير الوضع في البحرين تبعه تغيير مشابه في بقية دول هذه المجموعة، ولذلك انبرى آل سعود يدافعون عن آل خليفة وهم في الحقيقة يدافعون عن انفسهم، ولكن هيهات، فقد سبق السيف العذل.
اما وعاظ السلاطين وفقهاء بلاط آل سعود وجوقة المطبلين من حملة الاقلام المسمومة الذين يسودون صفحات وسائل الاعلام المسموعة والمقروءة والمرئية التي تشرف عليها مخابراتهم، فلقد اثبتت التجربة مرة اخرى انهم اتفه من ان يصدقهم المتلقي بعد ان ثبت لكل ذي عينين وبصيرة انهم طائفيون بامتياز وانهم اعوان الظلمة يصدرون الفتوى متى ما طلب منهم البلاط وبالطريقة التي يتسترون بها على جرائمهم، ويكتبون وينشرون ما يغطون به سوءات اولياء نعمهم القبيحة وافعالهم الاجرامية الرعناء. انهم يوظفون الدين اسوأ توظيف، كما انهم يلوون عنق الحقيقة بكل وسيلة غير شريفة، وكل ذلك من اجل تشويه الحقيقة والطعن في نوايا الشعوب الابية والحرة، ومن اجل خداع الراي العام، ناسين او متناسين بان العالم اضحى اليوم قرية صغيرة وان الفضاء مفتوح للجميع ولذلك لم يعد بامكان احد ان يحتكر الحقيقة او يخدع الناس او يخفي منظر الدم الذي تسفكه قوات درع الجزيرة في البحرين العزيزة. لم تعد مخابراتهم تتحكم بعقول الناس من خلال الاعلام المضلل، ولم يعد اعلامهم يسيطر على الفضاء، ابدا، ولذلك فان الخبر الصادق والحقيقة الناصعة تنساب اليوم الى الراي العام من دون ان يحجبها البترودولار. انه عصر الشعوب الحرة والواعية، انه عصر الشارع وليس عصر القصور.
|
|