قراءة : (الحكم الاسلامي) في مدرسة الإمام علي (ع)..
العهد الى مالك الأشتر و نظرة جديدة من صميم الواقع
|
*إعداد / عبد الخالق اسماعيل
نسمع كثيراً عن عدالة الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام، كما نسمع شواهد من سياسته مع الرعية وطريقة تعامله مع الاحداث بما لا يشبه أي حاكم آخر قبله، ما عدا الرسول الأكرم (ص)، أو بعده حتى يظهر الامام الحجة المنتظر عجل الله فرجه، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.. لكن ما هي المعالم تحديداً لهذا العدل وتلك السياسة التي اتبعها أمير المؤمنين خلال فترة توليه الحكم؟ لابد من وضع النقاط على الحروف والوقوف بدقة وبكثير من التأمل عند كل كلمة قالها أو خطّها الإمام، فهي إضاءة في طريقنا نحو تطبيق الحكم الاسلامي الصحيح في بلادنا ثم في العالم بأسره.
نعم.. ان العدل وتحكيم القيم الانسانية والاخلاقية والدينية، تبدو اليوم عند البعض وكأنها من المثاليات التي لا يجوز لها الخروج من بطون الكتب المرصوفة في المكتبات، لكن اتباع أهل البيت والموالين الحقيقيين لأمير المؤمنين يعتقدون بغير ذلك، لأن أمامهم إرث ضخم خلفه لنا أهل البيت عليهم السلام، ومنه عهد أمير المؤمنين عليه السلام للصحابي الجليل مالك الأشتر النخعي عندما ولاه مصر، وخير من يسلط الضوء على هذا العهد ويستخرج منه الدروس والعبر سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (حفظه الله)، الذي تناول هذا العهد في سلسلة من الدروس ألقاها على نخبة من طلبة العلوم الدينية في كربلاء المقدسة وذلك إبان كتابة الدستور العراقي بعد حوالي عامين من الاطاحة بنظام صدام.. هذه الدروس ظهرت مؤخراً على شكل كتاب جديد لسماحة المرجع المدرسي جاء تحت عنوان (الحكم الاسلامي في مدرسة الامام علي عليه السلام)، وهو من إعداد مكتب سماحة المرجع المدرسي (دام ظله).
قبل ان يتدرج الكتاب في تسليط الضوء على وصايا الامام الواردة في عهده لمالك الأشتر، قدم (ملامح عامة) لهذا العهد العظيم والمبارك، وجاءت على شكل نقاط عديدة نذكر منها:
1- مسؤوليات الدولة.
2- دور التقوى في الإدارة.
3- دور الروادع الخارجية في الادارة.
4- المستشار الأمين.
5- تطهير دوائر الدولة من العناصر الفاسدة.
6- كيف يتعامل القائد من شعبه؟
7- مدارسة العلماء ومشاورة الحكماء.
8- كيف يختار القائد رؤساء جيشه؟
9- معايير اختيار القضاة.
10- التجار والصناعيون في الميزان.
11- الله. . الله بالطبقة السفلى.
12- لاتقوي سلطانك بسفك دمٍ حرام.
وفي مقدمة هذا الكتاب لم يفت المُعد هذه الالتفاتة الهامة، وهي اهتمام العلماء والمفكرين والسياسيين طوال السنوات الماضية بهذا العهد، حيث تناولوه بالشرح والتعليق والتأمل في محتوياته وتسجيل ما استلهموه منه، - كما جاء في المقدمة-. أما سماحة المرجع المدرسي في كتابه الذي بين أيدينا، فانه فضّل أن يقيم جسور العلاقة بين هذا العهد المبارك والواقع الذي نعيشه وهو يعاني الكثير من الاسقاطات والاشكاليات فيما يتعلق بادارة الحكم، فقرأ العهد بنظرة جديدة ومن وحي الواقع، فتوزعت وصايا أمير المؤمنين عليه السلام في هذا العهد، على عدة عناوين من قبيل (الدولة والضمان الاجتماعي) و(إعلان الحرب ضد الفساد الاداري)، و(النظام العسكري) و(الدولة والمواثيق الدولية) و(القاضي والقضاء)، وعناوين أخرى، تؤكد للقارئ من الوهلة الأولى إن ثمة حرصاً كبيراً على استلهام الدروس المضيئة من كلام الإمام وتقديمها كحلول لما نعاني منه من أزمات وتداعيات في النظام السياسي، وضرورة الأخذ بهذه الدروس والعبر يتأكد عندما نجد أنفسنا أكثر من يدعي النظام المتكامل والنموذجي في الحياة بين الأنظمة السائدة في العالم، بل ونتباهى أحياناً بأن لنا الأسبقية في كثير من الاجراءات الحكومية. وعندنا من نقتدي به في نظام الحكم العادل والناجح بحق، ألا وهو نظام حكم الامام علي عليه السلام.
يذكر إن (دار المحجّة البيضاء) في بيروت تولّت طباعة هذا الكتاب، فيما يتولى (مركز العصر للثقافة والنشر) نشره، وجاء الكتاب في 280 صفحة وهو من القطع الصغير.
|
|