ما هو دور نواب الشعب بعد تقاطع الارادات ؟
|
سعيد البدري
تكاد الحلول والمقترحات التي تطرح عبر رسائل ومفاوضات وتصريحات القوى والشخصيات السياسية المهتمة بموضوعة تشكيل الحكومة العراقية ان تخرج عن الاطر المألوفة التي اعتدنا ان نسمعها والتي تخضع في معظمها لقواعد وادبيات واعراف السياسة وفنونها وليس هذا غريبا في عراق الغرائب والعجائب فمنذ عشرينيات القرن الماضي ولحد الان لم يحدث ما يدعونا لمد جسور الثقة الحقيقية وذلك يعود بطبيعة الحال الى اسباب عديدة يقف في مقدمتها التجارب المريرة السابقة التي عشناها مع اصحاب القرار من ملكيين وجمهوريين (ديكتاتوريين وديمقراطيين) فكلنا يخاف من كلنا ولا سبيل الى الخروج من هذا المأزق الكبير في الوقت الحاضر ان لم تتوفر الدوافع لذلك واعتقد ان الدافع غير موجود لدى بعض السياسيين على الاقل حيث لايرغب الكثير منهم في مواصلة البحث عن مخرج للازمات التي تصيب هذا البلد وابناءه فتقاطع الارادات بات ينتج حلولا متقاطعة منشأها فقدان الثقة وغياب الدور الحقيقي للمؤسسات الدستورية التي ينبغي ان تكون في نهاية المطاف صاحبة ارادة حديدية وقرار صارم يسهم في ايجاد الحل ولا شيء اخر غير الحل. ..
وهنا من حقنا ان نتسائل عن مجلس النواب وطبيعة الدور الذي يجب ان يقوم به ولماذا لا يتحرك البرلمانيون الجدد من اجل تغيير الصورة والدفع بأتجاه الحل فلأجل ماذا يعيش العراقيون كل هذا الوقت دون حكومة حقيقية قادرة على تسيير اوضاع البلاد بشكل افضل مما هوعليه الحال اليوم وسط عودة مرعبة للمجاميع الارهابية والعصابات المسلحة التي بدأت ترتدي وجوها جديدة اكثر خطرا من ذي قبل، كما ان من حقنا ان نطرح هذا السؤال بشكل مباشر على هؤلاء البرلمانيين ونقول هل نستطيع بعد كل هذا ان نثق بكم ونسلم طائعين بان قراراتكم المستقبلية تحمل عنوان المصلحة العامة وتشمل كل المواطنين العراقيين ام انها استكمال لما بداتموه منذ اعلان نتائج الانتخابات فصمتكم وعدم اكتراثكم لما يمر به هذا المواطن يدعو بعضكم الى الاستمرار في نهجه يساوم هذا ويهاجم ذاك ولانتيجة ترجى لانه مستعد للبقاء على موقفه عاما اخر بفضل هذا الصمت المطبق الذي تمارسونه دون التفات للعواقب. فهل نستطيع ان نثق بكم بعد كل هذا الوقت الذي اضعتموه في انتظار الفرج ولا ادري اين هو قراركم الذي ائتمناكم عليه فهل اوصلناكم الى قبة البرلمان لتجلسوا في بيوتكم؟!.
ام ان واجبكم الوطني يدعوكم الى ممارسة نوع من الضغط على رؤساء كتلكم وائتلافاتكم للخروج من الازمة واخراج البلاد منها عبر حضوركم مع زملاء لكم سبقوكم في الحضور الى البرلمان فرغم قلتهم اعتقد جازما انهم اتخذوا القرار الصائب ووقفوا مع صوت الشارع العراقي الذي احترمهم وسيزيد من احترامه لهم كلما اصروا على المجيء والجلوس لساعات حتى تزول الغمة عن هذه الامة بأنعقاد جلسات مستمرة ومنتظمة لمجلس نواب الشعب ولن اتردد في الثناء عليهم وشكرهم لانهم لم يصموا اذانهم عن مطالبات ابناء شعبهم!
|
|