أزماتنا.. الحقيقة المؤلمة.. وشروط صلاحنا ونهضتنا
|
عبدالله المسافر
من الطبيعي أن يطلق أي شخص يسمع عن أزماتنا، من تشكيل الحكومة، والاختراقات الامنية، و الكهرباء، البطالة والفقر، و...الخ، ضحكة مدوية يسمع رنينها الجالس على شاطئ فيينا، يستمتع برؤية الطبيعة الخلابة والماء والخضرة والوجه الحسن، فأزمة مثل الكهرباء مثلا، او السكن او الفقر والبطالة او.. هي في الحقيقة مهزلة بكل المقاييس العالمية والمحلية والمنطقية، لأن بلداً مثل العراق بطاقاته وخيراته وموارده ((التي تفيض للعام 2009 فقط بنحو 50 مليار دولار في خزينة الدولة))!؟؟؟، المفترض أن يساعد الدول الأخرى في أزمات كهذه، لا أن يعاني هو هكذا ازمات وبحدة، ولدرجة أن تكون مؤلمة..
ما يحدث في بلدنا من أزمات ـ للاسف ـ هو أمر طبيعي جدا ومتوقع، بل إن القادم قد يكون ـ لاقدر الله ـ أسوأ، طالما أن ثقافة التبرير والتملص من المسؤولية، وثقافة الفساد الذي ينخر في مؤسسات الدولة، وثقافة الاحتراب والعداء في سبيل تأمين مصالح خاصة، هي السائدة، وبالذات من الكثير من الاطراف والمسؤولين الذين لا يفكرون الا في مستقبلهم الشخصي والفئوي اكثر من مستقبل البلد والناس عامة،، وبدلا من وضع الخطط التطويرية والاطلاع على الإحصاءات لأوضاعنا الحالية، وما هو متوقع في المستقبل، ويشغلوا أنفسهم بكيف يحصلون على مزيد من الامتيازات والمناصب والمكاسب، حتى لو كانت ليست لهم بحق، وربما لدى البعض (وهم كثير) كيف ينفعون أقاربهم و ودوائرهم الخاصة، يعطونهم المناقصات والهبات والاستثناءات، ويغضون الطرف عن المخالفات. .
أزمة الفقر والسكن والبطالة والكهرباء كما أرى هي حلقة رئيسة من حلقات الأزمات ألاخرى، فالعراق بلد نفطي ويتمتع بثروات اخرى وبميزات وموارد نماء حقيقية"(لو استغلت بحكمة وتخطيط واخلاص) ويستطيع اي نظام حكم يتمتع ولو بدرجة من العدالة والانصاف، أن يبني ويخدم ويرفه الشعب ويعوضه عن الحرمان والعوز، ولكن الافتقار لكفاءة الإدارة والتخطيط و النوايا الحسنة، والثقة والنزاهة والشفافية، تسبب وتديم هذه الأزمة او تلك. .
فإلى متى سنظل نعاني هذه الأزمات، وهي تلقف وتحرق وتهدر من حياة شعبنا وبلدنا السنوات وبالجملة؟!.. لماذا ورغم كل ما يعلن في كل عام وفي كل دورة حكومية (اربعة سنوات) من مشاريع ومناقصات واستثمار و..، تصرف بل "وتهدر" فيها الاموال والوقت، فإذا بنا في نهاية المطاف، نعود من جديد ونراها مجرد تمنيات وآمال، فلا لاثمر و"لاضرع ولازرع" بل "مكانك راوح" إن لم يكن تقهقر !؟.
ولو حاولنا ان نكون منصفين، فإن كثيراً من الساسة والمسؤولين يؤكدون أنهم يحاولون الاجتهاد والمثابرة، ولكن يبدو أنه اجتهاد إعلامي فقط، ولا يوجد شيء حقيقي ومؤثر على أرض الواقع، يشفي الغليل ويعطيهم العذر والتبرير.. ومع كل ذلك فلا إعتذار او اعتراف بالفشل او التقصير، او استدراك للأخطاء، ووضع الخطط للحلول.. هذا بالنسبة للمسؤولين الحكوميين، أما النواب، فإن بعضهم للاسف عادة ما "يطنطنون" عند كل خطأ وتقصير ويبررون بلا منطق أو عقلانية، وربما أصبحت ردودهم فجة ومقززة، ومعروف سلفا من سيدافع، وعن أي خطأ وتقصير، فهل هذا يعقل؟!
ياسادة إن مصلحة الشعب والبلاد أهم من كل شيء، فبالله عليكم غيروا المفاهيم وتعاملوا مع الأمور بالحق والعدل والحيادية والاخلاق، وانتصروا للحق والانصاف والكفاءة، لآلآم وطموحات شعبكم الجريح، لأن الله تعالى لم يخلق شيئا عبثا، ولم يأمرنا باتباع الأخلاق الحميدة عبثا، إنما صلاحنا في تمسكنا بالحق حتى إن لم يعجبنا، ونهضتنا لن تتحقق إلا بالانتصار والتطبيق لقيم التعاون والعدالة والايثار والثقة، والاخلاص والكفاءة في العمل، والابتعاد عن الشخصنة ومصالحها الذاتية والفئوية والحزبية والمحسوبية والضغائن والأحقاد، أما أن نسير على نفس النهج فإن الأزمات ستتلاحق والتدهور سيستمر، اعاذكم واعاذنا الله تعالى من ذلك، إنه ولي التوفيق، سميع مجيب.
|
|