قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

حِماري والسياسة..!
الأديب المصري المعروف توفيق الحكيم اشتهرت رواياته التي جعل من حماره بطلاً لها، حيث الجمال الفني لتلك القصص الشهيرة التي خطها . يقول في احداها بعنوان (حماري والسياسة): جاءني حماري أخيراً ثائراً يزبد وينهق ويرعد قائلاً: اسمع.. اني مصمم هذه المرة تصميماً أكيداً، ومُصر اصراراً تاما، فإياك أن تثبّط عزيمتي أو تحاول منعي، أو تتدخل في شؤوني، أو تعرقل مشروعاتي أو تفسد تفكيري أو تبرّد حماستي.. أو تكتم شعوري أو تطفئ لهيبي.. أو.. فرد توفيق الحكيم على حماره قائلاً: سبحان الله.. سبحان الله.. ما هو الموضوع أولاً؟
الموضوع يا سيدي أني قررت نهائياً، الاشتغال بالسياسة..وبعد ان وافق الكاتب على طلب حماره بالدخول في معترك السياسة رد الحمار قائلاً: هذا هو عين العقل.. الواقع انها كانت سُبّة أن يجلس أمثالنا هكذا ينظرون الى أحداث بلادهم ولا يحرّكون رأساً ولا ذنَباً.. نحن الذين نشأنا في هذا البلد، ونعمنا بخيره وخميره، ورعينا برسيمه ونجيله، وشربنا من ماء نيله.. كان حتماً علينا ان تكون لنا يد في مصيره.. ونحن من أصحاب الفكر الراجح، ومن قادة الرأي الناضج. وبعد هذا استشار الحمار صاحبه عن أي حزب ينضم اليه، متسائلاً: هل تظن اني سأجد أحزاباً تقبل ان ينضم إليها حمير؟!. فرد قائلا لحماره: اطمئن من هذه الجهة ولا يكون عندك خوف!. وسأله عن مبادئه، فأجابه الحمار قائلاً:مبادئي معروفة: العمل لمصلحة الآخرين وانكار المصلحة الشخصية.. ذلك هو المأثور عن جنسنا وفصيلتنا منذ ظهرنا على الأرض... فلم يعرف عنا اننا سرقنا، كما تسرق القطط.. ولا نعمنا بالترف والدلال كما تنعم الخيول.. ... فمبادؤنا هي كما ترى ان ننتج وننتج، ولا نبغي من وراء انتاجنا منفعة لذاتنا..
ويبدو أنه بقي الادب و(السياسة) يفتقدان الى اليوم (توفيق الحكيم وحماره).. !