ظاهرة
|
من خلافة يزيد الى حكوماتنا
الخارجون عن الشرعيّة
*حسن الحسني
في خضم الحديث عن واقعة عاشوارء وتداعياتها الدينية والسياسية وظلالها المؤثرة والمتأثرة بسببها على ساحاتنا..
ـ قال زميلي: ياترى ـ لماذا هذا الاصرار من قبل وسائل الدعاية الوهابية على الشرعية للحاكم ـ مهما كان ـ والخروج عن الشرعية ـ وان كان سبط الرسول صلى الله عليه وآله وريحانته؟!
ـ قلت : لايمكن الوصول الى سرّ هذا "الاصرار" الا اذا أذعنّا ان الانسان مشكلته نفسية وليست عقلية، وان مصدر الخطأ في الانسان هي النفس.
ـ قال زميلي: بالفعل، في مراجعتي الاخيرة لاكثر مؤلفات السيد المرجع المدرسي، ككتاب: المنطق الاسلامي والفكر الاسلامي والعرفان الاسلامي والتاريخ الاسلامي و... لمست ان رأي سماحته يذهب الى هذه الحقيقة "الغائبة" الحاضرة.. ولكن أتساءل ..
قلت (مقاطعا): أعرف، ان تساءلك يركّز على من يستفيد من هذا الاصرار والظالم، وماذا يستفيد الوهابيين من هذه الفِرْية السافرة؟
ـ قال: أجل... ولكن أضيف : هل الوهابيون حريصون على الحكومات وشرعياتها؟، فلنا معهم أحاديث...
ـ قلت : تاريخيا او في الوقت الحاضر.
ـ قال: على كلا الصعيدين.. فنتساءل؛ لماذا لم يبحثوا عن الخارجين على الشرعية كعدم مبايعة عبد الله بن عمر لامير المؤمنين عليه السلام وهو خليفة المسلمين فيما بايع هذا الرجل يزيد والحجاج؟! وهكذا عدم مبايعة بل خروج عائشة بنت ابي بكر وهي امرأة على (علي عليه السلام) في معركة الجمل وتسببت في قتل حوالي اثني عشر ألف شخص من المسلمين، وقد سبق خروجها وسبّها ولعنها للخليفة الثالث عثمان بقولها: (أقتلوا نعثلاً فقد كفر) ـ ونعثل هو يهودي مجنون، كان قد عرف بين المسلمين ـ.. وهكذا خروج معاوية على امير المؤمنين عليه السلام وعلى ابنه الخليفة الشرعي الامام الحسن عليه السلام وتمزيق عهد الصلح ونكث العهد و...
ـ قلت (مقاطعاً) : ولكن أتساءل ان " شرعية " الوهابيون مع الحاكم ام مع المحكوم؟ وبعبارة اخرى اذا كانت الشرعية للحاكم؛ فعلي كان حاكما والحسن كان حاكماً واذا كانت الشرعية لغير الحاكم فالحسين واهل بيته عليه السلام كانوا غير حكام.. ولماذا " الباء" تجرّ في يوم ولا تجرّ في يوم آخر؟
ـ قال: ألم أقل لك ان الانسان مشكلته "نفسية" وليست عقلية؟!
ـ قلت: وما رأيك حول الشرعية السياسية لحكوماتنا في الوقت الحاضر؟
ـ قال: ايضا نتساءل : قل من أمسك بزمام السلطة بالقوة والسيف ـ كما فعل يزيد ـ هو الشرعي أم من امسك بـ"الشورى" كما قيل ـ في سقيفة بني ساعدة ـ وان الخلفاء جاءوا الى الحكم وفق مبدأ الشورى، فلماذا خرق هذا المبدأ "المقدس" معاوية بنقضه لبيعة الامام علي عليه السلام رغم انتخاب الناس له أجمع بعد مقتل عثمان، وكذلك لماذا خرق هذا المبدأ ابنه يزيد واهل بيته من بني امية وبني مروان عبر السيف والقوة، واذا قيل ليس كذلك، فلماذا قتل الحسين عليه السلام، ألم يكن ذنبه عدم المبايعة، ولماذا قصفت الكعبة بالمنجنيق لمجرد عدم مبايعة عبد الله بن الزبير لحكومة يزيد.. وبالتالي اذا الحسين عليه السلام وابن الزبير من رموز الامة لم يبايعوا ـ اي لم تطبّق الشورى لوصول الحاكم الى السلطة ـ فلماذا الحديث عن الشرعية " اليزيدية" وخروج الحسين عليه السلام؟!
ـ قلت : الوهابيون اين هم من حكوماتنا؟
ـ قال : الطامة الكبرى هنا.. فهل هؤلاء فتحوا باب الشرعية للحاكم؛ هل جاء عبر الشورى ام لا حتى يكون "شرعياً"؟! . وياترى مَن مِن حكوماتنا جاءت وفق مبدأ الشورى؟ ام ان الحكومة الموروثة هو المفهوم الجديد لحقيقة الشورى.. حقاً انها فوضى ولخبطة ليس لها مثيل.. فالويل للمسلمين اذا لم يضعوا حداً لهذه "المهزلة" السافرة.
ـ قلت: هذا احد اسباب استهزاءهم بالنظم الديمقراطية الشعبية من جانب ونظام ولاية الفقيه المتبني على رضا الناس وانتمائهم من جانب آخر!!
|
|