قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مسؤول رئاسي: غياب العرب والمسلمين اتاح للغرب فصل الجنوب
السودان عشية "مالايحمد عقباه" : البشير يرغب بـ(الوحدة) ولايعارض(الانفصال)
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة احمد حسين/ الهدى/ متابعات:
على الرغم من سوء الاحوال الجوية في اوروبا، وتساقط الثلوج الذي عطل حركة الطيران خلال الايام القليلة الماضية، وصلت، بداية الاسبوع الجاري بطاقات التصويت المطبوعة في بريطانيا لاستفتاء انفصال جنوب السودان الى مدينة جوبا عاصمة الجنوب، وقال دنيس كاديما مسؤول شعبة الاستفتاء لدى الامم المتحدة " لقد ادى البرد (في بريطانيا) الى تأخيرها لبضع ساعات ولكن هذا لن يؤثر في توزيعها".وبدأت الامم المتحدة خلال اليومين الماضيين بتوزيع بطاقات التصويت والمعدات على الولايات الجنوبية العشر ، ومن ثم ستنقل الى مكاتب الاقتراع بحلول الثامن من الشهر المقبل حيث سيجري الاستفتاء في اليوم التالي. من جانبه انتقد المستشار الاعلامي للرئاسة السودانية عباس النور، الاحد، "غياب العالمين العربي والاسلامي عن الساحة السودانية" منذ الحرب بين الشمال والجنوب، معتبرا انهم "جلسوا وتربعوا على كراسيهم وعروشهم حتى جاءت الدول الغربية وعقدت اتفاقية نيفاشا شرط تقرير مصير الجنوب". ودعا الدول العربية والاسلامية الى "مساعدة السودان للتغلب على تداعيات عملية الانفصال المحتملة والحفاظ على وحدة الاراضي السودانية من مخططات التقسيم" مشيرا الى "الازمة في دارفور غربي البلاد والحركة الانفصالية المدعومة من الغرب هناك ايضا". في هذه الاثناء قطع رئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت بان الوحدة اصبحت غير ممكنة، فيما تبرأ المؤتمر الوطني من مسؤولية انفصال الجنوب، واتهم الحركة الشعبية المسيحية بالنكوص عن اتفاقية السلام الشامل. وبمناسبة آخر احتفال لعيد الميلاد في ظل السودان الموحد، قال سلفاكير "ان هناك من يتحدثون عن الوحدة بين الشمال والجنوب، ولكنها اصبحت غير ممكنة". من جانبه ، زعيم حزب الامة الصادق المهدي الذي الغى احتفال عيد ميلاده حزنا على الانفصال المتوقع، حذر من ان الاقتصاد وليس السياسة هو من يحاصر النظام القائم. وقلل من تصريحات المسؤولين بقدرتهم على مواجهة نقص البترول بعد الانفصال. من جانبه أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير، مطلع الاسبوع الجاري، ان حكومته ترغب في وحدة السودان، لكنها سترحب بانفصال جنوب البلاد ان كانت تلك رغبة اهل الجنوب في استفتاء تقرير المصير وأكد البشير في خطاب جماهيري على "استمرار التعايش والتعاون بين جنوب السودان وشماله في شتى المجالات إذا اختار الجنوبيون الانفصال" واضاف "نريد سودانا موحدا كما وجدناه، ونريد ان نسلمه موحدا للاجيال القادمة، لكننا سنقول لهم مبروك عليكم ان اختاروا الانفصال، وسنعيش اخوانا وسنتعاون".واتهم البشير في وقت سابق قوى خارجية بتشجيع الجنوبيين على الانفصال، في حين اكد تقرير لجنة برلمانية بالسودان عرض امام المجلس الوطني ان هناك تعبئة عامة في الجنوب للترويج للانفصال في الاستفتاء.وترجح كل التوقعات ان يصوت سكان جنوب السودان في الاستفتاء لمصلحة الانفصال واقامة دولة جديدة.
ويرى معظم المراقبين أن السودان سيكون يوم التاسع من الشهر المقبل أمام منعطف فارق في تاريخه الحديث، بين أن يكون بلدا موحدا أو مقسما الى دولتين، حيث سيتوجه مواطنو الجنوب الى صناديق الاقتراع، في إقليم الجنوب كما في الشمال ودول المهجر والشتات، للاختيار بين "الكف المنبسطة" رمز الانفصال و"الكفين المتماسكتين" رمز الوحدة.فيما تسيطر على شرائح واسعةمن السودانيين مخاوف ان يؤدي الاستفتاء الى تجدد الحرب والقتال بين الشمال والجنوب، لاسيما وأن الأفق قضايا عالقة كثيرة مثل أزمة آبيي النفطية والحدود، وكل واحدة كافية لجرجرة البلاد الى ما لا تحمد عقباه. وسرى هذا التخوف أيضا لدى العاملين في حقول النفط ـ ومعظمها في الجنوب ـ ومفاده أنهم أول من ستطالهم نيران الحرب إذا ما اندلعت. فاقدم كثير منهم على تقديم استقالات جماعية.
100 مليار دولار تكلفة تجدد الحرب
وكان تقرير صدر مؤخرا قال إنه إذا تسبب الاستفتاء على انفصال جنوب السودان في اشتعال حرب أهلية مع الشمال مجددا فإن التكلفة سواء محليا أو في المنطقة ككل ستصل إلى 100 مليار دولار . وذكر التقرير الذي أعدته مجموعة من الخبراء الاقتصاديين الأوروبيين والأفارقة و نشرته شركة فرونتير إيكونوميكس للاستشارات أن "التكلفة الإجمالية ستكون هائلة على وجه الخصوص بالنسبة للدول المجاورة للسودان وتصل إلى 34 في المئة من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي على مدى فترة 10 سنوات". وأضاف "ربما تفقد كينيا واثيوبيا أكثر من مليار دولار سنويا". ويقدر هذا التقرير تكلفة الأعمال الإنسانية وقوات حفظ السلام التي من المفترض أن يوفرها المجتمع الدولي بما يصل إلى 30 مليار دولار إلى جانب خسارة السودان نحو 50 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي من خلال العودة للحرب.