القرآن الكريم والأحرف السبعة
|
إعداد / كريم محمد
جاء في حديث شريف: (نزل القرآن على سبعة احرف: أمر، و زجر، و ترغيب، و ترهيب، و جدل، و قصص، و مثل). وجاء في حديث آخر: (ان اللـه تبارك وتعالى انزل القرآن على سبعة اقسام؛ كل قسم منها كاف شاف وهي: أمر، و زجر، و ترغيب، و ترهيب، و جدل، و مثل، و قصص).
وقد تضافرت الاحاديث التي تقول: ان القرآن نزل على سبعة احرف. وذهب فريق من المسلمين الى تفاسير بعيدة لهذه الكلمة، فقد قال بعضهم: ان الله أوحى سبع مرات، سبع كتب كلها قرآن.
بيد ان الجانب التربوي الذي يهدفه سياق ظاهر القرآن بحاجة الى هذه الاحرف السبعة، فقسم منه أمر بخير، وقسم نهي عن شر، وقسمان منه ترغيب لمن عمل بالخير و وعد له بالجنة والفلاح، وترهيب لمن اقترف الشر و وعيد له بالنار والشقاء، كل ذلك ليكون قوة تنفيذية نابعة من ذات الآية.
يبقى الجدل، وهو ضروري في كتاب يحمل سمة العقيدة، لأن هناك شبهات راسخة في قلوب البسطاء يجب تصفيتها قبل البدء بتزكية النفس، وطريق التصفية هو الجدل والمناقشة الهادفة.
وللقرآن سمة هامة تطبع جميع مناحيها، وهي سمة الحيوية التي تجعل من الفكرة واقعاً يتحرك امام اعين الناس، وتتحقق هذه السمة بواحدة من اثنتين: اما القصص التاريخية التي لها حقيقة خارجية، واما الامثال التي لاحقيقة خارجية لها.
وهذا التقسيم في القرآن الحكيم سيعطينا فرصة لفهم كتاب الله، إذ ان مجرد تقسيم النص- أي نص كان- يعطي الفرد قدرة هائلة على اكتشاف خفاياه!
*المصدر / بحوث في القرآن الكريم لمؤلفه سماحة آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي
|
|