الكتب الرقمية.. المتاجر "الورقية" الأكثر تضرراً
انتشار الكتب: أقل من 1% عربيا و54% أوروبياً
|
يقول باعة الكتب في جميع انحاء العالم إنهم يمرون اليوم بفترة عصيبة، لإسباب عديدة برز اقواها مؤخرا وهو عبارة "الكتب الالكترونية" التي يتوقع انها ستحل تدريجيا وبشكل كبير محل الكتاب الورقي، فيما باتت دور نشر وبيع الكتب مهددة بالافلاس. ففي أمريكا مثلا فإن سلسلة المتاجر الأميركية الضخمة لبيع الكتب (Borders) صرفت مؤخرا رئيسها وأغلقت أبواب متاجرها، لكنها لا تزال على حافة الانهيار. كما أفلست العام الماضي السلسلة البريطانية التي تحمل الاسم عينه. في المقابل، عيّنت أضخم سلسلة متاجر كتب في العالم المعروفة بإسم (Barnes & Noble) رئيساً جديداً لها الشهر المنصرم لمساعدته في مواجهة الخطر الثلاثي المتمثّل في الركود، والكتب الإلكترونية.، والمنافسة المتزايدة. فيما يجهد بائعو الكتب لتعزيز مكانتهم على شبكة الإنترنت والفوز مجدداً بالزبائن الذين خسروهم. وبدأت متاجر كثيرة بعرض تصفّح مجاني للإنترنت للحفاظ على زبائنها لمدة أطول ولتمكينهم من تنزيل الكتب الإلكترونية. وتتضمن استراتيجيات بقاء أخرى، استضافة منتديات كتب أو غيرها من المجموعات وبيع مجموعة أوسع من السلع، مثل ورق التغليف، المجوهرات، البطاقات والألعاب. يذكر أن شركات عملاقة مثل "غوغل" و"امازون" و"أبل"، قد بدأت منذ فترة بمشاريع كبيرة لـ"الكتب الرقمية" والترويج لها، تعرض وتحتكر نشر واعادة نشر ملايين الكتب الورقية. ما جعل المختصين يتوقعون اختفاءً تدريجيا مع الزمن للكتاب الورقي، في العديد من بلدان العالم، لاسيما في اوربا وامريكا. وقال فرانسوا بوجار رئيس شركة "تايت-لايف" الفرنسية،ان "الكتاب الرقمي سيشكل في عامي 2014 و2015 نسبة 10 % الى 15 % من المبيع". ويمثل الكتاب الرقمي نحو 3 % فقط من مبيعات الكتب في العالم. في هذه الاثناء قال باحث اسلامي أن المجتمعات العربية والإسلامية "لم تتعود على القراءة، كونها سريعة الملل، لذا هي بحاجة إلى وسائل تعينها على القراءة وعلى الاستمرار فيها". ففي محاضرة القاها مؤخرا على هامش معرض الكتاب الإسلامي الخامس والثلاثين الذي تقيمه أرض المعارض في الكويت تحت شعار "أسرة اقرأ"، اشار د. عمر عبدالكافي، الى تراجع الاهتمام بالكتاب لدى العــرب والمسلمين عموما، مشيرا إلى حجم الهوة في هذا المجال "بين العرب والغرب، الذي يثبته العديد من الاحصائيات التي تشير إلى ان معدل نشر الكتاب في العالم العربي لم يتجاوز %0.7 مقابل %54 بأوروبا" وأن "نصيب كل مليون عربي من الكتب المنشورة في العالم لا يتجاوز 30 كتابا، في مقابل 584 كتابا من نصيب كل مليون أوروبي،و212 كتابا من نصيب كل مليون اميركي".
|
|