قسم: الاول | قبل بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

ظاهرة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة عندما يظهر (الفساد) في الارض..
شهر رمضان.. مشروع مقاومة
حسن الحسني
ـ قلت لزميلي: كيف يستقبل المؤمنون شهر رمضان هذا العام؟
ـ قال: وهل يختلف هذا العام عن الأعوام السابقة؟!
ـ قلت: ان لكل موسم ديني آثاراً وتبعات تؤثر على حيثيات واجواء الموسم، فلاشك ان شهر رمضان الفضيل له نتائج وثمار تلقي بظلالها على من يتزود من المائدة الرمضانية في نفس العام.
ـ قال: ولكن مجتمعنا يتعامل مع شهر رمضان كبرنامج للصوم وفيه طقوس قد اعتاد عليها كل عام.
ـ قلت: وهذا هو مربط الفرس، وهذا هو الخطأ الكبير، فالذي نعرفه من شهر رمضان على أنه مشروع وبرنامج للمقاومة وعلى كافة الأصعدة الفردية والأسرية والاجتماعية والسياسية، وكما يقول تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان)، فهذا الشهر هو برنامج للهداية مقابل مشروع الفساد الشيطاني بقوله تعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس).
ـ قال: ان طرحك هذا هو طرح كبير وحضاري واعتقد انه (مثالي)، اما مجتمعنا فلا يفكر بطرح كهذا..
ـ قلت (مقاطعاً): بماذا يفكر مجتمعنا؟
ـ قال: يفكر ـ كما قلت ـ بأنه موسم عبادة ودعاء وتلاوة القرآن وحضور المراسيم الدينية والمحاضرات..
ـ قلت: لاشك ان الدعاء والقرآن والعبادة هي من الأطعمة المباركة التي يقدمها المولى تعالى لنا في ضيافته الربانية، ولكن ما هو محتوى هذه العبادة والدعاء والتلاوة وما هي آثارها على الواقع الفردي والاجتماعي والسياسي؟
ـ قال: الخوف كل الخوف ان ينسلخ الصائمون بعد الافطار ويسهرون على الفوازير والمسابقات والمسلسلات ـ وبعضها رخيصة ومفضوحة ـ بدل التوجه الى العبادة.
ـ قلت: ان حصل ذلك، فهذه هي الطامة الكبرى، ومن واجب الاعلام الرسالي الملتزم وأصحاب المنابر الفضلاء والمحافل القرآنية والشعراء والرواديد ان يذكروا الامة بأن الهدف من الصوم هو الوصول الى (التقوى) وليس التنفيس عن بعض الشهوات كما يقوم أصحاب الرذائل في مسلسلاتهم الرخيصة، لقوله تعالى: (كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون).
ـ قال: وما رأيك بأصحاب الموائد الكبيرة في شهر رمضان؟
ـ قلت: في البدء نحن لابد ان نشجع الناس والشباب على الصوم ونحذرهم من تركه لما فيه من طاعة لله تعالى وفوائد عبادية ونفسية وصحية وزرع الثبات والمقاومة في النفس مقابل الشهوات والنفس الأمارة بالسوء، ثم ندعوهم الى فهم فلسفة الصوم وانه برنامج لمواساة الفقراء والمحتاجين، فلا ينبغي رص وصف الأطعمة المتنوعة ومالذّ وطاب في موائد، رمضان في الوقت الذي يعيش اخواننا في جوع وفقر، وان كل ثمانية دقائق يموت طفل جائع في أفريقيا.
ـ قال: ولكن من يفكر في أفريقيا، فاليوم كل بلد يفكر في نفسه ومدينته ومنطقته؟!
ـ قلت: ولكن رسالة النبي (ص) هي الرحمة للعالمين جميعا، وان الإمام المنقذ الحجة المنتظر (عج) يشرف وينظر الى جياع العالم جميعا دون التفريق بين مكان وآخر.. أليس كذلك؟!