سحب لقب (مواطن) من هتلر واحراق رفات نائبه وهدم قبره
الغاء (ذاكرة) الوطن والمواطن : مابين هتلر وصدام وازلامهما.. والنازية والبعث
|
رجاء عبدالرحمن/ الهدى:
منذ 66 عاما ولغية هذه الساعة، تتواصل بطرق واشكال مختلفة ملاحقة ومحاكمة هتلر وازلامه وعدم تناسي عهد النازية وجرائمها وماجرته من ويلات على المانيا واوربا والعالم اجمع. ولم تكتفي اوربا بملاحقة ومحاكمة اركان النازية، وحضرها قانونيا، بل تواصل اليوم حملتها ضد كل ما من شأنه التمجيد او التذكير بتلك الحقبة ورموزها او محاولة تناسي جرائمها. بينما نحن في العراق، لم يمضي سوى بضع سنوات على اسقاط نازية (البعث) وطاغيته وازلامه، وفي الوقت الذي لم تجف بعد دماء الضحايا، ولم تبرء الجروح التي خلفها ذلك العهد الدكتاتوري، الذي لايزال اذنابه يلغون بإرهابهم في دماء العراقيين لغاية الساعة، نرى من يصر وبطرق واشكال مختلفة على تمجيد البعث وطاغيته، ومحاولة تبييض تلك الصفحة السوداء من تأريخ العراق والدعوة لتناسي الفضائع والجرائم التي ارتكبت خلالها عن عمد وقصد، وثتور ثائرته لمجرد محاكمة اركان ذلك العهد او اصدار الاحكام بحقهم، فيما تحول قبر الطاغية الى مزار لاتباعه.
في المانيا، أُخرج، نهاية الاسبوع، رفات رودولف هيس نائب الزعيم النازي أدولف هتلر من قبره في بلدة فونشديل، ودّمر القبر تماما بعد أن أصبح مزارا يقصده اليمينيين المتطرفين الذين يطلق عليهم اسم "النازيون الجدد". على وزن (البعثيون الجدد" !.وتم إحراق رفات هيس وألقي الرماد في البحر، بينما أزيل شاهد القبر بعد التشاور مع أسرة هيس بخصوص طريقة التصرف في موقع القبر. وقال عضو في مجلس كنيسة فونشديل إن البلدة أغلقت بالكامل وانتشرت قوات الشرطة بكثافة لتأمين المقبرة خلال استخراج الرفات وازالة شاهد القبر. وكانت محكمة جرائم الحرب في نورمبرغ حكمت على هيس بعد نهاية الحرب العالمية الثانية في عام 1945 بالسجن مدى الحياة.و انتحر شنقا داخل سجن شبانداو في برلين في 17 أغسطس/ آب عام 1987 وكان عمره حينذاك 93 عاما. ونظمت بعض الجماعات المتطرفة في السابق احتفالات بذكراه منها عدد من الحفلات لجماعات النازيين الجدد التي تعتقد في تفوق العرق الابيض.وإثر ذلك أصدرت محكمة ألمانية حكما يقضي بحظر هذه الزيارات، ثمن بدأت سلطات الكنيسة في اتخاذ إجراءات إنهاء عقد إيجار عائلة هيس لمكان مقبرته.واقنعت حفيدة القائد النازي قبول تسوية مع القضاء وإخراج وحرق الرفات. من جهته قرر المجلس البلدي في مدينة براونو النمساوية، مسقط رأس أودلف هتلر، بالإجماع سحب لقب " مواطن شرف" من الزعيم النازي، بعدما أثار هذا الموضوع جدلاً منذ أسابيع قليلة، على ما أعلنت البلدية في بيان في التاسع من الجاري. واعتبر رئيس البلدية يوهانس فادباخر في بيان أن “المجلس البلدي في براونو وجه بهذا القرار إشارة واضحة وتحمل مسؤوليتيه السياسية والتاريخية”.وبهذا نأى أعضاء المجلس البلدي بأنفسهم عن كل القرارات المتخذة في المدينة خلال الحقبة النازية. فبُعيد إلحاق النمسا بألمانيا النازية، منحت مدينة رانشوفن، التي ضمت لاحقاً إلى برانو، لقب “مواطن شرف” للزعيم النازي في الرابع من أبريل 1938، وقبل ذلك بأيام قليلة في 30 مارس كانت “برانو” قد منحت هتلر الحقوق الاجتماعية نفسها التي يتمتع بها سكان المدينة. وكانت الألقاب التي منحتها عدة مدن نمساوية لهتلر أثارت جدلاً بعد رفض الحزب اليميني المتطرف دعم قرار سحبها رمزيا. غير أنه دعم في نهاية المطاف قرار سحب هذه الألقاب.
متى نعي، لاسيما الساسة، أن (تناسي) جرائم الطغاة. . جريمة بحد ذاته، وأن تذكر تلك الحقبة المظلمة لايعني البقاء اسرى لها بقدر ما يعني الحذر لمنع ورفض عودتها او تكرارها من جديد بأي صورة كانت، وأن الذاكرة العراقية كما ذاكرة الالمان والاوربيين، يجب أن تبقى متحفزة، لا أن (تُفرمت) بضغوطات او تحت عنوان(مصالحة) بائسة او تداول وصفقات في بازار السياسة، او أن يُسمح لـ(البعثيين الجدد) بأي لون او عنوان او شكل كانوا، بعمل (دليت) لذاكرة الوطن والمواطن، وبالتالي عدم اتخاذ العبرة والدروس مما كان وحصل، فهذا جريمة اكيدة.. لايجوز ولايمكن للمتباكين زورا على حقوق الانسان والعدالة أن يبرروها.. وما ببعيد عنهم نظم وبلدان تفخر وتتقيد بحقوق الانسانم والعدالة (في نطاق داخلها و محيطها الجغرافي على اقل تقدير) كألمانيا، ومع ذلك تفعل ماتفعل وتتخذ ما تتخذ من اجراءات منذ ستة عقود والى اليوم ضد النازية، وضد رموزها رغم انهم باتوا رمما بالية في قبورهم. .!
|
|