قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المواطنون يستعدون لاستقبال شهر رمضان الكريم..
يشكون من ارتفاع الاسعار ويتمنون توفير الكهرباء و استتباب الأمن و(صيام) السياسيين عن الخلافات
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة كربلاء المقدسة/ الهدى:
مع قرب حلول شهر رمضان الفضيل، وكما هو الحال في كل عام فأن الطلب يزداد على شراء المواد الغذائية وباقي السلع الاستهلاكية، حيث تشهد الاسواق حركة بيع رائجة يصاحبها ارتفاع الاسعار في معظم الاسواق، بشكل يثقل كاهل أرباب العائلات خاصة منهم ذوي الدخل المحدود والفقراء، حيث الحديث عن شريحة معدومي الدخل يحمل الكثير.ووسط الشكوى من ارتفاع ألاسعار، وانقطاع التيار الكهربائي،يستقبل العراقيون حلول شهر رمضان المبارك بعد ايام قليلة، بتمني استتباب الأمن والاستقرار، وانهاء الخلافات والصراعات السياسية ليتفرغ المسؤولين الى اداء واجباتهم الحقيقية تجاه الشعب.
البداية. . مع ربات البيوت
وقرب سوق الدهان، وسط مدينة كربلاء المقدسة، قالت السيدة أم علي (45 سنة) ، وهي ربة بيت، لـ (الهدى) أن "العراقيين جميعا، يتمنون في هذا الشهر المبارك أن يعم السلام والأمن في العراق، وأن ينعم المواطن بخيرات بلده"، منوهة إلى أنها "هيأت المستلزمات الضرورية لهذا الشهر الفضيل في وقت مبكر". وأضافت أن ربات البيوت يجهزن " كميات اكبر من المواد الغذائية التي يتم استهلاكها خلال شهر رمضان، كالبقوليات والشعرية والنشأ والسكر والرز ومستلزمات أخرى ضرورية للمائدة الرمضانية". وتشاطرها الحاجة أم عبدالله في ذلك، الى انها اشارت أيضا إلى أن بعض التجار "يستغلون مثل هكذا مناسبات بسبب ازدياد الطلب على المواد المختلفة، ويقومون برفع أسعارها". وأوضحت أن أسعار العديد من المواد "سترتفع مثل كل عام في رمضان و لأن هناك نقصا كبيرا في مفردات البطاقة التموينية، مما يدعو العوائل لشراء ما تحتاجه منها من الأسواق"، ولفتت إلى أنه وفي كل عام وومع قرب حلول شهر رمضان "ترتفع اسعار أغلب المواد ومنها اللحوم والدواجن والاسماك والخضار والفواكه ".
وتشهد أسواق العطارين في كربلاء المقدسة، بينها سوق (الدهان)، كما باقي اسواق المحافظات في البلاد، حركة بيع رائجة و إقبالا كبيرا هذه الأيام على المواد الغذائية التي تحتاجها العوائل خلال شهر رمضان. وبحسب المواطنين فأن ارتفاع الاسعار يشمل اكثر المواد الاساسية، بالذات تلك التي يكثر الطلب عليها كاللحوم بانواعها، والخضار والبقوليات والزيت والسكرـ ومما يزيد من تذمر المستهلكين فقدان الدور الرسمي المفترض ان تقوم به الجهات المسؤولة في أداء مهامها والمتمثلة في الرقابة وضبط الأسعار وعدم استغلال التجار للشهر الكريم برفعهم اسعار البضاعة.
مطالب المواطنين الرمضانية من الحكومة والسياسيين
من جانبه قال محمود علي (49 سنة) وهو يعمل سائقا لسيارة أجرة، إن "الاستعدادات لشهر رمضان تبدأ قبل أيام من حلوله حيث أنه يتطلب توفير أمور إضافية ما يستدعي ميزانية إضافية"، لافتا إلى أنه "كان من الأجدى أن تفكر الدولة بطريقة ما لدعم المواطن خلال هذا الشهر من خلال توفير مواد إضافية في الحصة التموينية، أو دعمه بمبلغ ما كما حدث في رمضان مع الموظفين قبل عامين الذين تمت زيادة رواتبهم، واليوم مع رواتب منتسبي الاجهزة الامنية" وأضاف أن "زيادة هذه الرواتب كانت في السابق وستكون اليوم ايضا ذات تأثير سلبي على الفئات الأخرى من غير الموظفين، حيث تؤدي إلى ارتفاع الاسعار في السوق، بينما دخل هؤلاء على حاله"، مشيرا إلى أن (الكهرباء الوطنية) تعد من الهموم المضافة للمواطن وخصوصا الصائم هذه الأيام، إذ أن "جل ما يتمناه أن تنعم عائلته بالكهرباء في حر الصيف الشديد، ويعود من عمله إلى بيته من أجل أن يأخذ قسطا من الراحة ".واضاف أن "العائلة العراقية تهتم كثيرا بموائد رمضان وتحرص على أن تكون تلك الموائد عامرة بأنواع من المأكولات والمشروبات التقليدية والحلويات والفواكه". كما اعرب محمودعن أمنيته بأن " يترك شهر رمضان اثره على السياسيين" موضحا بأن "المطلوب منهم أن يصوموا ليس كباقي الناس، بل وعن الكلام والتصريحات النارية والخلافات فيما بينهم اواطلاق الوعود الكاذبة التي لاتتحق لأن ذلك له نتائج سلبية على المواطن الذي لم يعد يثق بهم.." حسب رأيه.
من جانبه قال احمد المالكي، وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية، إن "الطلب يزداد خلال شهر رمضان المبارك على مواد كثيرة، تعد من مستلزمات المائدة الرمضانية"، مبينا أن منها "الشعرية، العدس، الطرشانه (المشمش المجفف), كما يزداد الطلب على (النومي بصرة) و(التمرهند) و(الزبيب) لعمل الشرابت، وهناك إقبال على شراء المكسرات كالجوز واللوز والفستق". وتمنى المالكي، بمناسبة الشهر الكريم، أن "يعم الأمن والامان على العراقيين جميعا والامة الاسلامية، وأن تنتهي خلافات السياسيين فيما بينهم ويتفرغوا لخدمة المواطن واداء مسؤولياتهم التي يجب ان تحملوها في بناء البلاد، وأن يشعر المواطن بالانتعاش الاقتصادي وتعود الحياة إلى طبيعتها بلا منغصات، وأن يعيش الشعب العراقي كباقي شعوب أغلب دول العالم بشكل طبيعي". من جانبه قال أبو حميد، وهو عطار، إن "الطلب يزداد في شهر رمضان على المواد التي ابيعها"، مشيرا إلى أنه "اتخذ تحوطاته ووفر المواد التي تدخل في المواد الرمضانية قبل حلول الشهر المبارك". وعن طبيعة هذه المواد، أوضح أبو حميد، أنها متعددة ومنها "البهارات بأنواعها، والهيل والكشمش وماء الورد فضلا عن النشا والكاسترد، وغيرها من المواد"، مبينا أنه وعلى الرغم من زيادة الأسعار "فان الإقبال جيد".
موقف التجار من أرتفاع الاسعار
ويبقى ارتفاع الاسعار سواء في اسواق الجملة او التجزئة أسعار وكأنه بات بالنسبة للباعة سنة مؤكدة لا حياد عنها في رمضان من كل عام، دون أن يجد المستهلك من يخلصه من توابعها، وسط تسآؤلات عن غياب دور الجهات الرسمية الرقابية. إلا أن بعض تجار التجزية يشيرون الى أن المضاربة هي العامل الأول في ارتفاع الأسعار.ويرجح هولاء أن تعرف عدة أنواع من الخضر والبقلويات ارتفاعا في الاسعار خلال الايام القادمة، في حين توقعوا أن تحافظ أخرى على أسعارها. وحمّل بعضهم مسؤولية التهاب الأسعار لمن يصفونهم بحيتان الجملة. و في خضم هذه الفوضى، يبقى المستهلك الضحية الأولى في معادلة ارتفاع الأسعار، حيث أكد معظم من التقيناهم بأن الأسعار تخضع لاهواء التجار، متسائلين في ذات الصدد عن دور الرقابة، وألقى معظمهم باللائمة على التجار، متهمين إياهم بتعمّد إخفاء بعض المنتجات وتكديسها بغية رفع أسعارها، حيث يكثر عليها الطلب في مثل هذه الفترة. في حين بدأ بعض التجار يبرر أن غلاء المواد الاستهلاكية الأساسية ناجم عن اعلان وزارة التخطيط بتطبيقها لقانون الرسوم الجمركية الجديد، التي أصبحت تحول دون ترويجها بأسعار تتوافق والقدرة الشرائية للمستهلك خاصة ذوي الدخل المحدود. الا أن هذا التبرير برأي المواطنين غير دقيق لأن "معظم السلع والمواد مستوردة قبل العمل بأجراءات الرسوم الجمركية، فضلا عن أن التطبيق لم يبدأ بعد بشكل حقيقي وفعلي.." بحسب رأي المواطن حامد الخزرجي.
رغم الشكوى.. رمضان موسم للتراحم وللتكافل الاجتماعي
أما المواطن محمد رؤف، وهو كاسب فقال إن "انقطاع التيار الكهربائي (الوطني) لمدة طويلة هو الذي يمنعني من شراء بعض المواد الغذائية للشهر بأكمله والتي تحتاج الى حفظها في الثلاجة" لأن " الاربع امبيرات المأخذوة من كهرباء المولدة التي تبعد عن المنزل نحو 600 متر لايكفي لتشغيل الثلاجة ", مبينا أنه "اشترى احتياجات أخرى لا تدخل الكهرباء في طريقة تخزينها، ولا تتعرض للتلف". مشيرا إلى إنه "خطط لشراء بعض المواد، خلال الشهر المبارك، بنحو يومي، وذلك بعد الانتهاء من عمله"، داعيا الحكومة إلى إن " تولي اهتماما أكثر للمواطنين من خلال توفير مفردات كاملة في الحصة التموينية وتوزيعها بداية شهر رمضان، و زيادة ساعات توفير الكهرباء الوطنية خصوصا وأن درجات الحرارة مرتفعة جدا ". ويؤكد رؤف انه ورغم "الشكوى من ارتفاع الاسعار او انقطاع الكهرباء وباقي المعاناة التي يلاقيها المواطن العراقي فهو في شهر رمضان لاينسى قيم التكافل الاجتماعي والاهتمام بتعزيز علاقاته مع الاخرين والتصدق والكرم وغيرها من الصفات الحميدة"، لافتا الى ضرورة " أن يكون هناك اهتمام اكبر في هذه الايام والليالي المباركة بأقامة مجالس القرآن والدعاء الجماعي ورعاية الايتام والفقراء لكي ننال رضى الله تعالى وآهل البيت عليهم السلام وتزول هذه الغمة عن العراق وننعم بالسلام والخير".