قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

الشاشة في رمضان.. تسفيه وتسطيح
خولة القزويني
ايام قلائل ويحلّ علينا شهر رمضان الفضيل ضيفاً مفعماً بالبركات، منعشاً بالصلوات، مترعاً بالدعوات، فإذا بالمناخ العام مهرجان زاخر بالفن الهابط والبرامج السوقية، زخم مسعور للمسلسلات المتدنية والمسابقات الممجوجة والفوازير السخيفة، وكأنه استلاب مقصود لبركات هذا الشهر واستفراغه من مضمونه الروحي والعبادي، ويعمل المعلنون وسماسرة المال على ضخ كل ثقلهم في هذه البرامج مستغلين سذاجة الناس وسطحية تفكيرهم، فما معنى الخلاعة والميوعة والتسفيه لعظمة هذه العبادة التي ننتظرها بعد شهور غرقت فيها أرواحنا بمتاع الدنيا وهمومها وبتنا نحتاج إلى وقفة تعبدية صادقة تعيد صقل معنوياتنا من جديد لنستأنف رحلة الحياة.
نعم الأمر متروك لقناعات الإنسان وخياراته، هو من بيده مفتاح التحكم، لكن باتت هذه الميكروبات تلوث أنفاسنا وتعيق نمونا الروحي فهي في محيطنا وحولنا تشل حوافز الإنسان البسيط وخصوصاً الشباب الصغار والشابات اليافعات.
نحتاج إلى حمايتهم وتربيتهم على طاعة الله ورسوله وعدم الانسياق وراء غواية الشيطان التي تمثلت في هذه البرامج.
الإنسان يحتاج إلى محراب عبادة كي يقف بين يدي ربه مناجياً، متضرعاً يطلب التوبة والعفو والمغفرة، في حين تعمل هذه البرامج على حرق الوقت الثمين والعمر الباقي في التسفيه والتسطيح وعقد نقص الفنانات المبتذلات، فمتى نرتقي بعقولنا، وبأرواحنا، وهمومنا وهذه المشاهد الخليعة تطحن أعصابنا بالوهم والتضليل.
ما أتعس الإنسان وهو يهان في دينه..
يا آباء يا أمهات، أيها المسؤولون، يا أصحاب القرار.. انتفضوا، اعترضوا ، واحذروا ، قبل أن تُسلب منا بركات هذا الشهر الفضيل وتزول من بلادنا النعم.. ولنعتبر هذا الشهر محطة نشكر الله فيها على نعمه..