قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

التوافق السياسي "شرط" لعلاج المرضى ! كيف سيكون حالنا في للعراق ؟!
قبل السماح للطبيب بممارسة المهنة يتوجب عليه أداء القَسَم الطبي الذي ينص بين أمور أخرى على عدم التسبب بالأذى لأي شخص كان، لكن السؤال الذي طرح نفسه بقوة مؤخرا في أمريكا: هل يحق للطبيب أن يختار مرضاه وفقاً لتوجهاتهم السياسية؟!. وسبب السؤال هو ما أقدم عليه طبيب مشهور متخصص في معالجة أمراض الجهاز البولي في مدينة ميامي بولاية فلوريدا حين علق على مدخل عيادته لافتة تقول: " إذا كنت قد انتخبت اوباما فابحث عن طبيب آخر لأن التغييرات على قانون الضمان الصحي الخاصة بك قد بدأت اليوم وليس بعد أربع سنوات كما ينص القانون". وبعد شيوع الخبر حاول الكثير من الصحافيين الاتصال بالطبيب المعني ويدعى جاك كاسيل (56 عاماً) للاستفسار منه عن اللوحة الموضوعة على باب عيادته لكن من دون جدوى. وكان هذا الطبيب قد صرح قبل أسابيع بأنه لن يرفض معالجة مريض بسبب الاختلاف في الآراء السياسية لكنه لا يمانع "إذا شاهد الديموقراطيون اللوحة وبحثوا عن طبيب آخر"!؟.وتشير التقارير إلى أن العديد من سكان منطقة (ماونت دورا) وهي إحدى ضواحي ميامي و يسكنها قرابة 10 آلاف شخص وتعتبر منطقة نفوذ للحزب الجمهوري في الولاية، قد أعربوا عن تأييدهم لهذا الطبيب باعتباره رجلاً شجاعاً في رفضه لخطة الرعاية الصحية التي اقترحها الرئيس الأميركي وأقرها الكونغرس مؤخراً. وتجدر الإشارة إلى أن قوانين الحقوق المدنية في الولايات المتحدة تنص على المساواة بين الناس من دون تمييز بسبب الجنس أو اللون أو العرق أو الدين لكن هذه القوانين لا تأتي على ذكر الفروقات السياسية وبالتالي لا تنص على عقوبات بحق من يرفض المساواة بين المختلفين سياسياً.ويقول خبراء في القانون ان الأمور في ولاية فلوريدا بالذات تختلف عن بقية الولايات فهي من الولايات القليلة جداً التي يكاد الحزبان الجمهوري والديمقراطي يتقاسمان سكانها مناصفة بينهما وتوصف بالولاية المتأرجحة. ويضيف هؤلاء ان المريض يشعر بالراحة والطمأنينة حين يعرف أن طبيباً يشاركه آراءه السياسية هو الذي سوف يرعاه لكن هذه المشاعر يجب ألا تسيطر على الطبيب نفسه.. فالطب مهنة إنسانية لا علاقة لها بالسياسة.