قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

أمنيات مواطن في "مزرعة البصل"
علي التميمي
لماذا لا تتحقق امنيات المواطن العراقي بالشكل الذي يرغبه ؟!
وماذا يتمنى؟؟؟..
أن يكون ساسته وولاة امره، ونوابه، صادقين معه بنسبة مقبولة !، بعيدا عن الادعاءات والكذب ومعسول الكلام، اوفياء بوعودهم لايخلفون و يديرون له ظهورهم بمجرد الوصول الى المنصب والكرسي، أن يقاسموه جشوبة العيش، وضنك الفاقة، لا أن "يهبروا" لانفسهم (بقوانين يشرعونها بلمح البصر وبالتصويت بالاجماع) من ميزانيته رواتب وتقاعدات ومخصصات وامتيازات و"منافع" اسموها "اجتماعية" !؟.. أي اجتماعية؟ هل بمعنى ان لها اثرا في المجتمع مثلاً؟؟؟، اسأل اي مواطن عنها وستعرف أن المجتمع "لامنافع" ولا "بواكي" له وعليه ! .. سيقول لك بكل صراحة انها " نكتة بايخة لاتستحق اكثر من 3 ههاءات.. ههه" !
أن يكف المسؤولون والنواب وكبار الساسة عن حفلات زارهم المليئة بالتصريحات الطنانة، وصولات السنتهم على بعضهم البعض التي يوزعونها ويزرعونها "حشائش ضارة" في حديقة المجتمع، فيتم حصدها مراراً، وصراعا، وتمزقات. أن يكفوا عن كثرة "الكلام" التي تصل الى حد "الثرثرة" بدلا عن "العمل". ان يكفوا عن الجد والمثابرة في الصراع والعراك للوصول والحصول على هذا المنصب او ذاك، حدّ إنقطاع الانفاس، وربما" ذهاب الأنفس" من الناس طبعا وليس منهم، خدمة وتحقيقا لمصالح شخصية وحزبية وفئوية مقيتة.. ان يأتي اليوم الذي يلمس بكافة حواسه وملئها، بالعدالة وانصافه، أن يعيش الناس سواسية كأسنان المشط، لا كأسنان القرش، او بين أسنان القرش!، أن يطبق القانون اولا ً على المسؤولين والسياسيين وكبار القوم، وكل من يملك بيده سلطة القانون او سنه او تطبيقه، قبل أن تلاحق هراوته وتنزل على يافوخ المواطن العادي الذي كان ولازال ـ وربما سيبقى ـ في نظر الحكومات والمسؤولين انه (خارج على القانون) و(متهم حتى تثبت براءته) .. فيما هذا المسكين لم يرَ في حياته أي عدالة وانصاف في تطبيق هذا القانون، وغالبا ما يرى نفسه مضطراً الى التحايل او الواسطة او الرشوة لتمشية اموره ومعاملاته والوصول الى جزء من حقوقه !. ان يأتي اليوم الذي يستطيع ان يحاسب بالفعل سلطته ومسؤوليه الكبار، ومن سرقه، ووعده فكذب عليه، واراد أن يحوله الى قطيع او "سخرة" في بلاط الساسة ،والاحزاب، والتكتلات، ومتسول على ابواب الوزارات والدوائر، لتمن عليه بـ(حقوقه) التي غدت منذ عقود من الزمن الى "منحة" تارة، و"مكرمة" تارة اخرى، والى يوم الناس هذا !؟. أن يشعر ان المجتمع تخلص فعلا والى الابد من مآسي وصدمات الحقبة "الصدّامية" القذرة، ومن واعراس وبهرجات سلطتها القرقوشية.. و ثقافتها المستبدة، في الادارة وممارسة السلطة على المجتمع..
ان يأتي اليوم الذي يتمتع بثرواته، و"يبيض" ايامه وحياته بعائدات ذهبه "الاسود" فلا يشعر فيه بإلم العوز والفقر والجوع والمرض. أن يخرج من دوامة "سكنه" ويحصل على 100 متر وربما أقل، من "اسبرين" الارض التي هي لله تعالى، ولمن احياها، ليتخلص من صداع " الايجار" او التشرد وأحياء "التجاوز" على "حقوق واراضي الدولة"! بل ومن "البستنة" وماشاكلها، إن كانت ارضه اصلا !. أن ينعم هو وأطفاله ولو بإربع ساعات كهرباء فقط، في برنامج القطع الحكومي المبرمج، الذي "قطع انفاسه"، ليريح جسده ويديه من تدوير "المهفة" وينام قرير العين "شاخرا" في سابع نومة، من دون لسعات حر تموز وآب وايلول، فضلا عن لسعات البق. أن تمر الكهرباء على بيته وتستوطن معه، ضيفا دائما، لا "هلال عيد" او " مطر صيف".. أن يتم ايصال (100) لتر من نفطه اليه، في الشتاء، وليس "الصيف"، ومجانا، لا أن تضطر بعض العوائل المسحوقة الى التخلي عن " مكرمة" النفط، لانها لاتستطيع ان تدفع نحو 50 الف دينار لبرميل نفط، فتقوم بتوفير المبلغ الى سد احتياجاتها الأخرى الضرورية من مطعم وماشابه.. ان يثق أن الماء الذي يصل الى "حنفيته" صالح للشرب، فيأمن ويأذن له أن يلامس حنجرته، ليوفر من ماله ويكف عن شراء الماء المستورد من صحاري الخليجيين او المصفى محليا( ومااكثر الشكوك) حول الاخير، وما اكثر المعامل التي تم اغلاقها !؟.. وأن .. وأن..
وهل كل هذا هو من مسؤولية اهل الحكم؟ وهل هم المسؤولون فقط عن هذا المشهد المحبط؟ وهل المواطن كفرد، ونحن الناس كمجتمع، ابرياء ولا مسؤولية علينا نتحملها، وهل بالفعل أن هذه "الامنيات" نحن غير قادرين على تحقيقها؟. من اين يأتي الساسة والاحزاب والنواب؟ من "القمر" ام انهم من قماشة المجتمع؟ من ينتخبهم؟؟؟ ولماذا؟؟؟. هل ينتخب الناس "بوعي" لكي ينتقدوا ويحاسبوا "بوعي" أيضا؟؟؟. وهل أن هذه الخصال والممارسة السيئة عند الكثير من اهل الحكم والمسؤولية الرسمية حكرا عليهم أم انها فيروس متغلغل في نفسية وسلوكيات المجتمع أيضا؟؟؟، وبالتالي يجب العمل على اقتلاعها من جذورها. هل أن زارع "البصل" يحصد "تفاحاً" مثلا ؟!، وبالمناسبة ما اكثر البصل في مزرعتنا فـ"قومي رؤوس كلهم، أرأيت مزرعة البصل ؟!.
يقول الله تعالى "لايغير الله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم" و جاء في الحديث انه "كيفما تكونوا يولّ عليكم"، فهل يمكن أن نحصر كلمة "مابقوم" بالطبقة السياسية، التي نطالبها بتغيير نفسها، أم انها في الحقيقة اشمل واوسع من ذلك، تتضمن الامة او الشعب او المجتمع ؟؟؟. لا اعتقد ان الاجابة عن هذه التساؤلات عصية على ابسط انسان !. لكن ـ وفي الختام ـ ومع ضرورة التأمل الجدي فيها، يجب ان لاتعني او تؤدي الى جعلها سببا لعدم المراقبة والنقد للحاكمين وللاوضاع، ووضعهم امام حقائق الامور ومواجهة اي فساد وظلم وخلل وقصور في الاداء.. او التخلي عن المطالبة و "الحلم" بتحقيق الامنيات اعلاه، وغيرها الكثير..