قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام

معركة (أُحد) المعاصرة.. وغنائم السلطة
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة اكرم المبرقع
بينما نحن نفترق في تحديد ملامح واولويات الحكومة القادمة والمصادقة على الانتخابات نجد عصابات البعث الصدامي وتنظيم القاعدة الاجرامي يجتمعون في دمشق لتوحيد وتنسيق مواقفهم لتوجيه ضربة للعملية السياسية والمعادلة الجديدة في العراق.
ويبدو ان الامر الذي وحّد اعداءنا من القاعدة والصداميين غير قادر على توحيدنا بعد ان فرقتنا الاهواء والاحلام والاوهام السلطوية، واجتماع عدونا المشترك ضدنا لم يحركنا باتجاه التوحد والتماسك وهذا من مفارقات الحراك السياسي الجديد في العراق.
وفي مقابل المهرجان الاجرامي في دمشق للهاربين والمهزومين من العدالة العراقية لا نجد في الافق القريب تفهماً وتفاهماً بين الفرقاء العراقيين وحتى الشركاء افترقوا في ابسط مقومات الاشتراك فزادت العزلة وسوء الفهم بل والحلفاء الذين جمعتهم المحنة الماضية وتحديات الحاضر ومخاوف المستقبل اصيبوا بضعف الذاكرة ونسوا او تناسوا المرحلة الماضية وبطشها وبشاعتها وهم من اهم ضحاياها.
اعداؤنا تناسوا خلافاتهم وتصالحوا مع بعضهم ولو على مستوى غرام الافاعي ولكننا ما زلنا نتهم بعضنا بعضاً فهذا يتهم اخر بتهديده بالقتل وذاك يتهم غيره بتزوير الاصوات وهؤلاء يهددون بعودة العنف والارهاب لو لم يحصلوا على ما يريدون واخرون يطالبون الخارج بحل ازمة الداخل وطرف ثالث يحلم بعودة سيناريو التاسع من نيسان من جديد لاقصاء اعداء صدام المقبور.
هذه مفارقات وثنائيات كرسها الواقع العراقي الجديد مع اعتقادنا الجازم بامكانية عودة الامور الى ما كانت عليه واستفاقة الاخرون من اغماءة السلطة وعودة المسار السياسي الى سكته الصحيحة ليواصل او يتواصل العراقيون في بناء دولته الديمقراطية بعد الانتباه الى الخطر الجدي الذي يداهمنا جميعاً.
لا نقطع الامل بعودة الامور الى نصابها ولم يصيبنا اليأس مهما كانت التحديات والتهديدات والاخطاء القاتلة لشركائنا لان التجربة السابقة بكل ظلمها وظلامها لم ولن تعود الى العراق الجديد ولن تتحقق ظروفها مهما كانت الاوضاع وان ظاهرة سيطرة العصابة البعثية على مقدرات البلاد والعباد اصبح من الماضي ولن يخطر على بال اي انسان يمتلك ذرة من التفكير السليم.
واليوم وبعد نجاح الانتخابات العامة في البلاد برزت الى افق بعض السلوكيات المرفوضة من سياسيين يلوحون بعصا الارهاب والتكفير من جهة واخرون يوحون بان الامور في البلاد لن تستقيم الا بهم ويبقى الخطر الاكبر الذي نحذر منه هو الانشغال بالغنائم وفسح المجال لاعدائنا للاجهاز على التجربة الجديدة وقيادة البلد الى حافة الهاوية ومستنقع الحرب الداخلية وارباك الاوضاع الامنية والسياسية وهو اجمل هدية تقدم لعصابات القاعدة الارهابية التي عجزت في تحقيقه عام 2006 من جر البلاد الى اتون الحرب الطائفية التي خططوا لها وانفقوا الملايين من الدولارات من اجل ايقادها.