اعترافات سفير ارهابي !
|
عمار احمد
حامد السعدون .. اسم غير معروف لا في عالم السياسة ولا في عالم الفن ولا في عالم الرياضة ..
انه كان يشغل منصب سفير العراق في عهد صدام في السودان، وبالتحديد خلال الفترة التي تم فيها اغتيال العلامة السيد محمد مهدي الحكيم في الخرطوم.
وهذا الشخص لم يصل الى منصب السفير من خلال التدرج الوظيفي والكفاءة المهنية والقدرة السياسية بل انه وصل عبر بوابة المخابرات، اي بعبارة اخرى عبر بوابة القتل والارهاب والظلم والتنكيل. وهذا امر مهم للاحاطة بحيثيات الموضوع من خلال هذه السطور القليلة.
اجرت معه احدى القنوات التلفزيونية الفرنسية لقاء خصص في جانب منه لتسليط الضوء على قضية اغتيال السيد الحكيم في السودان، وحينما اتصل احد المشاهدين، واتهم السعدون بقتل الحكيم، قام بالدفاع عن نفسه ليثبت ان الجريمة حدثت بتخطيط وتنفيذ نظام صدام.. اذ قال لتبرئة نفسه انه عند اغتيال السيد مهدي الحكيم لم يكن قد عين سفيرا بعد، وهذا شيء ربما كان صحيحا وعاديا، ولكن الشيء الاخطر الذي ذكره هو ان الذي قتل السيد الحكيم موجود حاليا ويعمل سفيرا للعراق في احدى الدول، ولم يذكر لا اسم ذلك السفير ولا اسم الدولة التي يشغل منصب سفير العراق فيها، مؤكدا ان وزارة الخارجية العراقية تعرف ذلك جيدا فيمكن ان تسألوها.
هل جاء حامد السعدون بشيء جديد ؟.. في الواقع لم يأت بشيء جديد، بل انه اكد وثبت حقيقة مؤلمة، وهي ان كثيراً من مجرمي وارهابيي النظام البائد مازالوا يعملون ويتحركون، لا في ميدان المعارضة الارهابية كما هو الامر بالنسبة لعزة الدوري ومحمد يونس الاحمد، بل في اكثر مؤسسات الدولة العراقية الجديدة حساسية وخطورة واهمية....
قبل عدة اشهر القى سفير العراق الحالي في اليمن المدعو ... السامرائي محاضرة اعتقد ان كل من سمعها شعر ان نظام صدام مازال موجودا ان صاحب المحاضرة احد ادواته، لانه اثنى على ذلك النظام وحزب البعث اكثر مما لو كان موجودا حتى الان على رأس السلطة.
ماذا تغير اذن اذا كان قتلة ومجرمو الامس (...) لازالوا يسرحون ويمرحون، ويتغلغلون في الجيش والأمن والخارجية و.... الخ ؟؟ وضحايا العهد البائد مازالوا يصرخون ولا من مجيب...!؟.
|
|