قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
المرجع المُدرّسي في تجمع حاشد لاساتذة وطلبة الحوزات الدينية:
مراجعنا "صمام أمان" وعليكم أن تنبذوا "الفُرقة" وتتعاونوا لحفظ وحدة ومستقبل البلاد من التمزق والازمات
لمشاهدة الصورة لحجم اكبر إضغط علي الصورة الهدى/ كربلاء المقدسة:
اكد سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المُدرّسي"دام ظله" على أن العلماء وطلبة العلوم في المعاهد و الحوزات الدينية يجب أن يسعوا بكل جد وإخلاص ليكونوا في خدمة المجتمع وبناءه على اسس سليمة تقوم على جمع الكلمة ووحدة الصف والاخاء والتعاون، وأن يتحملوا مسؤولياتهم الثقيلة هذه، لاسيما في ظل ماتمر به بلادنا والامة عموما من ظروف صعبة وازمات وتحديات معقدة وكثيرة، اجتماعية واخلاقية وسياسية.. جاء ذلك في جانب من كلمة لسماحته أمام حشد غفير من اساتذة وطلبة العلوم الدينية، في إحتفالية اقيمت نهاية الاسبوع بمسجد الامام الكاظم (ع) بمدينة كربلاء المقدسة، بمناسبة ميلاد الامام الرضا (ع).
وقال سماحته أن (لشعبنا وامتنا ومجتمعنا تطلعات ورغبات، ونعيش أيضا هذه التحديات.. فتعالوا نفكر تفكيرا موضوعيا كيف وبماذا نستفيد من هذه المناسبة العطرة وامثالها. موضحا أن علينا جميعا العمل دائما على ايجاد وترسيخ علاقة وولاء حقيقي مثمر يربطنا بالرسول (ص) وبالائمة الاطهار(ع) والقرآن الكريم، يتجسد على ارض الواقع بالفعل والاثر.. وأن ذلك يوجب علينا السعي لـ: تطهير انفسنا من الوساوس التي تذهب بالانسان يمنة ويسرة، ومن العصبية والحمية والحسد والحقد، لكي نصل الى الطهر الذي يدعونا اليه اهل البيت(ع).. حيث الانسان في الحياة الدنيا قد تغريه وتُغر به الحوادث السلبية والايجابية، لكنه يجب أن تكون له بصيرة ونظرة استراتيجية، و أن يرتفع ويسمو فوق حوادث الدنيا ومغرياتها..)
واضاف سماحته في هذا السياق متسائلاً: (.. من الذي يجب أن يعمل على توحيد الصف، من الذي يوحد الشعب العراقي، ولايدع للقومية مثلا او العنصرية، والحزبيات، وغير ذلك .. من أن تكون دافعا للتمزق والتشرذم وتبديد الطاقات.. ؟ اليس العلماء هم من يجب أن يسعوا ويكونوا في المقدمة لحفظ الوحدة وتعزيز التعاون.. ولكنهم بالطبع يستطيعون أن يقوموا بهذه المسؤولية ويجمعوا طاقات وامكانيات المجتمع في بوتقة واحدة، حين يكونون هم انفسهم ايضا مجتمعين متعاونين.. فيجب أن تكون عندنا ارادة وتوجه مخلص لأن نؤلف بين قلوبنا ونوحد توجهاتنا، وعندها لن يستطيع الشيطان ان يُفسد ويفرق بيننا، لا شيطان الجن ولا شيطان الانس، يستطيعون، لأن هذه التفرقة والتباعد هي المشكلة.. وبها وبسببها قد تضيع الفرص وتتعقد الامور .. فلنسعَ لكي نوحد صفوفنا ونطهر قلوبنا ونخلص نياتنا، ونجعل شعارنا هذه الآية المباركة : (ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين امنوا ربنا انك رؤوف رحيم)...).، واضاف سماحته بالقول : (اخواني اليوم العالم كله عينه على العراق، وعلى كربلاء الحسين عليه السلام، حيث النور، والنهضة، وحيث تنزل الرحمة ..، ومن الخسارة الكبرى أن يكون عند أحد هذا النور ثم تكون احواله واحواله غير مرضية... فلنأخذ الجائزة الكبرى ونسعى لتحصيلها، وهي تطهير نفوسنا، وتوحيد صفوفنا، ولاندَع البلد الى التمزق والازمات، او الاحوال السيئة أن تلعب بالناس يمنة ويسرة، وانتم تتابعون وترون مثلا اننا بعد سبعة اشهر من الانتخابات، كيف اصبح الوضع بشأن تشكيل الحكومة، فإذا بأحد من الخارج، من الامم المتحدة، يأتي الى بلادنا حتى يقول وحدوا أنفسكم.. !؟.. في حالة لاأعرف ماذا اسميها في الحقيقة..).
واشار سماحته الى: (ضرروة محاربة ثقافة اللمز والهمز و "التفريق" بين العلماء والمراجع الكرام، والتنبه الى الاغراض السيئة التي تقف وراءها ومن يروجها، وأن لانجعل او نسمح لهذا أن يحصل كما الحال في الاحزاب والتكتلات.. وقد قلت سابقا أن مراجعنا حفظهم الله هم صمام الأمان، وهم مثل ابواب الرحمة، مثل ابواب صحن الامام الحسين عليه السلام، من اي باب تدخل تنتهي الى الحرم والمرقد الشريف، فلا تفرق بين عالم واخر .. نحن بهذا نستطيع ان نوحد انفسنا والا فالله تعالى يسلط علينا ظالما جائراً لا يرحم ثم ندعوه فلا يستجيب لنا.. فلنحذر، و الشعب العراقي له تجربة مع الظالمين، فهل كانت تلك التجربة حلوة مع الظالم !؟، هل هي تجربة تصلح للاجيال ولكل الناس، للعالم !؟، فلماذا نحن لانعتبر منها ؟!.. ).وخاطب سماحته طلبة العلوم من الشباب، بالتأكيد عليهم لـ: السعي الدؤوب لتكونوا على قدر المسؤولية، ولإن تكونوا في المستقبل علماء فضلاء وفقهاء وخطباء رساليين عاملين ومتوجهين للمجتمع وبناء وتوعيته، فانتم عند شلال النور وبحبوحة الرحمة وبحر الكرم والجود، الامام الحسين عليه السلام، فيجب أن يغتنم كل واحد منا هذا التوفيق...)، مشيرا في هذا السياق الى ضرورة : (المزيد من التوجه نحو تحصيل ونشر الفضيلة والاخلاق وما يتضمنه تراث اهل البيت(ع) في هذا المجال من روايات وكلمات ووصايا الائمة .. ورب كلمة واحدة فقط من هذه الكلمات تنقذ الانسان من موقف صعب..). كما اكد سماحته على ضرورة : (المزيد من التوجه القرآني، وتحصيل ونشر الثقافة والمعارف القرآنية .. ونحن في الوقت الذي نقدر ونسعد بإن نرى اليوم أن هناك في كربلاء المقدسة، توجهاً قرانياً ينمو، نحو حفظ القرآن والتدبر فيه، وتوجه لانشاء معاهد للتبليغ القرآني، ومع ذلك يجب أن يكون لكل واحد منا دور في التفكر و التدبر في آيات القرآن الكريم، ونشر هذه الثقافة وهذا الواجب، في اوساط الطلبة وعموم المجتمع ..) و حث على (أن يُحكِم المبلغون الدعاة الى الله تعالى، خطابهم ولغتهم، ويتقنوها على افضل وجه، ليكون لها التأثير المرجو، لاسيما مع تطور وانتشار وتعدد وسائل الاعلام في هذا العصر، منوها الى اهمية أن يستثمر الخطباء والطلبة والدعاة "من الشباب خاصة، هذه الوسائل، كالمدونات، والمجلات وصفحات ومواقع الانترنت، افضل استثمار من خلال حُسن القول والكلام واحكامه، وكذلك التأليف والكتابة..) واضاف : (فتوجهوا لذلك، حيث بلغ عدد المستخدمين للانترنت اليوم ملياري انسان، وقد يتضاعف هذا العدد خلال السنة القادمة، فألى جانب مهامكم الاخرى، انشئوا ايضا مدونات وليكن لكل واحد منكم برنامج طموح في حياته، ولاضير من ان يكون فيه مثلا صفحة في الانترنت ووسائله العديدة في الاتصال، ويحاول ان يتوجه الى الناس مباشرة ويحسن تأليفه وكتابته وطرحه .. ولنعلم أن ورقة بسيطة من العلم، قد تفصل يوم القيامة بيننا وبين نار جهنم ...).