قسم: الاول | قبل | بعد | الاخير | عناوين اقسام | عناوين جميع اقسام
مطالباً بالرجوع الى علماء الدين لحل أزمة الحكم وادارة البلاد
المرجع المُدرسي: دور علماء الدين والممارسة الديمقراطية تحققان العدل في المجتمع
حسين محمد علي / كربلاء المقدسة:
في محاضرته الاسبوعية بمكتبه بكربلاء المقدسة، دعا سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي (دام ظله) الى ايجاد (مزيج) من الولاية والشورى لحل أزمة الحكم في العراق، مؤكداً حاجة العراق وجميع البلاد الاسلامية الى (علماء ربانيين) يقودون الناس والبلاد الى شاطئ الامان الى جانب الممارسة الديمقراطية. وقال سماحته: يجب ان لا نلتفت لمن يحمل عقداً نفسية إزاء علماء الدين، فنحن يجب أن نكون بصدد التخطيط لمستقبل البلاد ليحقق هذا المزج، العدل والحق للمجتمع. وبحضور عدد من الاخوة المؤمنين وطلبة الحوزة العلمية، قال سماحته: ان الاسلام يؤكد لنا على أمرين أساسيين في مسألة الحكم هما: الولاية والشورى، فقد جاء في القرآن الكريم: "وشاورهم في الامر ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك"، ولكن هناك الولاية الى جانبها، حيث تقول الآية الكريمة: "إنما وليكم الله و رسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون" وهذا المزيج بين الولاية وبين الشورى هو المطلوب.
وفي سياق حديثه عن مخاطر تكريس السلطة والحكم بيد شخص او طرف بذريعة الممارسة الديمقراطية والانتخابات، أوضح سماحته بان القضية لا ترتبط بمفهوم الديمقراطية وحسب، إنما بروح الدستور او روح القوانين او ما يسمى بالفقه الدستوري، ونحن في العراق بحاجة الى فقهاء دستوريين يحددون المسيرة العامة لهذا البلد، بل أن كل بلد اسلامي بحاجة الى الولاية المتمثلة في عالم رباني يوضح ويبين للناس أمور الدين والدنيا، فالانسان مهما بلغ من العلم والمعرفة يبقى بحاجة الى عالم واخصائي آخر ليحل ويعالج أموره الاخرى، واضاف سماحته موضحاً: لو كان عقل الانسان كاملاً وانه لا يخطأ، لما بعث الله تعالى الرسول بعد الرسول والنبي بعد النبي حتى ختمهم بنبينا الاكرم صلى الله عليه وآله. ثم تساءل سماحته مستغربا عن السبب والاهداف في الاتجاه عند البعض نحو الأخذ بكل الاختصاصات العلمية والمهنية والاعتماد عليها، ما عدا عالم الدين؟! وأكد سماحته: إن أي خطأ أو انحراف يحصل في هذا البلد، وأي ثغرة تحدث يتحملها اولئك الذين عارضوا العودة الى علماء الدين، ويحاولون تهميشهم وتشويه صورتهم.
وفي اطار توضيحه لفكرة المزج بين الولاية الالهية والشورى أو الديمقراطية، دعا سماحته الى استنطاق العقول واستلهام البصائر الثاقبة لتكون الرؤى والافكار منسجمة ومكملة للولاية الألهية، فلا يمنع من وجود الشورى والديمقراطية، وهي ساحة مفتوحة للتفكير والتخطيط، أن يكون للعلماء دور المستشار والموجه والناصح لاختيار القوي الامين والحفيظ والفرد النزيه الذي يتولى تصريف أعمال الناس بالحق، واذا وجد الناس هذه الصفات في شخص ما فان البلد يكون في خير.