من صيد الإنترنت .. مسامير ساخرة.. !
|
أسرع الأبن ذو الست سنوات إلى المنزل شاكيا رفيقه، فأخرجت أمه ميزانا قديما وبعض القطع الخشبية التي يلهو بها، وقالت له: "إليك لعبة جميلة... سأضع قطعة من المربعات الخشبية في هذه الكفة من الميزان كلما ذكرت لي عيبا من عيوب رفيقك، وعليك أن تعدد هذه العيوب"، فذكرها الإبن. ووضعت أمه عددا يعادلها من القطع في كفة الميزان ثم قالت: "والآن عدد لي حسناته.. ألا يدعك تركب دراجته؟ ألا يقاسمك الحلوى؟ ألا يؤثرك في اللعب على باقي الأطفال؟..". كان ابنها يجيب كل مرة بنعم على مضض !، فتضع أمه قطعة في كفة حسناته حتى رجحت على كفة عيوبه، فضحكت أمه وقالت: "أريدك من اليوم كلما انتقدت إنسانا أن تقابل بين حسناته وسيئاته، لتحكم عليه الحكم الصحيح والعادل" !
ـ ليس طفلك وحده يا سيدتي.. فكلنا ـ ونحن الكبار ـ نقع في مثل الخطأ، فنحكم على صديق أو قريب أو إنسان ما، من خلال تصرف خاطئ ارتكبه، أو صفة سيئة يتصف بها، أو طبع قد تطبع به، ونتناسى ونتجاهل ما فيه من صفات أو عادات أو طباع أخرى جميلة وحسنة، ويزداد الأمر سوءا مع من يختلف معنا في الرأي والموقف والتفكير و..، حيث لا نرى فيه إلا شرا مطلقا، وفسادا مطبقا، مع أنه قد يفوقنا في الصفات الحسنة، ولديه من الخير والأخلاق ما ليس لدينا بعض منه !.
*****
قيل أن أحد الاستاذة دُعي إلى المحاضرة في إحدى الجامعات عن "منزلة الآداب في التعليم"، وكان الرجل الذي سبقه في الحديث يرى أنه لا ينبغي أن تكون المنزلة الأولى في التعليم للآداب بل للتربية العملية النافعة حيث قال: "إن ما نحتاج إليه هو مناهج عملية، فالشيء الذي أريد ابني أن يعرفه هو أن يحلب البقرة مثلا" !. فلما جاء دور الاستاذ المدعو للحضور قال: " هذا رأي عظيم، أما أنا فأريد لابني أن يكون قادرا على أن يحلب بقرة، غير أنني أريده أن يكون قادرا على أن يصنع أشياء أخرى لا تكون العجول أقدر منه على صنعها" !
لكي تتأكد أن كان هذا الأستاذ كان على حق ام لا، انظر حولك هنا، في بلدنا، وبل وفي كل بلاد (العرب اوطاني من الشام لبغدان الى ..) فإنك سترى من هو عاجز حتى عن أن يقوم بما تقوم به العجول !، بسبب المنهج والتعليم السيىء والمتخبط عموما( بما فيه السياسة والاقتصاد و..) ومخرجاته المتردية.. والنطيحة أيضا !.
|
|